السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الله قادر على جمع عظام الإنسان

22 ابريل 2016 14:25
أحمد محمد (القاهرة) أتى عدي بن ربيعة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال حدثني عن يوم القيامة متى يكون، وكيف يكون أمرها وحالها، فأخبره النبي بذلك، فقال لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد، ولم أومن به، أَو يجمع الله هذه العظام؟ فأنزل الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ)، «سورة القيامة: الآيتان 3 - 4». قال الطبري يقول تعالى ذكره أيظن ابن آدم أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها، بلى قادرين على أعظم من ذلك، أن نسوي بنانه، وهي أصابع يديه ورجليه، فنجعلها شيئاً واحداً كخف البعير، أو حافر الحمار، فكان لا يأخذ ما يأكل إلا بفمه كسائر البهائم، ولكنه فرق أصابع يديه يأخذ بها، ويتناول ويقبض إذا شاء ويبسط، فحسن خلقه. خلقاً حسناً قال الحسن، في معناها أي جعلها يداً، وجعلها أصابع يقبضهن ويبسطهن، ولو شاء لجمعهن، فاتقيت الأرض بفيك، ولكن سواك خلقا حسنا. وقال قتادة، معناها أن الله قادر على أن يجعل بنانه كحافر الدابة، أو كخف البعير، ولو شاء لجعله كذلك، فإنما ينقي طعامه بفيه. وقال ابن كثير في تفسيره أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه يوم القيامة، أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرقة بلى قادرين على أن نسوي بنانه أن نجعله خفا أو حافراً وأنه تعالى لو شاء لجعل ذلك في الدنيا بلى سنجمعها قادرين على أن نسوي بنانه، ولو شئنا لبعثناه أزيد مما كان، فنجعل بنانه وهي أطراف أصابعه متساوية. وقال الطاهر ابن عاشور العظام كناية عن الجسد كله، وإنما خصت بالذكر لأنهم احتجوا باستحالة قبول العظام للإعادة بعد البلى، على أن استحالة إعادة اللحم والعصب والفؤاد بالأولى فإثبات إعادة العظام اقتضى أن إعادة بقية الجسم مساو لإعادة العظم وفي ذلك كفاية من الاستدلال مع الإيجاز. والتسوية تقويم الشيء وإتقان الخلق قال تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا)، «سورة الشمس: الآية 7» وأريد بالتسوية إعادة خلق البنان مقومة متقنة، فالتسوية كناية عن الخلق لأنها تستلزمه فإنه ما سوي إلا وقد أعيد خلقه قال تعالى «الذي خلق فسوى»، وإذ كانت البنان هي أصغر الأعضاء الواقعة في نهاية الجسد كانت تسويتها كناية عن تسوية جميع الجسد. تقرير وتوبيخ وقال ابن عطية الأندلسي قوله تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ...) تقرير وتوبيخ، و«نسوي بنانه» نتقنها سوية، والبنان الأصابع، وكأن الكفار لما استبعدوا جمع العظام بعد الفناء، والإرمام قيل لهم إنها تجمع ويسوى أكثرها تفرقاً وأدقها أجزاء وهي عظام الأنامل ومفاصلها، وهذا كله عند البعث. وقال ابن عباس وجمهور المفسرين «نسوي بنانه نجعلها في حياته هذه بضعة أو عظماً واحداً كخف البعير لا تفاريق فيه، فكأن المعنى قادرين الآن في الدنيا على أن نجعلها دون تفرق فتقل منفعته بيده، والتقدير بلى نحن أهل أن نجمعها، قادرين على إزالة منفعته بيده». وقال الشوكاني في «فتح القدير» أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بعد أن صارت رفاتاً، فنعيدها خلقاً جديداً، وذلك حسبان باطل، فإنا نجمعها، وأن الله سبحانه يبعث جميع أجزاء الإنسان، وإنما خص العظام لأنها قالب الخلق. وقال أبو الفرج ابن الجوزي في «زاد المسير» قوله تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ) المراد بالإنسان ها هنا الكافر، وقال ابن عباس: يريد أبا جهل، وقال مقاتل يقصد عدي بن ربيعة، وذلك أنه قال أيجمع الله هذه العظام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: «نعم»، فاستهزأ منه، فنزلت هذه الآية، قال ابن الأنباري وجواب القسم محذوف، كأنه لتبعثن، ولتحاسبن، فدل قوله تعالى أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه على الجواب، فحذف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©