الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بريطانيا تعيش على الرياح

17 ديسمبر 2007 00:09
بعد أكثر من أربعة قرون مضت على ابتكار أولى الطواحين الهوائية التي اشتهر بها الهولنديون؛ ألم يأتِ الوقت المناسب لتطويرها وتصنيفها في أعلى قائمة المصادر المستدامة للطاقة النظيفة؟· هذا هو السؤال المهم الذي انصرف باحثون بريطانيون للإجابة عنه في خضمّ جدل واسع يشهده العالم حول مآسي وتداعيات التغير المناخي الذي تشهده الأرض· ويقول تقرير نشرته مجلة (بوبيولار ميكانيكس) إن تيارات الرياح التي لا تكاد تنقطع في أماكن الأرض المختلفة، هي مصدر مستدام ونظيف للطاقة لا يمكن أن ينضب أبداً؛ وهو الذي يمكنه أن يحل مشكلة الحاجة للطاقة في العالم أجمع لو حظيت البحوث المتعلقة به بما تستحق من اهتمام· وعلى الرغم من أن المهندسين المختصين دأبوا على تكرار الأحاديث حول المصاعب الجمّة التي تقف وراء تحقيق هذا الهدف، إلا أن الأمور يبدو أنها تغيرت رأساً على عقب الأسبوع الماضي عندما كشفت بريطانيا عن خطة لتنفيذ ما يمكن أن يعدّ أضخم مشروع في العالم على الإطلاق لإنتاج طاقة الرياح بالمقادير الضخمة التي تكفي حاجة المدن والحواضر الصناعية· وهو المشروع الذي وصف بأنه ينطوي على مطامح ضخمة قد تساهم في الحدّ من مشكلة تسخّن الأرض· ومن أهم ميزات المشروع البريطاني أن مزارع الريح التي تتألف من مئات التوربينات التي تديرها شفرات دوّارة بفعل حركة الرياح، لا يتم نشرها على الأرض ولا تشغل أي مساحة قابلة للاستثمار، بل يتم نشرها في عرض البحر· وتأمل الفرق البحثية المشرفة على التنفيذ أن تتمكن بريطانيا من توليد 33 جيجاواط من الطاقة الكهربائية بهذه الطريقة· وقال وزير الطاقة البريطاني جون هوتون في كلمة ألقاها أمام وزراء وخبراء الطاقة الأوروبيين الذين اجتمعوا في برلين الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا إحلال الطاقات المستدامة: (وإذا ما نجحنا في تنفيذ هذا المشروع وفقاً للخطط المرسومة، فسوف نتمكن في عام 2020 من توليد كمية من الطاقة الكهربائية من مزارع الريح البحرية، تكفي لإنارة كل البيوت في بريطانيا)· ويقول بعض المعلقين الذين اطلعوا على الخطة البريطانية إن ضخامة المشروع لا بد أن تؤدي إلى تغيير شكل الشواطئ مما يقتضي القيام بدراسات بيئية مكثفة للتغلب على الأضرار التي قد تصيب الأحياء بسبب الانتشار الواسع للأعمدة التي تحمل التوربينات· وبالطبع، ليست بريطانيا وحدها هي التي تعمل على الاستفادة من هذه الطاقة المجانية النظيفة التي لا تنضب، بل إن الأميركيين استفاقوا مؤخراً، وبسبب الارتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية، إلى أنهم الأكثر قدرة على استغلال الطاقات البديلة المستدامة على الرغم مما أثبتته الدراسات من أنهم ينتجون منها بأقل بنحو مليونين مرة عما يمكنهم إنتاجه بالفعل· ويؤخذ على الأميركيين أنهم تقاعسوا إلى حدود الندم وعضّ أصابع القدمين لتأخرهم في بحوث الطاقات البديلة· ويعزو الخبراء هذا التأخر إلى ركون الأميركيين إلى انخفاض أسعار النفط والفحم الحجري خلال العقود الثلاثة الماضية مما دفعهم إلى التركيز على البحوث العسكرية والفضائية بدل الاهتمام بمشاريع توليد الطاقات المستدامة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©