الأسهم الخليجية تغري الصناديق العالمية

بدأت البورصات العربية التي تعد بين الأفضل أداءً عالمياً في هذا الربع من العام تغري صناديق غربية كبرى مثل ''بلاك روك'' و''دوتشة'' لإدارة الموجودات وشركة ''ويليام بلير'' بأرخص الأسهم تكلفة منذ العام ،2005 وشرعت الصناديق التي تديرها هذه المؤسسات المالية الثلاث والتي يبلغ اجماليها حوالي 100 مليار دولار تستثمر لأول مرة في دول مجلس التعاون الخليجي بسبب التوسع الكبير الذي تشتهده الاقتصاديات في منطقة الشرق الأوسط· ومن المتوقع أن تنمو اقتصادات المنطقة بضعف الوتيرة العالمية في العام المقبل، بل ان نمو الارباح من المرجح أن يتجاوز ما ستشهده اكبر الاسواق الناشئة نظرا لأن الايرادات النفطية أخذت تحفز أنشطة الإنشاد والتشييد وتعمل على زيادة طلب المستهلك· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخرا فإن الأسهم في مؤشر ''إم إس سي آي'' لدول مجلس التعاون الخليجي والذي يغطي الدول الست الأعضاء اصبح اقل تكلفة بنسبة 12 في المئة من الأسهم في مؤشر ''إم إس سي آي'' للاسواق الناشئة والذي يتضمن البورصات في الصين والبرازيل وفقا لبيانات بلومبيرج، وفي نفس الاثناء فقد شهدت مؤشرات الاسهم في المملكة السعودية والامارات وسلطنة عمان ارتفاعا بنسبة 25 في المئة على الأقل في هذا الربع اذ يقول ماتيوس كنير في دوتشه للموجودات الذي يشرف على إدارة 4 مليارات دولار خاصة بصندوق داوز انترناشونال في نيويورك: ''لقد اصبحت هذه الاسهم تتشكل في أحد أكثر الاسواق ديناميكية في جميع انحاء الكرة الأرضية، ان منطقة الشرق الأوسط اضحت ضمن قائمة الارخص ثمنا بالتزامن مع أفضل امكانيات للنمو، واعتقد انها مازالت لم تحصل على الاهتمام الذي تستحقه''· ويذكر ان كنير يمتلك اسهماً في ''إعمار'' المقيدة في بورصة دبي، وكذلك في شركة اوراسكوم للإنشاء والصناعة المقيدة في بورصة القاهرة، وكان قد بدأ في شراء سهم إعمار في اوائل العام 2007 قبل ان يتملك إجماليا بعدد 3,3 مليون سهم بتاريخ 28 سبتمبر الماضي كما كشفت بيانات بلومبيرج ومنذ ذلك التاريخ قفز سهم اعمار بنسبة 27,6 في المئة· وبرغم ذلك فإن القيود على الاستثمارات الأجنبية عملت على الحد من المكاسب من الأسهم العربية المزدهرة، اذ ان القيمة السوقية لجميع الأسهم المتوفرة للاجانب في منطقة الشرق الأوسط بلغت 209 مليار دولار وفقا لإحصائيات مورجان ستانلي، وهو رقم اقل من القيمة السوقية لشركة جوجل، ففي المملكة السعودية لا يحق سوى للمواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي التداول بحرية في الأسهم· أما في سلطنة عمان فترتفع نسبة هذه الملكية الى 70 في المئة، وهنالك عدد قليل من الأسهم القابلة للمقايضة بعد الطفرة التي شهدها هذا العام كما يقول مارك موبيوس في ''تيمبيلتون'' لإدارة الموجودات، أما التقييمات الخاصة بمؤشر ''إم إس سي آي'' لدول مجلس التعاون الخليجية فقد ارتفع الى اكثر من 50 في المئة من مقدار أرباح اقل بعدد 10,13 مرة في بداية العام ·2007 وفي نفس الاثناء ترى في المنطقة سوقا يتسم باستدامة النشاط حيث أوصت بنوك استثمار عالمية مثل ''جولدمان ساكس'' و''مورجان ستانلي'' و''ميريل لينش'' بشراء الاسهم العربية في هذا الربع من العام، علما بأن جميع هذه البنوك الاستثمارية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها قد فتحت مكاتب لها في منطقة الخليج في هذا العام، ويذكر ان بنك ''جولدمان ساكس'' الذي لديه اكثر من 40 موظفا في مكتبة في دبي قد بدأ ايضا اعماله في الدوحة العاصمة القطرية في الشهر الماضي، اما ''مورجان ستانلي'' فقد فتح بنكه الاستثماري في الرياض منذ اغسطس الماضي بينما افتتح ''ميريل لينش'' مكتبه الرئيسي الاقليمي في دبي في يونيو الماضي، وكما يقول جورجز ماكهول المدير الاقليمي لعمليات الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مصرف مورجان ستانلي في دبي ''اينما توجهت في أي من انحاء المنطقة سوف تجد الاثارة والنشاط واعتقد ان الامر ليس مجرد طفرة او ازدهار وانما منطقة دخلت بكاملها الى عصر جديد''· تفادي أزمة الرهون العقارية تمكنت اسواق الشرق الأوسط من تفادي أي انخفاض في هذا الربع وهو الأمر الذي ساد معظم الاسواق العالمية كنتيجة لاسوأ تراجع في اسعار المنازل الاميركية طوال 16 عاما والخسائر الناجمة عن الاستثمارات في الرهونات، وقد انخفضت مؤشرات ''إم إس سي آي'' الخاصة بأوروبا والولايات المتحدة الاميركية بنسبة 0,9 في المئة و0,5 في المئة على التوالي في هذا الربع بينما شهد المؤشر الآسيوي ارتفاعا بنسبج 0,2 في المئة كما ارتفع مؤشر ''إم إس سي آي'' العالمي بنسبة 0,5 في المئة، اما المؤشر الخاص بدول مجلس التعاون الخليجي فقد اكتسب ما مقداره 17 في المئة·