الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رابطة العقلانيّين العرب تصدر بيانها التأسيسي

21 ديسمبر 2007 23:44
بدعوة من الصّادق جلال العظم وجورج طرابيشي ورجاء بن سلامة وعزيز العظمة ومحمّد عبد المطّلب الهوني، وبحضور مجموعة من المثقّفين العرب، انعقد مؤتمر ''رابطة العقلانيّين العرب''، في باريس نهاية الشهر الماضي، وتمخّضت عنه هذه الورقة التّأسيسيّة التي جاء في بعضها ما يأتي: شهد العالم العربيّ، منذ هزيمة حزيران/يونيو 1967 خاصّة، تحوّلات اجتماعيّة ارتكاسية، من مظاهرها الإجهاز على المنجزات الحداثية التي سبقت أو تلت مباشرة مرحلة الاستقلال الوطنيّ، وصعود التيّارات الإسلامويّة التي تكفِّر الفكر والمعرفة والإبداع، والتّراجع المتصاعد لدور المثقَّف النّقديّ إلى تخوم الاستقالة والتّلاشي· تمثّل ولادة ''رابطة العقلانيّين العرب'' التي تعلن عنها هذه الورقة التّأسيسيّة تلبية لحاجة تمليها الوقائع المعيشة اليوم في العالم العربيّ، ذلك أنّها تدعو إلى إعادة الاعتبار إلى الثّقافة النّقديّة، وتتطلّع إلى مجتمع بديل متحرِّر من تديين السّياسة وتسييس الدّين، ومنعتق من العموميّات الإيديولوجيّة اللاّعقلانيّة التي تذيب القضايا جميعها في شعارات عامّة· المطروح على جدول الأعمال اليوم ضرورة السعي إلى تفسير الخراب العربيّ بأدوات عقلانيّة، والسعي بموازاة ذلك إلى إعادة بناء ما تخرَّب بوسائل عقلانيّة، وهي وسائل كانت أخذت بها الشّعوب التي نأت بمصيرها عن المصائر العربيّة، والمطلوب في الحالين معاً رفض اللاّعقلانيّة التي تحكم العالم العربيّ اليوم في مجالات السّياسة والقانون والاقتصاد والتّعليم والموروث والقيم الثّقافيّة الإنسانيّة· فقد أفضى تعميم اللاّعقلانيّة سياسيّاً واجتماعيّاً، وبعد مرور عقود عدّة على هزيمة حزيران/يونيو ،1967 إلى إلغاء الحرّيّات المختلفة وتبرير الجهل والتّخلّف وتوسيع الاستبدادين السّياسيّ والدّينيّ، وصولاً إلى المجانسة بين الشّعب المهزوم والسّلطة القروسطيّة· تمثّل العقلانيّة التي تقول بها ''رابطة العقلانيّين العرب'' مطلباً مركزياً من مطالب الحداثة التي تقوم، في جملة الأسس التي تقوم عليها، على العلمانيّة والمجتمع المدنيّ ودولة القانون وحقوق المواطنة الاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة والمدنيّة· وتولي ''رابطة العقلانيين العرب'' من هذا المنظور العقلاني أهمية خاصة للعلمانيّة التي لا يمكن أن تختزل إلى ثنائيّة الإيمان والإلحاد، ولا أن تختصر في إيديولوجيا مكتفية بذاتها، ذلك أنّها سيرورة اجتماعية متصاعدة غايتها فرد مستقلّ قادر على التّفكير ومجتمع ديمقراطيّ حرّ قائم على تعاقد اجتماعي بين أفراد أحرار· وهي في هذا إنما تدعو إلى فصل المجال الدّينيّ عن مجال الدّولة والسيّاسة والقانون، وتدعو إلى حرّيّة الضّمير من حيث إنها تشمل حرّيّة الاعتقاد وعدم الاعتقاد، وحرية الرأي والتّعبير، والأخذ بما جاءت به شرعة حقوق الإنسان المعترف بها دولياً· تؤكد ''رابطة العقلانيّين العرب'' أن مختلف أنماط التّعدّديّة التي يشتمل عليها العالم العربي، في أشكالها من إثنيّة ودينيّة وثّقافيّة، إنما ينبغي أن تقوم على مبدأ المواطنة الواحدة والمساواة التامة، بعيداً عن كلّ تصوّر مجزوء يمحو حقوق المواطنة بمصطلحات غائمة أو بدائيّة مثل الأقليّة والأكثريّة وروابط الدّم والأواصر القبليّة والأسريّة والطائفية· تنطلق هذه الرّابطة من معطيات قريبة أنجزها ''النّهضويّون العرب'' ولو بشكل مجزوء، ومن موروث عربيّ سالفٍ له إسهاماته العقلانيّة المتعدّدة، كما أنّها تستند إلى معطيات الحضارة الإنسانيّة التي أعطت المجتمع الإنسانيّ المعاصر إنجازاته المنيرة في الحقول جميعاً· وتتوجّه هذه الرّابطة التي اتّخذت من ''الأوان'' موقعاً إعلاميّاً لها على شبكة ''الإنترنت''، إلى جميع المثقّفين المحتجّين على تدهور الوضع في العالم العربيّ، ممّن يشاركونها الاعتقاد بدور العقل الفاعل وبوظيفة الثّقافة النّقديّة، لكي يغذوا موقعها الإلكتروني كما منشوراتها بإسهاماتهم ونتاجاتهم· فهي لا تحتكر القول، ولا تدّعي الأسبقيّة في شيء، ذلك أنّها وجه لجهود مختلفة، حاضرة وقديمة، حلمت ولا تزال بمجتمع يحتكم إلى العقل ويطمح إلى الحريّة والمساواة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©