اتفق وزراء البيئة بالاتحاد الأوروبي على فرض رسوم على عوادم الطائرات· وصرح دبلوماسيون مطلعون في بروكسل أنه سيتوجب على شركات الطيران التي تريد الإقلاع من مطارات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أو الهبوط فيها شراء حصص انبعاثات· وبهذا الاتفاق يكون الوفد الألماني قد حقق أحد أهم أهدافه حيث كان وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل قد حذر نظراءه الأوروبيين قبيل الاجتماع من الاستجابة لمعارضة شركات الطيران والحكومة الأميركية لتجارة الانبعاثات قائلا:'' أعتقد أن فكرة أن يكون الأميركيون بمثابة مستشارينا فيما يتعلق بحماية البيئة هي فكرة غير جيدة''· ويتوقع جابريل أن ترتفع أسعار تذاكر الطيران بنسبة 30 إلى 40% عند تطبيق هذه الخطط· ولكن جابريل أكد أن باستطاعة هذه الشركات أن تتجنب هذه التكاليف الإضافية بسهولة نسبية عن طريق تطبيق تقنيات صديقة بالبيئة· وقال جابريل: ''لقد آن الأوان منذ وقت طويل لأن تساهم الملاحة الجوية في حماية المناخ''· ورأى جابريل أن الملاحة الجوية تقضي على التقدم الذي يحرز في مجالات أخرى في اتجاه حماية البيئة وذلك عن طريق زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حركة الطيران·
من جهة أخرى تعتزم الحكومة الألمانية عدم قبول خطط المفوضية الأوروبية الرامية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عوادم السيارات الخاصة والتي أعلنت عنها المفوضية الأربعاء الماضي· وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حديث مع إذاعة ''زود فيست روندفونك'' :''إذا كانت هناك رغبة لإصابة الشركات المنتجة للسيارات الفارهة سياسياً وأن توضع عوائق في طريقها دون أن يكون لذلك أية علاقة بحماية المناخ فسيصطدم ذلك بمعارضتي''· واعتبرت ميركل هذه الخطط ''ظلما للسيارات الكبيرة'' وأعلنت عزم الحكومة الألمانية عدم قبول هذه الخطط وأن ألمانيا ستحرص على ''انتهاج سياسة بيئية حقيقية في مجال حماية المناخ وليس سياسة صناعية''· وأعلنت ميركل موافقة حكومتها على الأهداف الأوروبية بشأن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أحد أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض''· وتوقعت ميركل أن يعيد المجلس الأوروبي المكون من رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، النظر في هذه الخطط ويجري تعديلات عليها· عارض الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري خطط المفوضية الأوروبية بشأن خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عوادم السيارات· وفي تصريحات لإذاعة بافاريا قال رئيس وزراء ولاية بافاريا جنوب ألمانيا جونتر بيكشتاين (الحزب الاجتماعي البافاري) إن المفوضية الأوروبية انحازت في هذا الاقتراح لمصنعي السيارات الصغيرة ضد شركات صناعة السيارات الألمانية وخاصة البافارية التي تهددها المفوضية الأوروبية بغرامات مالية غير متكافئة إذا لم تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عوادم سياراتها· ومن ناحية أخرى انتقد ماركوس زودر زميل بيكشتاين في الحزب ووزير الشؤون الأوروبية بولاية بافاريا، الالتزامات التي ترغب المفوضية الأوروبية فرضها على صناعة السيارات الجديدة من أجل حماية المناخ· وقال في تصريحات لقناة فونيكس الوثائقية :''من الواضح أن أهداف حماية المناخ لا تبت بصلة للبيئة ولكنها خاصة بسياسة صناعية قاسية''· وعبر زودر عن تأييده لقضية حماية المناخ ''ولكن دون أن يشكل ذلك تهديداً على الآلاف من فرص العمل في ولاية بافاريا وباقي ألمانيا''· وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت عن خططها الرامية إلى إلزام الشركات الأوروبية بألا يتجاوز متوسط عوادم سياراتها ككل 120 جراماً لكل كيلومتر بحلول عام ·2012 ويبلغ المتوسط الحالي 160 جراماً/ كم· وحيث إن الشركات الألمانية تشتهر بإنتاج السيارات الكبيرة التي عادة ما تكون عوادمها من ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة أكثر من عوادم السيارات الصغيرة التي تغلب على الشركات الفرنسية والإيطالية على سبيل المثال فإن الشركات الألمانية تخشى أن يؤثر ذلك على قدرتها التنافسية أو أن تضطر لدفع غرامات مالية ضخمة تؤثر على ميزانياتها· ويخشى زودر أن يتسبب ذلك في وقف إنتاج الصناعات الجديدة للسيارات قائلا: ''هذا قد يؤدي إلى شلل تام لجميع استثمارات صناعة السيارات الألمانية، الأمر الذي يعني إحداث انتكاسات في التنافس سواء على المستويين الدولي أو القومي''· واتهم وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز المفوضية الأوروبية بأنها ''تشن حرب إبادة على صناعة السيارات في ألمانيا''· وأضاف جلوز في حديث مع صحيفة ''بيلد'' الألمانية أن الغرامات المالية التي تفكر المفوضية في فرضها على الشركات المخالفة لمعايير الانبعاثات الاحتباسية ستهدد آلاف الوظائف في ألمانيا· ودعا جلوز للحيلولة دون تنفيذ المفوضية الأوروبية لهذه الخطط· وأضاف جلوز في حديث مع صحيفة ''هاندلزبلات'' أن اقتراح المفوضية ينطوي على أعباء تتجاوز مبدأ النسبة والتناسب بالنسبة للسيارات الألمانية الكبيرة وقال: ''إن المفوضية الأوروبية تنتهج سياسة مصالح مكثفة تحت ستار حماية البيئة''· وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد اتهمت المفوضية الأوروبية بأنها تنتهج سياسة صناعية جائرة على قطاع صناعة السيارات في ألمانيا· ورأت ميركل أن قرار المفوضية بهذا الشأن يمثل عبئاً على ألمانيا وقالت: ''نحن غير راضين''· وفي السياق نفسه انتقد وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل قرار المفوضية الأوروبية بشأن وضع حد أقصى للانبعاثات التي تسببها السيارات الألمانية الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون قائلاً إن هذا القرار يمثل عبئاً ثقيلاً على شركات صناعة السيارات في ألمانيا· أضاف جابريل أمس في برلين: ''من غير اللائق أن تنتهج المفوضية الأوروبية سياسة صناعية جائرة على ألمانيا تحت ستار حماية المناخ في حين أن خطط المفوضية الأوروبية لا تدفع بعض شركات صناعة السيارات في أوروبا لاتخاذ أية إجراءات لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون''· وجه حزب الخضر الألماني المعارض انتقادات حادة للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بسبب دعمها لقطاع صناعة السيارات الألمانية على حساب خطط المفوضية الأوروبية بشأن إقرار حدود صارمة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون· واتهمت ريناتا كوناست رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المستشارة ميركل بأنها تتصرف ضد السياسة التي تنتهجها بنفسها لحماية المناخ· وأضافت كوناست في تصريحات نشرتها صحيفة ''فرانكفورتر روندشاو'' الألمانية قائلة: ''قلبت المستشارة الالمانية الصفحة بعد أيام قليلة من قمة بالي حول المناخ لتبدأ في مساعدة الصناعة التي تلتهم الوقود''· واعتبر اتحاد الصناعات المعدنية في ألمانيا اقتراحات المفوضية الأوروبية بشأن سبل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عوادم السيارات ''غير موفقة''· وقال رئيس الاتحاد بيرتهولد هوبر في برلين: ''لابد لأي خفض لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أن يكون محايداً من ناحية التنافس بين الشركات وأن يكون قابلاً للتحقيق من الناحية التقنية·· وهذا ما لم تأخذه المفوضية في الاعتبار''· كما اعتبر هوبر سياسة المفوضية الأوروبية في هذا الاتجاه ''موجهة ضد ألمانيا·· وغير بناءة'' وعبر هوبر عن مخاوفه من أن تؤدي خطط المفوضية الرامية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى آثار سلبية على قطاع صناعة السيارات في ألمانيا·
حذر الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي، رونالد بوفالا من أن تتسبب خطط المفوضية الأوروبية في ضياع آلاف من الوظائف في ألمانيا· واعتبر رئيس حزب الخضر راينهارد بوتيكوفر اقتراح المفوضية ''غير طموح''· كما انتقد الاتحاد الألماني لحماية الطبيعة هذا الاقتراح معتبراً إياه ''هدية عيد ميلاد سابقة لأوانها''· وقال الاتحاد إن هذا الاقتراح غير كاف لحماية المناخ· كما رأت المنظمة الألمانية لحماية المناخ تدني الغرامات المالية التي تعتزم المفوضية فرضها على الشركات المخالفة· وتسعى المفوضية إلى تغريم الشركات المصنعة للسيارات الفارهة مالياً إذا لم تعتمد هذه الشركات تقنيات جديدة لخفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة أكبر من السيارات الصغيرة·
عدد اليوم
