الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تحلم بجائزة بوليترز.. إليك أهم المفاتيح من صحفيين فازوا بها بجدارة!

تحلم بجائزة بوليترز.. إليك أهم المفاتيح من صحفيين فازوا بها بجدارة!
21 ابريل 2016 01:38
إن المكان المفضل لديانا سوج عندما تبدأ مسار قصة، هو دفترها النحيف المدسوس في حقيبتها. ووجدت محررة المشاريع في مجلة «بالتيمور صن» نفسها منذ سنوات في هذا المكان مرة أخرى، على متن سيارتها متجهة نحو المقبرة. كانت تبحث عن قبر لن يتحدث معها أحد بشأنه. وعندما وجدته، وجدت ألعاباً وملاحظات مكتوبة هناك أيضاً. كانت هناك ملاحظات مكتوبة بخط اليد مدسوسة بعناية بين اللُعب، تتحدث بحسرة وأسى. وقالت إحدى البطاقات: «عيد ميلاد سعيد. من فضلك تذكر كل عام أننا لن ننساك أبداً. نحن نحبك ونفتقدك. مع حبنا أمك وأبوك». وتعتبر قصة سوج التي تتناول قلة وجود الأبحاث التي تتناول موت الأجنة داخل الأرحام، جزءاً من العمل الذي أدى إلى فوزها بجائزة بوليتزر 2003 عن السبق الصحفي. غير أن الأمر لم يبدأ بالذهاب إلى المقبرة. لقد بدأ بملاحظة تتعلق بمذكرة لمنظمة وجدتها أثناء العمل على تقريرها. قالت سوج، أثناء وجودها في غرفة مليئة بالأشخاص الذين تجمعوا لحضور ندوة الكتابة الأخيرة في معهد بوينتر للصحافة قبل إعلان جوائز بوليتزر في الذكرى المئوية لها: «الأمر يشبه وجود الشخص في غواصة ذات منظار يقوم بالمسح باستمرار». واستضاف المعهد جلسات لمدة عشر دقائق لأكثر من عشرة صحافيين، من بينهم اريك ديغانز من الراديو الوطني الرسمي، وهاويل رينز رئيس التحرير التنفيذي السابق لنيويورك تايمز، ولين ديغرغوري من مجلة تامبا باي تايمز. وإليكم بعض النصائح من الجلسات: 01 اعثر على الباب السري لقصتك تبدو الكثير من القصص من الخارج مثل المنازل المتشابهة. عليك النفاذ داخلها لاكتشاف العناصر الأكثر إثارة للاهتمام. قالت سوج: «هذه القصص تشبه البيوت القديمة، البيوت القديمة المتداعية... وعليك العثور على الباب السري لقصتك». وأضافت سوج، أنه عليك أن تفحص موضوع السبق باستمرار، ولا تسخر من الأشياء الصغيرة، مثل الاجتماعات أو الإشعارات، والتي قد تكون الباب الأول إلى شيء أكبر من ذلك بكثير. وأوضحت أن الآلاف من القصص تجاهلها الصحفيون، إلا أن الأدلة توجد في كل مكان. 02 توقف عن طرح العديد من الأسئلة كان توم فرينش يستعد لمغادرة محطة الشرطة عندما أشار إليه رقيب مُسن في المقدمة بالانتظار. وأخيراً، نظر فرينش الذي كان يعمل في ذلك الوقت مراسلاً في تامبا باي تايمز المملوكة لبوينتر، إلى الرجل أمامه. كان الرجل لا يرتدي قميصاً، وكان جسمه يرتجف، وتمكن فرينش من رؤية الدم فوق أحد أكتافه. وكان الرجل قد قتل صديقته للتو مستخدماً ساطوراً. وكان يُسلم نفسه للسلطات. وكتب فرينش القصة في ذلك اليوم. وبعد نشرها، أعرب بعض أصدقائه في غرفة الأخبار عن اعتقادهم بأنه أضاع فرصة بعدم إجراء مقابلة مع الرجل. وقال فرينش الذي فاز بجائزة بوليتزر عن كتابة المقالات الخاصة في عام 1998: «أنا لا أوافق. لم أوافق على ذلك حينها ولا أوافق عليه الآن... أنا لا أعرف ما الجواب الذي كان سيعطيه أكثر عمقاً مما رأيته. كان ارتجافه هو شهادته». وأضاف فرينش، الأستاذ في كلية الإعلام جامعة إنديانا، أن العديد من الصحفيين يكونون أكثر راحة عند الحصول على اقتباس من شخص يمتلك لقباً في مؤتمر صحفي، بدلاً من كتابة ما شهدوه بأنفسهم، مشيراً إلى أن المقابلات مهمة، ولكن علينا أيضاً أن نتذكر ملاحظة ما يحدث حولنا. وقال: «يمكن أن يحدث أمر أمام ناظريك، ويمكنك أن تعتقد بأنك جيد في رؤية الأشياء، ولكنك تفتقد كل شيء». 03 حياة الأشخاص معقدة. لا تنشر فقط سيرهم الذاتية إذا أردت أن تروي قصة عن حياة جاكوي باناسزينسكي، ابدأ بأين ولدت ومتى تخرجت في المدرسة الثانوية ومتى تخرجت في الكلية، ولكن لا تنهي حديثك هناك. وقالت باناسزينسكي: «إنها المادة الاعتيادية للسيرة الذاتية، والتي تبدأ من موقع Ancestry.com. إنها الأشياء التي تقال في الرثاء وليس أمور حياتنا». وقد ابتكرت باناسزينسكي التي فازت بجائزة بوليتزر في عام 1988 وكانت مرشحة نهائية في عام 1986، طريقة لمساعدة طلابها في كلية الصحافة بجامعة ميسوري ليتجاوزوا تفاصيل النعي تلك. ضع خطاً زمنياً موازياً للخط الأول، ثم أطلب من صاحب السيرة أن يحدد اللحظات المهمة في حياته، وما هي الخيارات المهمة الذي كان عليه اتخاذها؟ وما اللحظات التي أثرت فيه بعمق؟ وما الأحداث التي تأثر بها؟ ودفعته في مسار معين أو ساعدته على تكوين آرائه؟ إذا نظرنا إلى الخط الزمني لباناسزينسكي، سنجد أن العام الذي تخرجت فيه من المدرسة الثانوية سيظهر في الخط الزمني الأول، في حين يظهر العام الذي يسبق تخرجها في المدرسة الثانوية على الخط الموازي. لقد أُغرمت بجنون في ذلك العام بمزارع شاب في بلدتها. وفي يوم ما كانا يجلسان في أعلى برج مياه يشاهدان الطائرات أثناء هبوطها، ويتحدثان عن خططهما المستقبلية. لقد أراد أن يتزوج وينجب أطفالاً. وقالت باناسزينسكي: «وأنا أردت أن أذهب إلى كل مكان في العالم لأرى كل شيء وأعرف كل شيء». نظرا إلى بعضهما البعض وعلما حينها أنهما لن يفعلا هذه الأشياء معاً. وتقول باناسزينسكي إن الخط الزمني الأخير يكون في السياق التاريخي والاجتماعي لسنوات حياة الشخص- أي «خلفية» حياته. وهذا الخط الزمني الثالث يجبر الصحفيين على التفكير في الأحداث التي قد يكون لها أثر في تشكيل حياة الشخص. وتطلب باناسزينسكي من طلابها رسم جميع الخطوط الزمنية الثلاثة، ثم تناول كل منها بالمصادر. 04 اسأل الأشخاص عن حياتهم، فربما تحصل على التفاصيل الصغيرة التي تستمر حتى بعد وفاتهم. اسأل عن اللحظات التي أثرت فيهم و«ستبدأ حينها في معرفة قصص عنهم». 05 أخرج الأشخاص من القصة مثلما تدخلهم فيها يوضح ليونارد بيتس جونيور شكل النهاية التي وضعها في الفقرة الخامسة من عمود نُشر في 2001، وهي كما يلي: «كنت أقف على رصيف محطة المترو منتظراً القطار، وكان هناك مجموعة من الصبية المراهقين يقفون بالقرب مني وأنا أراقبهم بحذر. فأنت تعلم هذا النوع. أطفال طائشون بأصوات مرتفعة ويرتدون ملابس كقطاع الطرق. قبعاتهم على خلف رؤوسهم وقمصانهم مفتوحة ومتدلية وبناطيلهم متدنية حتى أنك بإمكانك رؤية سراويلهم الداخلية. وعندما اقترب القطار، انتظرت لأرى أي عربة سيركبون، ثم صعدت إلى عربة أخرى». يقول بيتس الذي فاز بجائزة بوليتزر في 2004 عن تسجيل الأحداث والذي كان مرشحاً نهائياً في عام 1993: «إننا نقضي في الصحافة الكثير من الوقت في التحدث عن إدخال الأشخاص في القصة، ولكننا لم نمض الكثير من الوقت أبداً في التحدث عن كيف يخرجون منها». يحب بيتس النهايات التي لا تُنسى، والتي ترفع مستوى عمود الصحيفة، وتعطي إحساساً بالانتهاء. فيقول: «لا تكتفِ بمجرد وضع نهاية للقصة». ويوصي في ذلك بثلاث استراتيجيات: ? ضع الفكرة الرئيسة لنهاية القصة، ثم ارتفع بالأحداث، وعُد مرة أخرى إلى النهاية. يقول: «هناك إحساس رائع بالنهاية يكمن في ذلك». ? لم ينه بيتس أبداً كتاباته باقتباسات، ولكن........ أحياناً يكون عليك ترك الأشخاص يتحدثون عن أنفسهم، ففي أحد أعمدته المنشورة في فبراير، سأل بيتس ما إذا كان دونالد ترامب المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري شخصاً مؤمناً. وقال: «إن الإيمان – كما قال البابا- هو أن نبني جسوراً وليس جدراناً. إنه بمثابة تهيئة التربة لزراعة ما نريد، والتزام بخدمة وحماية «الفقراء». كما أنه واثق بأننا سنفوز في نهاية اليوم مهما كان اليوم يبدو سيئاً. لن ترى الكثير من هذا في السياسة. وكان البابا محقاً: لن ترى شيئاً من هذا في ترامب». لقد كان يباشر حملاته الانتخابية ليلة الاثنين في لاس فيغاس عندما أبدى أحد الجمهور نوعاً من الاحتجاج على دونالد ترامب الرجل المؤمن، وقد قام حراس الأمن بسحب هذا المحتج إلى خارج المكان. ويقول: «كنت أود أن ألكمه في وجهه». 06 تغيير الأحداث بشكل مفاجئ غالباً ما يظن القراء أنهم يعرفون كيف ستنتهي أحداث القصة. يقول بيتس: «ثم في الجملة الأخيرة أخرز سكيناً، مجرد تغيير مخادع صغير». هل تذكرون تلك الفقرة المنشورة في عام 2001 عن الشباب المراهقين الذين قابلهم في المترو؟ لقد أنهاها بيتس كما يلي: «كثيراً ما أسمع هؤلاء الأطفال يصرون على أن الملابس حيادية، وكيف تجرؤ على أن تحكم عليهم بشكل نمطي على أساس ما يرتدونه. حسناً. هذه هي الفكرة الجدلية التي ستتوقعها منهم، ولكن تشجيع الكبار لهم على ذلك يعد تهرباً من المسؤولية. والأفضل أن نشرح لهم أنا ما تظهره للعالم والطريقة التي تجعل الآخرين، يرونك بها سيكون لها تأثيرات عميقة على طريقة تعامل الناس معك. هذه حقيقة حياتية ليس لها علاقة بالنمطية أو العنصرية أو غير ذلك. وما أعنيه هو أنني أحسست بتهديد من هؤلاء الصبية في محطة المترو وتصرفت بناء على ذلك. وأي شخص يظن أن ذلك نوع من النمطية العنصرية يحتاج إلى إعادة ترتيب أفكاره....لقد كانوا من الجنس الأبيض».(بقلم كريستين هير نقلاً عن بوينتر)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©