الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخيط الرفيع بين الدبلوماسية والانتهازية عبر «تويتر»

الخيط الرفيع بين الدبلوماسية والانتهازية عبر «تويتر»
3 مارس 2018 23:12
نوف الموسى (دبي) شكلت «الدبلوماسية الرقمية»، محوراً استراتيجياً نوعياً، يشغل أولويات الحكومات والشعوب في مختلف دول العالم، بعد أن صنعت الهواتف الذكية، بنية تواصل شديدة التنوع، وأثرت فضاءات الانفتاح بطرق اتسمت على اتساعها بصفة الخطورة غير المسبوقة تجاه البعد التقليدي في فهم المجتمعات. وجاءت جلسة «الدبلوماسية الرقمية»، بمشاركة كل من عمر سيف غباش، سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الفرنسية، وتوم فليتشر السفير البريطاني السابق لدى لبنان، ضمن الفعاليات الرئيسة في مهرجان طيران الإمارات الـ10، ممثلةً دعوة استثنائية للسؤال حول الإمكانيات الدبلوماسية وتحدياتها أمام أزمة الثقة بين السياسيين في العالم، ومستوى التواصل النخبوي والشعبي، وما يمكن تسميته بالتنافسية الدبلوماسية بين الحكومات، وطرق التعاطي مع الإهانات المستمرة، من قبل المستخدمين في عالم الاتصال الذكي، والتي تشكل الحكومات جزءاً رئيساً من تشكلها كمخرجات ونتائج. حيث اعتبر المشاركون في الجلسة، أن «تويتر»، يعكس خيطاً رفيعاً بين الدبلوماسية والانتهازية، وما يمكن عمله بشكل حقيقي، هو محاولة تجاوز منطقة الانتهازية إلى محتوى أكثر صدقاً وجودة. بإدارة الإعلامية جوليا ويلر، ذهبت الجلسة نحو المشهدية التفاعلية لمنصات التواصل الاجتماعي، وبالنسبة للدبلوماسيين، كما أوضح توم فليتشر، فإنها مساحة ضخمة، لقياس الأثر الفكري والمعرفي، بدايةً من تغريدات دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الأكثر ديناميكية في استقطابها للاهتمام، أو متابعة الأنشطة الأخيرة لرئيس وزراء كندا جاستن ترودو، مبيناً أن بعض الدبلوماسيين، لا يولون المسألة متابعة دقيقة، ويرون أنها مضيعة للوقت، ولكنها فعلياً تقدم فرصة للانخراط مع الناس، والتفاعل معهم، وفي الوقت نفسه، فإن هناك دوائر تفتح لجماعات راديكالية، تشارك بمواضيع ورؤى تتبناها، ما يستدعي إدراك مسؤولية الفضاء المفتوح، خاصة أن الشركات المطورة لتلك المواقع، تواجه معضلة عدم قدرتها على السيطرة، وتناقش تلك المسألة بجدية مع الجهات الحكومية والدبلوماسية، بالمقابل، فإن الهاتف الذكي منح التفاعل الاجتماعي، والقدرة على نشر المنهج السلمي عالمياً، والذي تحتاجه الدبلوماسية بكل تأكيد، ولكنها لا تستطيع التخلي عن التفاعل المباشر. من جهته، اعتبر سيف عمر غباش، أن المنهجية الدبلوماسية المتصلة بالرقمية، وما أفرزته من اتجاهات تواصل متعددة، مثلت تغذية راجعة للدبلوماسي في ما يقدمه من منتج معرفي، إلى جانب كونه مؤشراً تفاعلياً، فعلى سبيل المثال، تلقى سيف غباش العديد من الرسائل الإلكترونية حول كتابه، وتطلعات الجمهور حول إمكانية الترجمة إلى العربية، وفيما يتعلق بأزمة الثقة بين السياسيين، أوضح غباش أن المسألة يمكن التعاطي معها بصورة مكثفة عبر الدبلوماسية، فمهما زادت مستويات التطور الرقمي، فإنه لا يزال هناك فرص لقيام الحروب، أمام تحديات الفقر والجهل التي تستدعي المحاكاة والفهم الإنساني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©