السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش يتساءل: كيف سيحكم التاريخ عليّ؟

بوش يتساءل: كيف سيحكم التاريخ عليّ؟
21 ديسمبر 2007 23:45
رئيس يعيد النظر في رأسه، الصحف الكبرى في الولايات المتحدة تطارد الرئيس ''جورج دبليو بوش''؛ المؤكد أن الذي كتب ذلك المقال في ''الواشنطن بوست'' ليس ''أيمن الظواهري'' بل ''بيتر بيكر''· وكما يبدو من التعليقات اليومية أن هناك مَن هو أشد قسوة بكثير، فقد كتب على أحد مواقع الإنترنت ''حتى لا يكرر الأميركيون ما فعله الفرنسيون مع لويس السادس عشر''؛ هذه المرة الأولى منذ حرب فيتنام يلجأ الأميركيون إلى ''المفردات الشريرة''· يقول ذلك الباحث السوسيولوجي ''ريتشارد روبرنز'' الذي يلاحظ أن كل أميركي الآن يشعر بمأزق· المشكلة أنهم في الولايات المتحدة اعتادوا على الحروب الكبرى، دائماً هناك أعداء من حجم المانيا واليابان، وصولاً إلى الصين والاتحاد السوفييتي· مَن هم الأعداء الآن؟ سبق لـ''دوجلاس فايث'' -المسؤول السابق في البنتاجون- أن وصفهم بالرعاع، أو بسكان الكهوف و بـ''ضيوف الشرف على العصر الحجري''، إنهم لا يمتلكون قاذفات القنابل العملاقة، ولا الصواريخ العابرة للقارات، ولا محطات الاتصال التي ترصد حتى ما يجري ''على تخوم العالم الآخر''، كما يكتب ''آلفن توفلر''، ومع ذلك، فإنّ ''الحمولة الأيديولوجية'' لهؤلاء تضع الولايات المتحدة في أزمة شديدة التعقيد· المستشارون ورّطوا الرئيس ''بوش'' في مشكلات كثيرة، وقد آن أوان البحث عن حل، ولهذه الغاية فهو يستقبل مجموعات صغيرة من الكتّاب والمؤرخين وحتى علماء اللاهوت من الدرجة الأولى ليساعدوه في تحقيقه، إنه يطرح مثل هذا السؤال: ما هي طبيعة الخير والشر في العالم بعد أحداث 11 سبتمبر؟ وما هي الامثولات التي يستخلصها رئيس داخل الإعصار من التاريخ؟ وكيف يحكم التاريخ على أعمالي؟ ولماذا يبدو الآخرون وكأنهم يكرهون أميركا؟ وهل حقاً انه وحده الذي يكرهونه؟ إنها مبادرة إيجابية جداً، أن يستيقظ الوعي في السياسي، وبالطبع إذا كان السياسي من ذلك الحجم، وأن يشعر رئيس لأهم إمبراطورية في التاريخ أنه بحاجة إلى حل فلسفي للأزمة التي تتخبط بها بلاده· يقول المؤرخ البريطاني ''اليستير هورن'': ''إننا نعتقد أن الرؤساء محاطون بعدد كبير من المسؤولين والمعاونين، وفي نهاية المطاف يبدو الرؤساء وحيدين ومعزولين''، إنه أمام حرب تبدو وكأنها من دون نهاية· الكونجرس يناصبه العداء، وهذا ما حمل الرئيس ''بوش'' على الانطواء داخل مكتبه رغم كل مظاهر الارتياح أو التفاؤل، غير أنه نادراً ما يذهب إلى مطعم مثلاً، ولم يعد يلعب الغولف، إلا عندما يذهب إلى منتجع كمب ديفيد أو إلى مزرعة العائلة في تكساس حيث يبدو عليه التوازن· وإذا أخذنا بأقوال أصدقائه ومستشاريه، فإن الرئيس بات ملبداً بالوضع في العراق· ويذكر أحد معاونيه أنه حمل عدداً من الملفات ليناقشها معه· دائماً كان الرئيس يقطع الحديث للعودة إلى الموضوع العراقي· هذا هو الهاجس الاستراتيجي، أو الشخصي، أو المرضي للرئيس الأميركي، ولذلك فكل همّه الآن أن يتمكن، وخلال الثمانية عشر شهراً المتبقية من ولايته الثانية أن يحلّ مشكلة الحرب· الرئيس الذي يقال إنه يقبع في غرفة محصنة تحت الأرض، يقوم بـ''تصفيح'' نفسه ضدّ النقد، ولذلك يقرأ الصحف رغم الانطباع عنه بأنه لا يفعل ذلك، لكنه قلما يشاهد النشرات التلفزيونية كما أنه لا يصيغ اذنيه للأصداء الإعلامية· هذا لا يعني أنه يستطيع أن يقفل أذنيه دائماً، ففي الآونة الأخيرة زاره فريق من النواب الجمهوريين المعتدلين ليقولوا له دون مجاملات إنه بات عبئاً على الحزب، وهو الذي يلاحظ أينما حلّ أنّ شعبيته في تناقص· هذا حال حزبه، أما المناهضون له فقد اتخذوا من العيد الوطني الأميركي في 4 يوليو (2007) مناسبة لتدشين أول مركز مخصص لتنحيته، موقعه في مدينة ''لوس انجلوس''، وهو موقع استراتيجي، والعاملون فيه ينشطون لتأليب الرأي العام ضد الرئيس بعدما أظهر استطلاع لـ''أميركا ريسورث غروب''، أن 45 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون تنحية الرئيس في مقابل 46 في المائة يرفضون ذلك· وسط هذه الجلبة يلوذ الرئيس بالتاريخ، في العام المنصرم قرأ ثلاثة كتب حول ''جورج واشنطن''، وثورة الجزائر، واستغلال الكونغو· وأنهى أخيراً قراءة كتاب ''اندرو روبرتز'' ''تاريخ الشعوب الانغلوفونية منذ عام ،''1900 ليدعو المؤلف ومعه عشرة من المثقفين الآخرين للتحدث حول الدروس التي يمكن استخلاصها من التاريخ، ويقول ''ايروين ستلرز'' الذي شارك في الجلسة إنه لاحظ أن الرئيس ''بوش'' أكثر ذكاء مما كان يتوقع، ليضيف أن الجلسة تناولت التاريخ، والدين، ومواضيع أخرى حساسة بالنسبة إلى رئيس يرغب، بمشقة، في أن يترك انطباعاً إيجابياً عندما يغادر· وفيما تقترب نهاية الولاية الثانية يفرغ البيت الأبيض شيئاً فشيئاً، الواحد تلو الآخر من معاونيه يصفق الباب ويذهب، رغم أنهم جميعا كانوا من الأوفياء له· الذين يغادرون لا يلبثوا أن ينتقدوه، لكن الذي جرحه أكثر كان المخطط الاستراتيجي لحملة إعادة انتخابه ''ماثيو دوود'' الذي جحده· فالرئيس ''بوش'' يستعد للخروج وحيداً من البيت الأبيض! أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©