الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف عبد لكي يعطي أبعاداً حركية للطبيعة الصامتة

يوسف عبد لكي يعطي أبعاداً حركية للطبيعة الصامتة
18 ديسمبر 2007 02:56
يستمر الفنان يوسف عبد لكي في محاولاته الفنية التعبيرية لتحريك الطبيعة الصامتة لجعلها تعبر عن الحياة من خلال أعمال الفحم التي يقدمها في معرضه الذي يستضيفه جاليري أيام في دمشق منذ مطلع ديسمبر الجاري· ويوسف عبد لكي واحد من الفنانين السوريين المعدودين التي وقعت معهم هذه الدار عقودا احتكارية أثارت جدلاً في الساحة الثقافية السورية، لاحتكارها تحديد سعر لوحات الفنانين المتعاقدين معها· يمكن القول أن يوسف عبد لكي كفنان اختصاصي جرافيك، يملك أدواته الفنية بقوة وتحكم عاليين، لدرجة يمكن القول أنه استطاع تحريك الطبيعة الصامتة وإعطائها أبعادا مختلفة في مرحلته الفنية الجديدة / القديمة، والمستمر منذ منتصف التسعينات· ولا شك بأن عبد لكي واحد من أهم فناني الجرافيك في العالم العربي واستطاع أن يمضي بهذا الفن بعيدا، وأن يعمل على تفجيره تعبيرياً، ومن أهم فناني الكاريكاتير والبوستر كذلك· قوة الخطوط من مفارقات لوحات الفحم، أنها في الوقت الذي تبدو لوحات بسيطة وسهلة، لأنها تعتمد على تضاد الأسود والأبيض وما بينهما من رماديات يصنعها الفحم· فهي في حقيقة الأمر فن صعب يحتاج العمل على تلوينات الرمادي بالاشتغال على كل ميليمتر من اللوحة حتى يتكامل العمل· ولأنها لوحات ظلال، والظلال هي الأدوات التعبيرية الحقيقية في لوحة الفحم، فإن من حاجيات اللوحة الأساسية أن تملك خطوطها القوية، لا بمعنى التضاد اللوني الكبير الذي يمنح اللوحة قوة لونية، بل بمعنى قوة الخطوط التعبيرية في الرماديات التي تمنح الأجواء الكثير من الحزن، ما يعطي اللوحة تعبيراتها العميقة وتفصيلاتها التعبيرية التي تخدم العمل الذي يتسم بتدرجات اللون الواحد، ولكن الذي يمنح اللوحة أبعادا تعبيرية مفارقة، والتي لا تمنحها اللوحة الزيتية ذات الألوان· المزاج الرمادي يبدو أن الرماديات كأدوات جمالية تعبيرية تناسب مزاج يوسف عبد لكي الفني، فلوحته الصامتة تأتي من القسوة، والقسوة بلا تعددية لونية، عليها أن تعبر عن نفسها في تدرجات الأسود والرمادي· ومن مفارقات لوحة عبد لكي أنها تحاول التعبير عن القسوة من خلال الطبيعة الصامتة ويمكن القول إذا صح التعبير من خلال الطبيعة الميتة · فالأسماك المقطعة التي تظهر في لوحاته تعبر عن قسوة الموت مجسداً في تدرجات الرمادي وفي ألوان ثنائية تفصل بين الموت والحياة أو تعبر عن التداخل بين الموت والحياة وقسوة هذا التداخل· وحتى أن يوسف يذهب في لوحته في القسوة إلى نهاياتها القصوى، نراه في بعض اللوحات يقيد الميت، أو يثبته بالمسامير· فالسمكة التي تخرج من الماء تفقد حياتها، وبالتالي تدخل في الموت· ويتوغل عبد لكي في تصوير القسوة، من خلال تثبيت السمكة الميتة بالمسامير، أو وضعها في صندوق·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©