الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يوقع مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة العراقية

وقع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ووزارة البيئة في جمهورية العراق أمس مذكرة تفاهم في مجال الإكثار في الأسر وحماية ومراقبة بيئة طيور الحبارى في العراق. ويأتي توقيع الاتفاقية في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بالاهتمام بإكثار طائر الحبارى خلال السنوات المقبلة في دول المنطقة والانتشار. وقع المذكرة من جانب الصندوق محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ومعالي نرمين عثمان حسن وزير البيئة العراقي، حيث تأتي المذكرة في إطار جهود الدولة لحماية الحبارى خاصة مع تناقص أعدادها في العقود الأخيرة بسبب الصيد وتوسيع الأنشطة الزراعية والتغيرات الناتجة عن سوء استغلال واستخدام الأراضي التي تتضمن البيئات الطبيعية للحبارى. وتعيش الحبارى في المناطق القاحلة في نطاق واسع ومتباعد يمتد من الجزيرة العربية إلى منغوليا، وما زالت أعداد قليلة منها تتكاثر في شبه الجزيرة العربية، إلا أن الغالبية العظمى تهاجر إليها من مواطن تزاوجها في كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران والعراق والصين ومنغوليا. وتعتبر جمهورية العراق من دول الانتشار التي تستقبل مجموعات من طيور الحبارى المهاجرة، كما تضم الأراضي العراقية مجموعة من طيور الحبارى المقيمة. ويلتزم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، الذي تم تأسيسه في أبوظبي العام 2006 بموجب قرار من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحماية الحبارى والمحافظة عليها بكل الوسائل المناسبة والتي تتضمن الإكثار في الأسر واتخاذ إجراءات الحماية بالتعاون مع دول الانتشار المختلفة. برامج الإكثار نظراً لأن برنامج المحافظة على الحبارى يتطلب اتخاذ مجموعة من الإجراءات تشمل حماية المواطن الطبيعية، والاحتفاظ بمجموعة مرجعية من الحبارى العراقية وإقامة برامج الإكثار والإطلاق لتعزيز أعداد المجموعات البرية، فقد اتفق الطرفان بموجب المذكرة على العمل المشترك من اجل دراسة وحماية واستعادة مجموعات الحبارى في العراق من خلال تقييم الوضع الراهن وإعداد برامج حماية فعالة تشمل إكثارها في الأسر وإطلاقها في البرية. وتتضمن المذكرة، التي تسري لمدة عشر سنوات من تاريخ التوقيع عليها، مسح ومراقبة أعداد الحبارى في مناطق مختارة من العراق مرتين في العام، ووضع خريطة للانتشار الجغرافي لها، وإعداد إجراءات الحماية المناسبة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بمجموعة مرجعية نقية الأصل في المركز الوطني لبحوث الطيور لتأمين بقائها وحمايتها من الانقراض، ووضع برنامج محدد لإكثار طيور هذه المجموعة في الأسر وإعادة توطين إنتاجها في مواقع متفق عليها في العراق. وسيتم في إطار المذكرة مراقبة وضع الحبارى ومواطنها في العراق وإجراء اثنين من المسوحات العلمية في العام خلال فصلي الربيع والشتاء، كما ستوضع خريطة توضح مناطق انتشار الحبارى والتغييرات في الانتشار والكثافة من عام إلى آخر، وذلك من مراجعة البيانات المنشورة وغير المنشورة، بالإضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية التي يقدمها الصندوق. وتشمل الاتفاقية وضع العديد من إجراءات المحافظة على الحبارى، كما سيتم تقييم الإجراءات الممكنة لتقليل المخاطر التي تهدد الحبارى في العراق واقتراح نظام إداري للمحافظة عليها ووضع الخطط التنفيذية والإجراءات المقترحة للحماية. كما تتضمن الاتفاقية جمع بيض وأفراخ الحبارى في العراق، حيث سيتم جمع 500 بيضة أو فرخ لتفقيسها وتربيتها في الأسر، إذ ستركز عمليات الجمع على المجموعات المستوطنة من الحبارى العراقية. الحفاظ على التنوع سيتم بموجب الاتفاقية إكثار الحبارى العراقية في الأسر داخل مباني المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان في أبوظبي للحفاظ على أصالة التنوع الجيني لمجموعة الطيور التي سيتم جمعها من العراق خلال فترة تنفيذ المذكرة وبعدها. وبموجب المذكرة ستتم إعادة توطين الحبارى العراقية المكاثرة في الأسر، حيث سيقوم الصندوق بتدريب باحثين عراقيين على تقنيات إعادة التأهيل والعمل الميداني وإدارة المحميات والمساهمة الفعالة في تنفيذ أنشطة ومشاريع المذكرة. كما سيــــقوم الصندوق بعمليات إطلاق تجريبية لطيور حبارى من أصول جينية نقية في مواقع متفق علـــــيها في العراق خلال فترة ســـــريان هذه المذكـــــرة، في حين سيلتزم الصندوق أيــــضاً بإعادة توطين ما لا يقل عن 50% من الإنتاج السنوي لطيور الحبارى العراقيـــــة المكاثرة في الأسر، على أن يتم ذلك في مواقع يتـــــفق علـــيها الطرفان وذلك عندما يصل عدد الحبارى العراقية نقـــــية الأصل الوراثي الموجودة فـي المركز الوطني لبحـوث الطيـور إلى 100 أنثى بياضة و50 ذكراً بالغاً