الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متـــــــون

متـــــــون
19 ديسمبر 2007 00:34
مروان كنفاني يتحدث عن سنوات الأمل عرفات قتيل الحصار وسها مشكلة أوسلو القاهرة ـ حلمي النمنم: أصدر مروان كنفاني مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مذكراته بعنوان ''سنوات الأمل''، وقد عمل كنفاني مستشارا لعرفات منذ عام 1986 وحتى رحيل أبو عمار، وهو أيضا من مواليد يافا وشقيق الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني· وتعلم في جامعة القاهرة وكان حارس مرمى بالنادي الأهلي المصري في شبابه الباكر· ويرصد مروان بدقة السنوات الاخيرة في حياة عرفات، وعلى خلاف الكثيرين الذين ذهبوا إلى أن عرفات راح ضحية السم، يرى مروان ان سبب وفاة عرفات المباشر، كان الحصار الذي فُرض عليه في المقاطعة من قبل اسرائيل، فقد اثر ذلك عليه نفسيا وبدنيا وكان عرفات قد اعتاد السفر والرحلات ولقاء الجماهير في مراحل حياته المختلفة ثم حُرم من ذلك كله، وهو ما اثر عليه وقاده بسرعة إلى الوفاة وأن عرفات كان يشعر بذلك ويدركه· معاناة الحصار ويرصد كنفاني واقعة مهمة تؤكد وجهة نظره، حين زار محمود عباس ''ابومازن'' رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك واشنطن أول مرة، وكان عرفات تحت الحصار، وكان التليفزيون مفتوحا في مكتب عرفات لحظة استقبال الرئيس الأميركي جورج بوش لعباس في البيت الابيض، كان هناك احتفاء بعباس وكان الواضح ان زيارته تحقق نجاحا، ولاحظ مروان ان عرفات ينظر في أوراق امامه ولا يوجه نظره بالمرة إلى شاشة التليفزيون، وكان صامتا وحاول مروان ان يقطع هذا الصمت، فقال له ان الاخ ابو مازن يجد استقبالا طيبا وتحدث عن الحقوق الفلسطينية وضرورة قيام الدولة، فبدا الانفعال على وجه عرفات، وقام من أمام المكتب واخذ يتحرك في الغرفة بسرعة ثم قال بانفعال ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران ''· يحكي مروان ان اختيار رئيس وزراء فلسطيني كان مطلبا اوروبيا واميركيا من السلطة الوطنية لتقليص سلطات الرئيس الفلسطيني والحد من نفوذه· ووافق عرفات وأقر بوجود رئيس وزراء، لكن في ظل تحديد السلطات والاختصاصات، كان المفهوم ان المسألة كلها سوف تبقى في يد عرفات، وان التغيير كان مجاراة للقوى الدولية فقط، ولم يكن عن اقتناع حقيقي ولا إيمان، ولذا وضعت العراقيل في طريق أبو مازن وفشل في مهمته تلك واستقال· والواضح من مذكرات كنفاني ''سنوات الامل'' ان عرفات لم يكن يستمع جيدا إلى مستشاريه ومعاونيه، ولم يكن يأخذ بما يرون، ذلك انه كان دائما لديه شيء خاص، يعرفه وهم لا يعرفونه ويقدره هو ومن ذلك ما حدث بالنسبة لأحمد سعادات أمين عام الجبهة الشعبية، كان اعضاء من الجبهة قد قاموا باغتيال ''رحبعام زئيفي'' الوزير الإسرائيلي، ردا على اغتيال إسرائيل أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة، وبعد اغتيال الوزير الإسرائيلي طالبت إسرائيل السلطة الوطنية بالقبض على منفذي العملية ومحاكمتهم، وكان عرفات ملزما بذلك وبالفعل تم القبض عليهم وفي المقدمة أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وانتقدت الجبهة الشعبية اعتقال زعيمها، وانتقده كذلك بعض انصار فتح فضلا عن حركة ''حماس''· وتدخلوا جميعا للإفراج عنه، كان سعدات معتقلا في السجن الملحق بمكتب عرفات، وكان يعامل معاملة طيبة وتلبى جميع مطالبه، لكنه في النهاية رهن الاعتقال، وكانت وجهة نظر عرفات انه اعتقله حماية له من اسرائيل، فلو اطلق سراحه فسوف تخطفه اسرائيل وتحاكمه، وربما اغتالته مباشرة· لكن الأهم من ذلك هي الفترة التي سبقت القبض على سعدات كان الأخير هاربا في إحدى الشقق، وكان عرفات يعرف مكانه، وان كان قد أعلن للإسرائيليين والاميركيين انه لا يعرف عنه شيئا، وكانت اسرائيل تلح في ضرورة القبض عليه، وعرفات يعلن انه يبحث عنه وسيقبض عليه بمجرد التوصل إلى مكانه، إلى ان فوجئ عرفات بأحد مسؤولي الاجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية يتصل به على تليفون مكتبه، ولم يكن ذلك الخط مؤمنا وكان المعروف أن اسرائيل تتنصت عليه، وكان معاونو عرفات إذا أرادوا أن يقولوا شيئا مهما لا يتحدثون على ذلك الخط نهائيا، لكن ذلك المسؤول اتصل به وقال له بالعبارة الصريحة ان سعدات في الموقع الفلاني و··· فهم عرفات المكالمة وأمر بالقبض فورا على سعدات· ويشير مروان إلى ان ذلك المسؤول كان غالبا مخترقا من الإسرائيليين!! سها أيضا هناك ولا تغيب السيدة سها عرفات عن هذه المذكرات· ويذكر كنفاني انه حين سافر الوفد الفلسطيني لتوقيع اتفاق السلام في واشنطن، وهو ما عُرف باتفاق اوسلو، طلبت السيدة سها ان تكون ضمن الوفد الرسمي باعتبارها قرينة الرئيس، وان تعامل كما تعامل قرينات الرؤساء، لكن ابو مازن خاصة وبقية اعضاء الوفد اعترضوا بشدة، فهم يعتبرون انفسهم مناضلين وفي حركة ثورية، فكيف تسافر معهم السيدة سها التي كانت بعيدة عن الحركة، على الأقل بحكم السن؟ عرفات من جانبه لم يتحدث في هذا الموضوع، ولم يتدخل فيه بالرفض او القبول، لكن الواضح ان زوجته طلبت ذلك لأنه لم يرفضه، وتُرك الامر لمروان الذي وعد بالسؤال والاستفسار اذا كانت قرينات رؤساء الوفود سيحضرن، وجاء جوابه سلبياً دون أن يسأل بالطبع، وبإزاء إصرار سها أمكن حل الامر بأن وجدوا قناة تليفزيونية أميركية تكلف سها بالتعليق على الاتفاق والحدث لحظة الحفل· عياش يحياوي يرصد طفولة 50 مثقفاً وفناناً وأديباً من الإمارات أول منزل : جغرافية الروح وفردوس الأمكنة إبراهيم الملا: كيف يمكن لسؤال عن المنزل الأول، أن يوقظ حواسك المستقيلة منذ دهر، وكيف يمكن لخاطرة بعيدة أن تطوحك في زمن بهي ومفتقد في آن، زمن يتقاطع مع الأمكنة ويجلوها، ويعيد الوصل المنقطع للصور والرؤى والذاكرات، أليست الطفولة هي مديحنا المفتت في خيالات عصية، أليس المنزل الأول هو الرحم الذي تشكلت فيه معارفنا وحواسنا وحروبنا الطويلة ضد الرعب والمتاهة، ها هو إذن منزل يعوم على سطح إدراكنا، ويمعن في تشويش حواسنا حد اليقين، وحد اليأس في بياضه الطاهر والمديد· ها هو بيت من مسرات ولواعج، ومن ضحكات تبخرت وأنين تبدد، بيت يسور أرواحنا الصغيرة، ويترنح من سكرة الغياب وفيض التبصّر· والبيوت مقامات ورتب وأصناف، فهناك بيوت مقيمة وأخرى مهاجرة، وهناك بيوت من حجر وأخرى من غبار، وبيوت عطشى وأخرى على حافة الغيم· ظلال الوجد أكثر حاسة يستدعيها البيت هي غريزة البحث عن ملاذ ومأوى، ففكرة الحماية هي دافع الاختراع الفطري لأكثر الممارسات البشرية والبهيمية شيوعا وتداخلا، فمن منزل الثلج في أقاصي الإسكيمو إلى أكواخ البامبو في سهول أفريقيا، ومن خيمة الصوف في آسيا الوسطى حتى بيت الشعر على تخوم الصحراء، ومن مغارة الذئب إلى مسكن الطير، يمكن للمرء أن يرتحل في فضاء مدبر لهكذا أسئلة، وهكذا مفاتيح تنفك معها الحواجز والمغاليق، ويرتحل فيها السرد إلى مساقط الرأس ومنابع الروح! وهكذا أيضا يمكن لكتاب مثل ''أول منزل'' للشاعر والباحث عياش يحياوي أن يعمّر فضاء الطفولة، وأن يعرّش عليها بظلال الوجد والتجلي، فهو كتاب متفرد في طرحه وفكرته، وهو قادر أن يقودك إلى جغرافية الروح، وفردوس الأمكنة دون أن يحلل أو يفلسف الظواهر السلوكية للمبدع، إنه كتاب يهبك نفسه بطواعية، ويمارس معك فعل إغواء واستدراج لا يمكن لك أن تتفلت من أسره وسطوته، ففي حوالي ستمائة صفحة من البوح والتداعيات والسرد الذاتي الأليف، يسافر خمسون مثقفا وأديبا وفنانا وشاعرا من الإمارات إلى بيوتهم الأولى وحواريهم البكر وفرجانهم المفتوحة على البحر، والملتحفة بصحراء، والناعسة في ظل جبل· وهذه السرديات الأليفة لمبدعي ومثقفي الإمارات سوف تمارس دون قصد أو إقحام فعلا توثيقا واستقصائيا نادرا، لأنه فعل يمزج الخاص بالعام، والذاتي بالمشترك، وهو فعل يمهد لأفكار ودراسات ومشاريع إبداعية أخرى، فكل حوار في هذا الكتاب يمكن أن يتحول إلى مفتتح رواية، وكل مشهد من الطفولة يمكن أن يتحول إلى عمل سينمائي، وكل رصد لمكان منقرض وممحو في مدن وحواضر الإمارات يمكن أن يصبح عملا تشكيليا، هو بمثابة ترميم فني لذاكرة عاشقة ومتوقدة· متحف الذاكرة يذكر يحياوي في مقدمة كتابه أن هذا المشروع استغرق سنوات من الجهد البحث والدراسة والتقصي، حيث بدأ بفكرة راودته في العام 1999 أثناء عمله الإعلامي في رأس الخيمة، ثم نضجت الفكرة في الشارقة، وبدأت أولى خطوات التنفيذ سنة 2002 خلال نشر تسعة وعشرين حوارا مع مثقفين من الإمارات خلال شهر رمضان· وجاء نتاج هذا الجهد التوثيقي الضخم بثمار سوسيولوجية وحوارات عفوية لم تخل من نبش وتودد وحفر أنيق في الذاكرة لامس به الباحث عوالم حية وجامحة وأليفة لـ 11 مسرحيا، و8 شعراء و4 كتاب قصة ورواية، و4 مثقفين فاعلين، 3 كتاب تاريخ، و8 كتاب تراث ثقافي وشعبي، وباحث آثار، وموسيقي، وسينمائي، وبذلك حقق الكتاب مسحا بانوراميا للذاكرة الفنية والثقافية والإبداعية في الإمارات، واستطاع أن يخلق بين دفتيه مختبرا للألوان والأصوات والروائح، وكأنه متحف افتراضي وتفاعلي، حفظ بين جوانبه ما لم تستطع الحفاظ عليه المتاحف التقليدية بكل امكاناتها المادية والتقنية· بدرية البشر تدرس ذهنية التحريم من خلال معارك طاش ما طاش عندما يصبح المسلسل التلفزيوني مرآة اجتماعية من خلال حلقات المسلسل التلفزيوني الشهير ''طاش ما طاش'' أعدت القاصة والروائية وأستاذة علم الاجتماع السعودية بدرية البشر دراسة صدرت في كتاب تناولت فيها ذهنية التحريم في المجتمع السعودي· وتقدم البشر الكتاب بقولها: ''عندما خطرت لي فكرة هذا الكتاب (أن أرصد ردود الفعل حول مسلسل طاش ما طاش) كنت أتحرك من منطلق أنني في المقام الأول باحثة اجتماعية، وفي المقام الثاني كاتبة رأي في الصحافة السعودية ولطالما كنت مشغولة بهموم مجتمعي، ومهتمة برصد ظواهر الواقع الاجتماعي ومحاولة فهمها وتشريحها وعرضها للرأي العام· كنت أشعر على الدوام بمسؤوليتي الجادة، كمواطنة أولا وباحثة اجتماعية وكاتبة رأي ثانياً، أن أقدم وجهة نظري فيما يحدث، ومحاولة إثبات أن الواقع طالما احتمل وجهات نظر متعددة فإنه واقع صحي يقدم عدة خيارات لكل قارئ ومتأمل، وأن من يدعي أن الحقيقة لها لون واحد ووجهة واحدة لا شك أنه صاحب فكر مأزوم''· والمعروف أن مسلسل ''طاش ما طاش'' الذي يمثله كل من ناصر القصبي وعبد الله السدحان، قد أثار سجالا في الساحتين الثقافية والإعلامية السعودية، كان له انعكاساته على المستوى الشعبي، لما تميزت به بعض حلقاته من جرأة غير مسبوقة· وتتناول الدراسة ثلاثة فصول: ذهنية التحريم، دارسة أبرز الحركات الإسلامية في السعودية: حركة الإخوان المسلمين 1921 ـ ،1927 ثم حركة الدعوة المحتسبة (جماعة جهيمان العتيبي وتيار إخواني ثان)، ثم حركة الصحوة (صحوة إخوانية جديدة)· وفي الفصل الثاني تبحث المؤلفة في مسلسل ''طاش ما طاش'' من خلال عيون الصحافة عبر مفهوم النقد، وشعبية المسلسل، والمشاهد بطلاً، المعارضون، معركة اللهجات، المنقلبون، المتشددون · وفي الفصل الثالث تدرس المؤلفة حلقات من ''طاش ما طاش'' من خلال معارك المتدينين عبر معركة تحريم ''طاش ما طاش'' من خلال حلقات: بدون محرم، وشو من لحية؟، وإرهابي أكاديمي، واتعليماه، وصالون الهيئة، وفتوى التحريم، ومعركة الانشقاق، ومعركة التشهير ومعركة التحريض على القتل، معركة تأييد طاش ما طاش، ثم خاتمة · والمعروف أن البشر تكتب مقالاتها في الصحافة السعودية وأشهرها في زاوية ''ربما'' (جريدة الرياض)، وصدرت لها الكتب التالية: نهاية اللعبة، قصص (الأرض ـ 1993)، مساء الأربعاء، قصص (الآداب ـ 1994) وترجمت إلى الفرنسية وصدرت عن دار هرماتان ،2002 حبة الهال، قصص(الآداب ـ 2004)، هند والعسكر، رواية (الآداب ـ 2006)· يورغين هابرماس في مستقبل الطبيعة الإنسانية طبيعة العلمانية الغربية لم تكتمل جدلياً د· رسول محمد رسول: عن مشروع (كلمة)، وبالتعاون مع (المكتبة الشرقية)، صدرت في أبوظبي الترجمة العربية الأولى لكتاب الفيلسوف الألماني يورغين هابرماس ''مستقبل الطبيعة الإنسانية''، نهضَ بها الدكتور جورج كتّورة وراجعها أنطوان الهاشم· وجاء الكتاب بأربعة فصول مع كلمة مقتضبة للناشر، تبعها بمقال قصير كتبه مترجم الكتاب من اللغة الألمانية إلى الفرنسية كان قد نشرها في العاشر من شهر فبراير (شباط) ،2007 ومن ثم مهَّد هابرماس للكتاب بكلمة مؤرَّخة في ديسمبر (كانون الأول) ،2001 وهذا يعني أن الكتاب ضمَّ جملة من الكتابات عن قضايا بدت ضاغطة في المشهد الفكري والفلسفي العالمي الراهن ابتداءً من الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 وما بعد ذلك· وكان نص هذا الكتاب قد صدر باللغة الألمانية عام ·2003 الثقة بالفلسفة في مقالته الأولى التي جاءت بعنوان ''تحفُّظ مُبرَّر''، تساءل هابرماس بدايةً عن إمكانية وجود إجابة عن الحياة العادلة في زمننا الراهن الذي يتصف بأنه تجاوز كل الميتافيزيائيات التقليدية· وهو سؤال يوحي بأكثر من أزمة تعيشها المجتمعات الراهنة· يجد هابرماس في الفلسفة أنها المعرفة الكفيلة بالإجابة عن أسئلة من هذا النوع، ولذلك نراه يقول: طالما أن الفلسفة ما زالت تعتقدُ بأنها صاحبة رؤية أكيدة تتناول كُلية الطبيعة والتاريخ، فهي تتصرَّف بالإطار الذي نأمل أن تنتظم فيه الحياة الفردية وحياة الجماعات أيضاً· يعود هابرماس إلى نصوص راعي الوجودية الكبير سورين كيركغارد، ويدخل معه في نقاشٍ حامٍ لأنه يعتبره الفيلسوف الذي نظر في مسائل الإيمان والعدالة الإلهية بعيداً عن أي رؤى ميتافيزيائية· لكنه يصل، في خاتمة المطاف، إلى أن ترك أسئلة مصيرية عن حياتنا إلى العُلماء فقط سيوقعنا في متاهات عدَّة، فالأفضل للبشرية ألا تتخلى عن الفلسفة لعُلماء قد يأخذون قيمنا الأخلاقية إلى هاوية النهايات غير السَّعيدة· في فصل تالٍ، ناقش هابرماس إشكالية فهم الجنس البشري لأخلاقياته العملية في ضوء جملة ما توصل إليه العُلماء في علم الجينوم، خصوصاً منذ عام 1973 حيث توصَّل العُلماء إلى فكِّ ودمج مكوِّنات الجينوم، وتطوير التقنيات الوراثية· ومن وجهة نظر سوسيولوجية تطرَّق هابرماس إلى العلاقة المتحالفة بين الجينوم والمجتمع فقال: قلما يحتمل أن يرفض المجتمع في فترة مستقبلية هذا التحالف، طالما أن تحويل الطبيعة الإنسانية إلى تقنية قد يكون مبرِّراً طبياً من منظور حياة أطول وصحة أفضل· لم يكتف هابرماس بذلك فقط، بل إنه عاد في فصل آخر ليعيد النظر من جديد بإشكالية الوراثة وعلاقتها بمستقبل الإنسان، وهو ما كان ناقشه بين عامي 2001 ـ 2002 خلال ندوة عقدت في ألمانيا منطلقاً من فرضية أساسية هي أن الغموض ما زال دائراً لدى الناس الأمر الذي يحتِّم العودة من جديد إلى النظرة العميقة للأشياء، يقول هابرماس: ما زلتُ أدرك الغموض الذي يستمر، وانطباعي هو أن تفكيرنا لم يبلغ بعد عمق الأشياء، خصوصاً فيما يتعلق بالرابط بين استحالة الحصول على بدء عرضي لحياة ما والحرية التي على كل فرد أن يحصل عليها ليعطي شكلاً أخلاقياً لحياته· الحدث اللامعقول في الفصل الأخير من الكتاب، والذي جاء بعنوان ''الأيمان والعقل''، ناقش هابرماس التوتر بين المجتمع العلماني وبين الدين الذي شهد انفجاراً من طبيعة مختلفة إبان حادث الحادي عشر من سبتمبر ·2001 يصف هابرماس هذا التوتر على النحو الآتي: إن القتلة الذين صمَّموا على الانتحار في ذلك الحادث، والذين حوَّلوا أدوات النقل المدنية إلى قذائف مسكونة يصار لإطلاقها على قلاع الحضارة الغربية الرأسمالية، هؤلاء القتلة، كانوا منذ وصية ''عطا''، وتصريحات ''ابن لادن''، مدفوعين بقناعات دينية تجسِّد بالنسبة إليهم شعارات المجتمع الحديث· أما نحنُ فبدورنا كنّا مستغرقين من خلال التكرار المازوشي لانهيار برجي مانهاتن التوأمين بصورة توراتية كانت تتجاوب في لغة الثأر التي حملها الرئيس الأميريكي جورج بوش الابن ردَّة فعله على الحدث اللامعقول· إزاء ذلك، يعتقد هابرماس أن الأصولية وبمعزل عن لغتها الدينية، هي ظاهرة حديثة حصراً· وفيما يخصُّ الإسلاميين الذين اقترفوا تلك الاعتداءات، فإن أكثر ما يلفت الانتباه مباشرة هو لا عصرانية الدوافع والغايات؛ إنها الانعكاس لهذا الاختلال الزمني بين الثقافة والمجتمع، وهذا ما نستطيع معاينته في البلدان الأصل التي ينتمي إليها هؤلاء الإسلاميون منذ اللحظة التي مسَّ فيها التحديث المتسارع جذورهم بعمق· ربما كان هابرماس، ولا يزال، الفيلسوف الغربي الأكثر إنصافاً للعرب فيما يتعلَّق بالإرهاب والعُنف، فهو يعتقد بأن الحركات ألأصولية الجذرية المتحجِّرة ما زالت موجودة في الغرب كما في الشَّرقين الأدنى والأوسط وبين المسيحيين واليهود كما بين المسلمين· ويتوغل هابرماس في نقد الفكر الغربي المعاصر بالقول إننا إذا أردنا تحاشي حرب الحضارات، فعلينا أن نتذكَّر أن طبيعة عَلمانيتنا الغربية لم تكتمل جدلياً· كما أن الحرب على الإرهاب ليست حرباً، وما يُعبر عنه في الإرهاب ليس إلا صدمة مشئومة بطبيعتها المكبوتة بين عوالم تستعد لتطوير لغة مشتركة إزاء العولمة التي تفرض نفسها عبر أسواق من دون حدود· عناوين ومضامين تجار القاهرة في العصر العثماني تعكف د· نيللي حنا على دراسة التاريخ العثماني وهي من الذين يرون أن النهضة العربية الحيوية لم تبدأ مع حملة نابليون بونابرت على مصر ولكنها بدأت قبل ذلك، جذورها وبداياتها في العصر العثماني ذاته وفي هذا الصدد أصدرت كتابها ''تجار القاهرة في العصر العثماني''· ويضم الكتاب سيرة ابي طاقية شاهبندر التجار الذي توفى عام 1624 ميلادية ولا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط وإن كان المتوقع أن يكون قد ولد في ثمانينات القرن السادس عشر، ومن خلال أبي طاقية تدرس فئة التجار وظروف التجارة آنذاك، حيث خرج التجار في نهاية القرن السادس عشر واوائل السابع عشر من الازمة التي شهدتها المنطقة في بداية القرن السادس عشر· وتمتع التجار في عصر ابي طاقية برخاء حقيقي ونهض الاقتصاد على غير ما هو شائع في الدراسات الاستشراقية عن العصر العثماني· الكتاب صدر باللغة الانجليزية من إحدى الجامعات الأميركية وقام بترجمته إلى العربية والتقديم له د· رؤوف عباس· وصدر ضمن أعمال المهرجان القومي المصري للقراءة للجميع ويقع في 276 صفحة· في العلمانية والدين والديمقراطية صدر لرفيق عبد السلام كتاب بعنوان ''في العلمانية والدين والديمقراطية: المفاهيم والسياقات''· يتناول هذا الكتاب إشكالية العلاقة بين العلمانية والدين والديمقراطية، وما يطبع هذه العلاقة من وجوه التركيب والتعقيد· فبعد الوقوف عند السياقات التاريخية والمفهومية لنشأة العلمانية في الإطار الغربي، يعرج على البحث عن دلالتها العامة في مجال التداول العربي الإسلامي، ثم يخلص من بعد ذلك إلى دراسة العلاقة بين العلمانية والديمقراطية، من الناحية النظرية ومن زاوية الخبرة التاريخية الحية· لم يكن المطلب من هذا البحث تقصي مواطن التعارض أو التوافق بين الإسلام والعلمانية، على نحو ما هو غالب على الأدبيات العربية والغربية، وإنما بيان الطابع المركب للإسلام والعلمانية على السواء، فضلاً عن جلاء الخاصية المعقدة لهذه العلاقة من الناحيتين التاريخية والنظرية· صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم في بيروت· الثقافة العالمية : إشكالات الطاقة النووية يأتي ملف دورية ''الثقافة العالمية'' في عددها الجديد (نوفمبر وديسمبر 2007) حول ''الطاقة النووية'' ليكشف بأبحاثه ومقالاته ''العلمية'' المترجمة العديد من الأبعاد والمعلومات والآراء حول هذه القضية التي تشغل العالم من حين إلى حين وتحتل الآن أولوية مطلقة في اهتمامات منطقتنا على وجه التحديد· وإذا كان الملف لا يبحث مباشرة في قضية الملف النووي الإيراني إلا أنه يقدم من المعطيات ما يصلح ليكون قاعدة بيانات مرجعية تجعل القارئ ملماً بتلابيب الطاقة النووية وخلفياتها الثقافية والاستراتيجية والاقتصادية والبيئية وصراعات مراكز القوى بشأنها· ويطرح الجامعيان المتخصصان، كير ليبر من جامعة نوتردام، وداريل برس من جامعة بنسلفانيا، في مقال مشترك بعنوان ''عصر التفوق النووي الأميركي'' توقعاتهما بأن يعيش العالم لسنوات طويلة مقبلة في ظل التفوق النووي الأميركي مشيرين إلى النقاش بين أنصار نظرية ''حتمية التدميرالمتبادل''· ويقتفي تحقيق مجلة ''ناشيونال جيوغرافيك'' بعنوان ''تشيرنوبيل·· آثار لا تنمحي'' بقايا النشاط الإشعاعي للمفاعل رقم 4 والانعكاسات المستمرة لكارثة التي غيَّرت وجه الاتحاد السوفيياتي قبل واحد وعشرين عاماً· ويتضمن الملف أيضاً ما يشبه المناظرة المكتوبة بين كل من ماكس شولتز الباحث في معهد منهاتن لبحوث السياسات من جهة، وبرايش سميث استاذ الفيزياء في جامعة نيويورك وأرجون ماكياجاني رئيس معهد أبحاث الطاقة والبيئة في ماريلاند من جهة ثانية وذلك عبر سلسلة من المقالات وتبادل الردود في فصلية ''ويلسون كوارترلي'' الأميركية وهي آراء علمية، منها تستمد التوجهات الأميركية المنقسمة حول الموقف من الطاقة النووية حججها ومبرراتها· محاضر جلسات قضية لبنان أمام مجلس الأمن وطن مأزوم يراوح في المكان الواحد رولا عبدالله: وحدها الوجوه تتبدل في القضية اللبنانية الواقفة على حالها منذ الخمسينات· في ذلك الزمن الحرج، عشية الحرب الأهلية، حمل وزير خارجية لبنان آنذاك شارل مالك نص شكوى الدولة اللبنانية ضد الجمهورية العربية المتحدة الى محافل مجلس الأمن· كان لبنان حينها ساحة خصبة تشد اللاعبين الكبار الى مبارزة على أرضه: الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، مصرالناصرية، حلف بغداد، الاتحاد السوفياتي··· كلها تيارات بقيت تضمر حسابات معلقة تجر في ذيولها الكثير من الخيبة، وإعادة إنتاج المشكلات· جاءت الحصيلة أن الزمن اللبناني لم يتزحزح منذ العام 1958 قيد أنملة، بدليل محاضر جلسات مجلس الأمن ما بين 6 و11 حزيران من العام نفسه· تلك المحاضر التي يعيدها الكاتب محمد حسين شمس الدين الى الضوء في الاصدار الأخير عن ''دار الجديد'' بالتعاون مع ''أمم للتوثيق والأبحاث''، بعنوان ''قضية لبنان أمام مجلس الأمن''· فوهة بركان ''هوذا التاريخ يعيد نفسه··· وحرفياً'' خلاصة يضمنها الكاتب في تقديمه محاضر الجلسات· كان لبنان يرقد على فوهة بركان بفعل اشتداد الأزمة بين الموالاة والمعارضة: الأولى محسوبة على كل من رئيس الجمهورية كميل شمعون والحكومة، المتهمين بانحيازهما الى الغرب، والثانية ''ثورة شعبية'' متهمة بالسعي الى قلب الحكم في لبنان ليصبح موالياً للجمهورية العربية المتحدة· المفارقة حينها أن كمال جنبلاط كان يرأس المعارضة، تسانده نخبة من الوطنيين أمثال: بشارة الخوري، أحمد الأسعد، صبري حمادة، رشيد كرامي، وحسين العويني·· يصف شمس الدين الحالة اللبنانية بأنها مراوحة تاريخية· أما لبنان فإنه اختراع لطيف يجدر بمكوناته أن تجتهد للتخفيف من ذاكرة التنازع والرغبة في الانغلاق على الذات و''البصبصة'' نحو الخارج· يتطلب ذلك طوائف لا تصاب بانتفاخ الذات فتتوهم ''أنها صارت شواهينا كلما شمت رائحة ابطها''· أزمات متمرحلة ثمة محطات تستأهل استعراضها في البحث عن جوهر المعضلة اللبنانية· تبين تلك المحطات أن مجمل عناصر المشكلة اللبنانية ظل ملازماً الكيان ملازمة الظل لصاحبه· يقسمها الكاتب وفق المراحل التالية: ''نشوء الكيان واستقلاله (1920 ـ1943) قيام دولة اسرائيل وما شكله من صدمة حضارية سلبية لمعنى لبنان (1948) الانفصال المالي والجمركي عن سوريا والغاء هيئة المصالح المشتركة (1951 ـ 1952) الحرب الاهلية الأولى بعد الاستقلال (1958) الحرب العربية الاسرائيلية ثم اتفاق القاهرة وما أعقبه من اضطراب دشّن مرحلة ''لبنان الساحة المفتوحة'' (1967) الحرب الاهلية وحروب الآخرين في الساحة المفتوحة وعليها (1975 ـ 1990) تلزيم الساحة المفتوحة للحكم السوري واطلاق يده (1990 ـ 2005) الاستقلال المطلوب الممنوع في لحظة أقرب ما تكون الى لحظة الشكوى اللبنانية الى مجلس الأمن عام ·''1958 يتضمن نص شكوى لبنان نداء عاجلاً الى مجلس الأمن لاسترعاء انتباهه الى: ''حالة وخلاف من شأن استمرارهما تعريض حالة السلم والأمن الدوليين للخطر· الحالة والخلاف ناجمان عن تدخل الجمهورية العربية المتحدة في شؤون لبنان، وذلك عن طريق تسلل العصابات المسلحة من سوريا الى لبنان واقدامها على ازهاق أرواح اللبنانيين وهدم ممتلكاتهم·· وشن حملة عنيفة بواسطة الراديو والصحافة في الجمهورية العربية المتحدة تدعو للاضراب والتظاهر وقلب السلطات القائمة في لبنان''· على اثره اجتمع مندوبو الدول على مدى ثلاثة أيام للتباحث في المعطيات التي قدمها طرفا النزاع· شارك في الجلسات مندوبون عن: اليابان، الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، بريطانيا، لبنان، الجمهورية العربية المتحدة، كندا، السويد، باناما، كولومبيا، الصين والعراق· الادعاء اللبناني يوضح وزير الخارجية اللبناني شارل مالك في مستهل ورقته أن اللجوء الى مجلس الأمن جاء بعدما تبين أن الجامعة العربية عاجزة عن اتخاذ قرار عاجل، بينما تتفاقم المشكلات: سلاح وتدريبات وقتل ونهب· يورد عدة أحداث مسجلة في محاضر الشرطة بينها:''ان الدرك في لبنان أوقف بتاريخ 9 نيسان 1951 عصابة مؤلفة من مئة وعشرة أشخاص آتين من الأراضي السورية مدججين بالاسلحة· أسفرت المعركة بين الدرك والعصاة التي دامت عدة ساعات عن مقتل ثلاثة لبنانيين وعدد من العصاة· وفي التحقيقات تبين أنه تمت دعوة مئة من أنصار كمال جنبلاط اللبنانيين الى حضور اجتماع في دمشق·· هناك التقى هؤلاء الأشخاص بضباط من الجيش السوري في مقهى·· وبعدها تدربوا على استعمال الأسلحة التي حملوها معهم الى لبنان···''· وحادثة أخرى: ''في 19 أيار ألقي القبض على ثلاثة رجال قرب قرية مجدل عنجر· ولدى استجوابهم اعترفوا بانهم ذهبوا الى دمشق بأمر من الحزب الاشتراكي ليتسلموا أسلحة وذخيرة بغية نقلها الى دير العشائر واستعمالها ضد السلطات اللبنانية···''· ولا يفوت مالك الاشارة الى الدور الذي لعبته الجمهورية العربية المتحدة في التحريض من خلال الصحف والراديو: ''لبنان مهدد بثورة دامية· الأحزاب اللبنانية تعارض تجديد ولاية الرئيس شمعون''· يعلق: ''كانت الصحافة تسبق الحدث بثلاثة أسابيع''· الرد المصري يستهل مندوب الجمهورية العربية المتحدة عمر لطفي رده على مطالعة مالك بالاعتراض على استخدام كلمة ''عصاة'' من منطلق أن زعماء الثورة حينها هم من خيرة الرجال ممن يحفظ التاريخ تضحياتهم· يقرأ في تلك المرحلة: ''ليس عبد الناصر سبب الاضطرابات اللبنانية، فالرئيس شمعون يحاول تعديل الدستور ليتمكن من اعادة انتخابه رئيساً''· يستعرض بيانا صادرا عن جبهة الاتحاد الوطني التي تتألف من أحزاب المعارضة: ''ان الحركة الوطنية الحاضرة ليست مستوحاة من أي عقيدة مستمدة من الخارج، ولكنها ذات طابع داخلي محض لا تتجاهل المصالح الأجنبية في لبنان التي لن يمسها أذى''· وتؤكد المعارضة في بيان آخر أن النزاع في لبنان ذو طابع داخلي محض''· ولا يفوته أن يعلق ساخرا على حادثة المئة وعشرة عصاة: ''انني أريد أن أرى الشاحنة التي تستطيع أن تنقل 110 أشخاص دفعة واحدة''· يبدي المندوب الروسي سوبوليف ثقة بأن حل المشاكل التي تواجهها الحكومة اللبنانية يعود الى شعب لبنان وحده· أما المندوب العراقي فاضل الجمالي فانه صوّب أصابع الاتهام في وجه الناصرية التي رأى فيها مطامع لابتلاع العالم العربي وجعله تابعاً لمصر· كذلك هاجم المندوب الروسي باتهامه بالكذب· الحل الدولي بتاريخ العاشر من حزيران قدم المندوب السويدي اقتراحا حظي بموافقة عشر دول· قضى القرار: ''بارسال فريق مراقبة بصورة عاجلة الى لبنان لضمان عدم حدوث تسلل غير شرعي للأشخاص أو تزويدهم بالأسلحة أو أي مواد أخرى عبر حدود لبنان· ويطلب من فريق المراقبة أن يبقي مجلس الأمن على اتصال دائم عن طريق الأمين العام''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©