نفر مع مغيب شمس أمس نحو 2,5مليون حاج نفرتهم الى مزدلفة حيث صلوا بها المغرب والعشاء، قبل أن يتوجهوا إلى منى لذبح الاضاحي وبدء أيام التشريق ومواصلة بقية مناسك الحج، بعد أن أدوا ركن الحج الأعظم وقضوا يوم أمس على صعيد عرفات الطاهر مكبرين مهللين، وقد صاحب نفرة قوافل الحجيج إلى ومن مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة من أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج· كما تم توفير الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه الحجاج في مختلف أنحاء المشاعر· و قد أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر أمس في مسجد نمرة، ومع غروب الشمس بدأوا نفرتهم إلى مزدلفة حيث صلوا بها المغرب والعشاء·
ورغم حرص السلطات السعودية على عدم ربط الحج بأي نشاط سياسي، إلا أن ممثلا لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي تمكن من إلقاء كلمة في مجموعة من الحجاج الإيرانيين في عرفات أمس شجب فيها ''أعداء الأمة الإسلامية·'' وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لحجاج يلوحون بلوحات كتب عليها ''الموت لأميركا'' و''الموت لإسرائيل'' ورددوا هتافات· ويؤدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فريضة الحج العام الحالي بدعوة من المملكة العربية السعودية· وكان العديد من الحجاج أمضوا ليلتهم على جبل الرحمة وهو جزء من جبل عرفات وكان الهواء أثناء الليل منعشا بنسمة خفيفة من الصحراء· وقال حجاج في المنطقة إنهم دعوا الله أن ينعم على المسلمين في شتى أنحاء العالم بالخير والنجاح·
وقد وقف أكثر من مليوني حاج أمس على صعيد عرفات ملبين خاشعين في موكب ايماني مهيب لإداء الركن الأعظم من الحج وقد غطت أصوات تلبيتهم ودعائهم الشعاب والتلال المجاورة· ولا شك أن أبرز القادة الحجاج هذه السنة هو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي قدم إلى السعودية لأداء فريضة الحاج ليصبح أول رئيس إيراني يشارك في هذه المناسك· وكان يفترض أن يكون أحمدي نجاد ضمن الحجاج الإيرانيين في وقفة عرفة غير ان اشتداد الزحام في الطرقات منعه من ذلك، بحسب منظم تجمع الحجاج الإيرانيين·
وفي انتظار إعلان العدد النهائي للحجاج الذي عادة ما ينشر في يوم عيد الأضحى، فان العدد النهائي للحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ مليونا و707 آلاف و814 حاجا يمثلون 181 جنسية وفق ما اعلن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أمس الأول· ويحرص العديد من الحجاج على الوصول إلى صعيد عرفات وبلوغ قمة ''جبل الرحمة'' الذي يبلغ ارتفاعه 300 متر وتبلغ درجات السلم المؤدية إليه 110 درجات· ورددت جموع الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الإحرام الأبيض بلا انقطاع دعاء التلبية ''لبيك اللهم لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك''· وعند هذا الجبل الصخري الذي يبعد عشرة كيلومترات عن مكة المكرمة كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ألقى في اليوم ذاته الموافق التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة خطبة الوداع قبل حوالى شهرين من وفاته·
وادى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة بعرفة اقتداء بسنة النبي محمد· ويقف الحجاج على صعيد عرفة للدعاء وطلب الرحمة· ومع غروب الشمس بدأوا نفرتهم إلى المزدلفة لقضاء الليل أو بعضه هناك قبل التوجه إلى منى في يوم عيد الأضحى الذي يوافق اليوم الأربعاء حيث يرمون الجمرة الكبرى· وتم صباح امس استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة تبلغ قيمتها 20 مليون ريال مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود· ويبلغ ارتفاع ثوب الكعبة عن الأرض 14 مترا· ويتضمن الثلث الأعلى منه الحزام وهو بطول 47 مترا وبعرض 95 سم ويتكون من 16 قطعة محاطة بالزخارف الإسلامية· وفي منى يذبح الحجاج الأضاحي أو يدفعون ثمنها وذلك اســـــتذكارا لعزم النبــــي إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل وذلك طاعة لأمر الله قبل أن يســـــتبدل الابن بـ ''كبش عظيم'' وهو ما يرمز إليه الاحتفال بعيد الاضحى· وبعد عيد الأضحى تبدأ أيام التشريق التي يتم فيها رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) التي ترمز إلى رفض غواية الشيطان· وأيام التشريق ثلاثة غير أنه يمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها في يومين وبذلك فان معظم الحجاج ينهون شعائر حجهم لهذا العام يوم بعد غد الجمعة·
ودعا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز الشيخ في خطبته للحجيج من أجل ازدهار المسلمين وادان المتطرفين وفي خطبته التي نقلها التلفزيون دعا المسلمين إلى رفض الإرهاب وطالب الشبان باتخاذ الحيطة كي لا يصبحوا وسائل لتقويض بلادهم وشعوبهم·
عدد اليوم
