أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي على أن إقرار المؤتمر التاسع لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي، للمقترح الإماراتي الخاص بإنشاء برلمان إسلامي يشكل إنجازاً يحسب للشعبة البرلمانية الإماراتية، وتتويجاً لجهود أعضاء المجلس الوطني والأمانة العامة للمجلس على مستوى الساحة البرلمانية الإسلامية، لافتا إلى الريادة البرلمانية الإماراتية على مستوى المحافل الدولية.
وقال في تصريحات لـ «الاتحاد» إن من شأن إقرار المشروع واعتماده بشكل نهائي من قبل رؤساء الدول الإسلامية، تحويل اتحاد برلمانات الدول الإسلامية من تجمع برلماني ناقص الفعالية إلى جهاز قوي يوفر هياكل إدارية تنظم العمل البرلماني لمنظمة التعاون الإسلامي وتحقيق أهداف الألفية، والنهوض بمستويات التنمية على مختلف الأصعدة ويعزز أدوار المنظمة الإسلامية.
وأضاف: “ كما يضمن المشروع تحقيق أهداف الألفية الإنمائية والنهوض بالتعليم والبحث العلمي والتصدي للمفاهيم والممارسات المسيئة للإسلام ورموزه، وتعزيز وسطية واعتدال السلام، والارتقاء بالتعليم والإعلام والثقافة في الأقطار الإسلامية.
وقال عبدالرحيم الشاهين عضو المجلس الوطني، رئيس لجنة الصداقة الآسيوية في المجلس الوطني الاتحادي إن نجاح الشعبة البرلمانية في المجلس الوطني يعمق مفاهيم التمثيل البرلماني على المستوى الخليجي والعربي الإقليمي، لافتا إلى أن إنجازاتها على صعيد تقديم مشاريع القوانين والتوصيات والمقترحات أثرت مشاركاتها في التجمعات البرلمانية وهو ما عزز من الحضور البرلماني للدولة وشكل ركيزة انطلقت منها رسائل الثقة في الجهود الإماراتية على مستوى البرلمانات الإقليمية.
وأكد أن تلك الجهود تنطلق من السياسات الحكيمة التي أرسى دعائهما المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، واستكمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي المسيرة عبر التأكيد على مبادئ التسامح والحوار والعقلانية.
وأشار إلى استناد العمل البرلماني الإماراتي على مجموعة من القواعد المنسجمة مع سياسة الدولة التي تؤكد على مبادئ التعاون وحفظ الأمن والسعي لاحتواء الآخر، مؤكداً انعكاس تلك التوجهات على العمل البرلماني وطبيعة التوصيات المنبثقة من شعبها البرلمانية والتي ركزت على تطوير العمل البرلماني والارتقاء بأدواته محلياً وخليجياً وعالمياً بما يضمن تحقيق أفضل لمضامين وأهداف تشكيل البرلمانات والتجمعات البرلمانية.
من جهة أخرى أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي أحمد الشامسي، أن مشاركة الشعبة البرلمانية ممثلة بأعضاء المجلس الوطني الاتحادي في العديد من لجان البرلمانات الإقليمية، إضافة إلى أن حصول ممثلي المجلس على عضوية اللجان الفرعية لتلك البرلمانات شكل دليلاً على المكانة المميزة للعناصر البرلمانية الإماراتية والتي عملت بدورها على تعزيز الثقة في قوة الطرح البرلماني الإماراتي وساهمت في تعزيز حضور ممثلي المجلس الوطني في المحافل البرلمانية.
وأوضح أن التجربة البرلمانية الإماراتية وعلى الرغم من حداثتها بالمقارنة مع تجارب عدد من الدول الشقيقة إلا أنها تجاوزت بتشريعاتها وقوانينها وأنظمتها البرلمانية تجارب تلك الدول، وهو ما يعكسه الثقل البرلماني لممثلي المجلس في المحافل المختلة، إضافة لانعكاس ذلك كله على تقوية مواقف الدولة في الاستحقاقات العالمية التي تتطلب حشد تأييد عالمي ولعل تمكن الدولة من استضافة المنظمة الدولية للطاقة المتجددة إرينا ومعرض إكسبو ينصب في السياق ذاته.
وأكدت الدكتورة شيخة العويس عضوة المجلس، أن إقرار إعلان البرلمان وتبني المقترح الإماراتي بإنشاء برلمان إسلامي يحمل دلالات إيجابية على قدرة التمثيل البرلماني الإماراتي على الحشد والإقناع، مشيرة إلى أن عملية متابعة المقترح على مدار ما يناهز أربعة أعوام دليل على مضي برامج الشعبة البرلمانية وفق خطط ممنهجة ومتواصلة تهدف إلى تعزيز تواجد الدولة في المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية وبما يعكس الصورة الإيجابية التي عكستها السياسة الخارجية للدولة وقدرتها على إصباغ العمل البرلماني الإماراتي بمبادئ الوسطية والاعتدال.
وأوضحت أن إقرار المقترح يمثل خطوة مهمة على صعيد العمل البرلماني الإسلامي، فمن شأن إنشاء البرلمان الإسلامي الارتقاء بمنظومة العمل البرلماني الإسلامي، وتفعيل أدواته لنقل العمل الإسلامي إلى مراحل تضمن تأثيراً أكبر بما يضمن تحقيق مصالح الأمة الإسلامية ويحافظ على مكاسبها وحقوقها أمام المحافل الدولية.
من جهته أشاد العضو سلطان الشامسي بجهود الشعب البرلمانية المختلفة، مشيراً إلى أن نجاح الإمارات في إقناع رؤساء الوفود البرلمانية على تبني مقترحها بإنشاء برلمان إسلامي يعد محل فخر واعتزاز لكل أبناء الدولة، لافتا إلى قيادة الإمارات عبر ممثليها البرلمانيين للجهود الإقليمية وقدرتها على تفعيل أدوار التجمعات البرلمانية الإقليمية والنهوض بأدواتها بالتعاون مع ممثلي البرلمانات الشقيقة والصديقة نحو آفاق تحفل بالتفعيل وتعزيز حضورها وتأثيرها وبالتالي المساهمة في تعزيز حضورها وفاعلية قراراتها. إلى ذلك أكد أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، د محمد المزروعي بأن يكفل تفعيل الأدوات البرلمانية لمنظمة التعاون الإسلامي ويوفر منصة برلمانية قادرة على المضي بالأطروحات والتوصيات والمقترحات البرلمانية الإسلامية قدماً، مؤكداً بأن الظروف السياسية التي تشهدها المنطقة الإسلامية تتطلب مواكبة برلمانية أكثر تأثيراً وقدرة على تحقيق طموحات الأمة الإسلامية والحفاظ على مكتسباتها وصون حقوقها.
عدد اليوم
