أجلت القوى الكبرى وألمانيا مناقشاتها بشأن مشروع قرار لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي، والتي كانت مقررة أمس· بينما أعلنت طهران أنها تتوقع ان تبدأ محطة بوشهر بتوليد الكهرباء بكامل طاقتها في غضون عام، وكشفت للمرة الاولى عن نيتها إقامة بناء مفاعل جديد في محافظة خوزستان·
وصرح توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية ''لقد تم تأجيل المشاورات لأسباب تتعلق بالمواعيد، وسيجتمعون في وقت لاحق من هذا الاسبوع''· وقال ''كان من المقرر ان يلتقي المدراء السياسيون في وزارات خارجية الدول الست في اجتماع عبر الفيديو في وقت سابق، لكنهم ارتأوا التأجيل إلى وقت لاحق من الاسبوع، ولم يقرروا بالضبط أي يوم''، مضيفا أنهم ''لايزالون يحاولون تحديد ذلك''· وكان المدراء السياسيون لتلك الدول عقدوا اجتماعا عبر الفيديو في 11 ديسمبر، لكنهم لم يوفقوا في وضع مشروع قرار بشأن فرض عقوبات على ايران·
وأقرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقب ذلك بوجود ''خلافات تكتيكية'' بين الولايات المتحدة وروسيا والصين حول ''التوقيت، وطبيعة أي عقوبات إضافية سيتم فرضها''، الا انها قالت حول تقرير الاستخبارات الاميركية ان ''الاستراتيجية الأميركية ذات الشقين لا تزال قائمة''·
من جهة أخرى قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان للعالم سببا إضافيا للضغط على ايران لحملها على التخلي عن مواقفها بعدما بدأت روسيا تسليمها اليورانيوم لتشغيل أول مفاعل نووي لديها· وكرر قوله ان ''ايران تشكل تهديدا للسلام، اذا لم توقف نشاطاتها في مجال التخصيب''، مضيفا أنها بتطويرها صواريخ جديدة قد تكون قادرة على إنتاج القنبلة الذرية وضرب اسرائيل حليفة الولايات المتحدة في حال سيطرت على هذه التكنولوجيا، وأكد ''سنستمر في العمل مع أصدقائنا وحلفائنا'' لحملها على تعليق التخصيب· وأكدت إدارة بوش ان الاسرة الدولية موحدة في تصميمها على حمل ايران على تعليق التخصيب محاولة تبديد القلق الناجم عن تسليم الوقود النووي الروسي لايران· وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أشارت الى التطمينات الروسية التي أكدت ان عملية التسليم تمت بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بالتحقق من عدم انتشار الاسلحة النووية، وبالتشاور مع واشنطن·
من جهته ذكر مسؤول ايراني أمس ان ايران تتوقع ان تبدأ محطة بوشهر بتوليد الكهرباء بكامل طاقتها في غضون عام بعدما اجتازت ''مرحلة مهمة'' ببدء تسلمها الوقود النووي الروسي· وقال محمد سعيدي نائب مدير الوكالة الايرانية للطاقة الذرية ان المحطة ستبدأ عملها في غضون ثلاثة أشهر بمستوى 200 ميجاواط لتصل بعد ذلك الى قدرتها القصوى اي ألف ميجاواط في الاشهر التسعة التالية· وأوضح المسؤول الذي أوردت تصريحه وكالة الانباء الرسمية ''لقد اجتزنا مرحلة مهمة'' مع البدء بتسلم الوقود الروسي · وأضاف ''يمكننا ان نبدأ العمل في غضون شهرين أو ثلاثة، اننا ننتظر ابرام الاتفاق النهائي المتوقع في غضون شهر'' من دون ان يعطي أي تفاصيل حول هذا الاتفاق مع الجانب الروسي الذي يبني المحطة· وقال ''اعتبارا من شهر فارفاردين (الشهر الايراني الذي يبدأ في نهاية مارس) سنبدأ في تشغيل بعض الاجهزة''· وتابع ''في المرحلة الاولى، سنبدأ بقدرة منخفضة تتراوح بين 100 او 200 ميجاواط وخلال تسعة أشهر ستعمل المحطة بقدرة ألف ميجاواط''·
وأشار سعيدي الى ان شركة ''اتوم ستروي اكسبورت'' الروسية قامت بتركيب كل الاجهزة الرئيسية في بوشهر وأصبحت المحطة ''جاهزة بنسبة 95 %''· وأضاف ''لقد تمت تجربة المفاعل والتوربينة والمولدات والمضخات· أما الخمسة بالمئة الباقية فتشمل سلسلة من المعدات الثانوية مثل انظمة التهوية وبعض الكابلات''· وأكد ''لا يوجد اي عائق في طريق بدء العمليات في بوشهر''·
وقال سعيدي ان ايران ترغب في استخدام خليط من الوقود المنتج في الخارج والداخل، موضحا ''علينا ان نتبع سياسة تمكننا من انتاج جزء من الوقود اللازم''· وأعلنت طهران الاثنين انها تعمل على بناء مفاعل جديد بقوة 360 ميجاواط، وكشفت للمرة الاولى عن انه سيقام في محافظة خوزستان الغربية· وأوضح سعيدي ''حددنا موقع مفاعل دارخوين وتصميمه'' مضيفا ان ايران ستسعى الى بناء عدد آخر من المفاعلات النووية المتوسطة الحجم في المستقبل·
عدد اليوم
