بدايةً نبارك لشرطة أبوظبي احتفالها بعيدها الخمسين الذي بلا شك جاء مميزاً في كل شيء فلأول مرة نشعر أننا أمام احتفال مختلف في كل شيء· لم نكن نشعر أننا أمام احتفال لمؤسسة أمنية أكملت عامها الخمسين بل جاء الشعور مغايراً وكأننا أمام حفل لافتتاح إحدى دورات ''الأولمبياد''، خاصة وأن الاحتفال كان في مدينة زايد مما أعطى الشعور واقعية أكثر··!!
في الحقيقة احتفالات شرطة أبوظبي بيوبيلها الذهبي كان مناسبة لاسترجاع تاريخ طويل من الصعود والهبوط شهدته هذه المؤسسة الأمنية الرائدة كحال العديد من المؤسسات ذات التاريخ الطويل·!! ولكن ما يستوجب القول فعلاً تلك الانطلاقة التي حققتها منذ عام 2004 وتلك الاستراتيجية التي انتهجتها في التعامل مع الآخرين ومنها وسائل الإعلام، فالانفتاح مع الإعلام كان السمة البارزة في الاستراتيجية الجديدة لشرطة أبوظبي، ذلك التوجه كان غائباً طوال السنوات الماضية، كان التعامل أساسه الخط الأحمر الذي لا يجب لأي شخص مهما كان أن يتعداه وكل ذلك باسم الأمن ورجل الأمن·· اليوم الأمر اختلف تماماً·· نوع من الشفافية والوضوح والصراحة يحكم العلاقة ما بين الإعلام والشرطة· لم نكن نتخيل أن تدخل الكاميرا لأي مرفق من مرافق الشرطة وتدور في جنباته· لم يكن باستطاعة الإعلام أن يستقبل اتصالاً أو يتعرض بالانتقاد لأي جانب من جوانب الشرطة· لم يكن التعامل بالصورة التي نشاهدها هذه الأيام في الشوارع·· الابتسامة لا تفارق المحيّا·· ولم يعد الشغل الشاغل لشرطي المرور أن ''يخلّص دفتر المخالفات'' بقدر ما هو تثقيف وتعليم مرتكب المخالفة بفعله·· بالتأكيد ليست الصورة سوداوية لتلك الدرجة ولكن ما كان يحدث فعلاً اختلف إلى النقيض تماماً· لا أقول ذلك رياءً أو مدحاً ولكن ما أحدثته القيادة الجديدة لشرطة أبوظبي وعلى رأسها سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نقلها فعلاً إلى العالمية، كل ما تحقق كان تتويجاً للروح الجديدة التي جعلت شرطة أبوظبي تحتل مكانة مميزة على خريطة المؤسسات الأمنية·
Ibrahim_alahmed@emi.ae
عدد اليوم
