ساركوزي: خطر الحرب مع إيران قائم

حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن خطر الحرب مع إيران مازال قائما، بينما اتهم الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران بالسعي لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأغراض العسكرية· واعترفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من جهتها بوجود خلافات تكتيكية بين القوى الكبرى والمانيا بعد الفشل في في الاتفاق على العناصر النهائية لقرار دولي لفرض عقوبات جديدة· وقال الرئيس الفرنسي إن ''خطر نشوب حرب قائم مع ايران'' مبيناً ان اسرائيل قد تعتبر ''أمنها مهددا فعليا'' بسبب البرنامج النووي الايراني· واوضح ''لم أكن يوما مع الحرب، المشكلة بالنسبة لنا ليس في احتمال أن يشن الاميركيون تدخلا عسكريا بقدر ما ان يعتبر الاسرائيليون أن أمنهم في خطر فعلا''، واضاف إن ''خطر حصول الحرب قائم''· وقال الجميع يتفق على ان مايقوم به الايرانيون لاتفسير مدنيا له، مضيفا ان الجدل الوحيد القائم هو حول معرفة ما اذا كانوا سيتوصلون في غضون سنة او 5 سنوات الى امتلاك قدرة عسكرية نووية· من جهته أكد السفير جريجوري شولت الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الوكالة الذرية أن إيران لا تزال تسعى لإنشاء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأغراض العسكرية بدلا من الماء الخفيف لتوليد الطاقة الكهربائية· وأوضح أن مسببات القلق من البرنامج الإيراني ترجع إلى سعي طهران إلى تطوير التكنولوجيا النووية التي تؤهلها لامتلاك السلاح النووي خلال الفترة (2010-2015)، مؤكدا أن إيران لا تزال تواصل سعيها للحصول على هذه التكنولوجيا مستخدمة ''أنشطة مزدوجة''· وعلق على تقرير الاستخبارات الأميركية، قائلا ''لقد توصلت الإدارة الأميركية إلى أن سياستها تجاه إيران منطقية وقد تكون بطيئة بعض الشيء''، وأكد أن الاستخبارات الأميركية لا تزال تؤكد أن لدى إيران برنامجا نوويا قيد الإنشاء، وقدرات تخصيب سرية وجهودا كبيرة لتحويل المواد المصنعة إلى أسلحة''· وأضاف ''ربما كانت الأمور أسهل لو لم يخرج التقرير إلى العلن، وقرار واشنطن الكشف عن محتويات التقرير مبعثه تفادي تكرار التجربة السابقة مع العراق''· وقال شولت إن واشنطن تريد علاقة مختلفة مع إيران تقوم على مدى استعداد طهران للتخلي عن سياسة دعم ''الإرهاب ومشروعها النووي''، وأضاف ''إيران معزولة الآن من الجميع ، ويجب عليها أن تنظر إلى ما حدث مع كوريا الشمالية ''، مشيرا إلى أنه إذا أرادت طهران أن تحقق أمنها وازدهارها الاقتصادي ''فيجب عليها التعاون مع العالم وليس مواجهته''· ودعا إيران إلى الكشف عن ''ماضيها'' وسعيها لامتلاك سلاح نووي قبل عام ،2003 وقال إن امتلاكها للسلاح النووي لن يجعلها أكثر أمنا بل سيضع المنطقة أمام مخاطر جديدة و''لن يزيد هيبة طهران، بل سيزيد من عزلتها''· وأشار إلى أن واشنطن مستعدة للجلوس والتفاوض مع الطرف الإيراني عندما تكون طهران مستعدة لذلك· على صعيد متصل فشلت القوى العالمية في الاتفاق أمس الأول على العناصر النهائية لقرار جديد من الامم المتحدة لفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي· وأقرت رايس بوجود خلافات ''تكتيكية'' في وجهات النظر مع روسيا والصين في موضوع فرض عقوبات جديدة على ايران، وقالت في مقابلة نشرتها صحيفة ''يو اس ايه توداي'' أمس ''لدينا بعض الخلافات التكتيكية في وجهات النظر مع روسيا بصورة خاصة ومع الصين الى حد ما، حول توقيت عقوبات جديدة وطبيعتها''· لكنها اكدت ان ''الجميع اعلن المضي في استراتيجيتنا المزدوجة'' بالرغم من تقرير الاستخبارات الاميركية· وأشارت رايس الى المقاربة التي اعتمدتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا اذ اعطت طهران الخيار بين فتح حوار موسع معها بعد تعليقها نشاطات تخصيب اليورانيوم أوفرض عقوبات دولية عليها ولا سيما على الصعيد المالي· إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون مكورماك ان كبار المسؤولين من القوى الكبرى وألمانيا اجروا محادثات من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة لمدة ساعة ونصف الساعة ومازالوا يعملون من اجل وضع اللمسات النهائية لقرار العقوبات· وأضاف ''كانت مكالمة طيبة وبناءة، اننا لم نصل الى هناك بعد، ولكننا نأمل ان نصل الى قرار خلال الاسابيع المقبلة يتم التصويت عليه في مجلس الامن''· من جهة أخرى اكد المنشق الايراني علي رضا جعفر زاده ان ايران استأنفت برنامجها النووي العسكري في 2004 موضحا ان تقييم الاستخبارات الاميركية الاخير كان صحيحا جزئيا فقط بتأكيده ان البرنامج توقف في 2003 ·