الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أجداد بنوا وأحفاد حرسوا

أجداد بنوا وأحفاد حرسوا
21 فبراير 2014 16:49
لكبيرة التونسي (أبوظبي)- شكلت انطلاقة مهرجان «قصر الحصن» في نسخته الثانية الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مناسبة سنوية للاحتفاء بالقصر، الذي يمثل رمزاً لهوية أبوظبي الأصيلة، ويحمل دلالة خاصة، باعتباره حجر الأساس الذي قامت عليه العاصمة، ويرمز لقرنين ونصف القرن من التراث الإماراتي والتطور الثقافي الذي تشهده الدولة. ورفرفت الرايات فوق الرؤوس المرتفعة والوجوه الناظرة إلى العلاء، فيما اشتبكت الأيادي لتأخذنا إلى طاقة حيوية للحب والوفاء في ملحمة تمد جسور التواصل، وترسل شعلة عشق التراث للأجيال القادمة. مسيرة حاشدة وتدفق جماهيري، انطلقت خطواته من قصر المنهل ليصب في عمق قصر الحصن ذلك الشاهد الذي خطت على جدرانه البيضاء حروف التاريخ، والتي اتخذت خلفها أهم القرارات التي شكلت محطات كان لها أبلغ الأثر في الحياة الحالية. مشاعر وابتسامات انتشرت على آلاف الوجوه المشاركة في المسيرة، لتحضنهم الساحات وتعانقهم، وتستقبلهم الفرق الشعبية بالأهازيج، والنساء بالزغاريد، كباراً وصغاراً، نساء ورجال انضموا إلى السائرين، وكانوا هناك رافعين رؤوسهم فخراً في لقاء مع صرح عمراني يرجع تأسيس أول لبنة فيه إلى 250 سنة سلفت. انسلت الجماهير إلى ساحات قصر الحصن تغرف من عبق الماضي، وتغسل قلوبها بالحب النقي الصافي للوطن، صبت الفرقة الشعبية نشيدها في الهواء صبا فأيقظت الشعور بالفخر وبتت الحماس، فرقصت الناس، وتفرقت بين مكونات بيئة الإمارات في موجة شاسعة الأبعاد، بعد أن شاركوا في مسيرة المجد. وأثارت كلمات أحمد أحمد على سيف المزروعي شعورا بالفخر والاعتزاز، حين تحدث عن مشاركته في المسيرة، مؤكدا أنه جاء من مدينة زايد. وأوضح أن ذلك واجب وطني ينطلق من حب ووعي بقضية التراث الذي يجب تعزيزه في قلوب هذه الأجيال. وعن رأيه في المهرجان وما تتيحه أقسامه من فعاليات وورش عمل قال: فرحتي لا توصف وأشعر أنني في عرس كبير، وأعتبر هذا المهرجان فرحة وطن. وجوه فرحة، وعيون براقة شاركت بفخر في الحدث، وغاصت في عمق التاريخ والتراث، تتنقل بين الأسواق الشعبية وكل مكونات البيئات الإماراتية، كان من بينها الطفل راشد علي الشامسي ( 11 سنة) قال دون أن يتوقف عن المسير: إنه سعيد بمشاركته، مؤكداً أنه سينقل كل ما شاهده لزملائه للمدرسة: أشعر أنني متفرد، في الأيام القادمة، ستقوم مدرستي برحلة لقصر الحصن، بينما سأكون أول من شارك وشاهد كل أقسامها. أما سيف محمد الجابري من منطقة الهيلي بالعين، فاستند على عكازه ولف المكان، وشفتاه تنشق عن ابتسامة خفيفة كأنه يجوب في الزمان الماضي، جاء ليكون جزءاً من الحدث، شارك في المسيرة المظفرة، ودلف في عمق المهرجان باحثا عن رائحة الماضي. وحين استوقفه أحد الشباب أخذ بيده وذهب يشرح له تفاصيل قديمة عن قصر الحصن الذي كان يزوره سابقا، وقال: كان قصر الحصن وحيدا في المنطقة، كانت تحيطه خيام الشعر، وكانت تتواجد أيضا في المكان نقطة الشرطة. وعن المهرجان أكد أنه الأفضل، وأبدى سعادة كبيرة بتواجده ضمن الأوائل الذين زاروا الفعالية. بدوره وصف الشاب سالم المنهالي من بني ياس، والذي شارك في المسيرة المهرجان بالعرس التراثي الكبير، وقال: إنه أعجب بكل ما يعرض، منوهاً بدور المواطنين الذين يديرون كل الورشات والفعاليات. حكايا بألسنة الرحالة زوار المهرجان.. ضيوف في حضرة «رمز السياسة» قرب قصر الحصن، وخلال أيام المهرجان، تقام سلسلة من الحوارات العامة، تستمر لمدة 45 دقيقة ويمكن التسجيل لحضورها خلال اليوم ذاته. وفي 22 فبراير، وبعنوان « قصر الحصن رمز سياسي إداري منذ القدم»، يبدأ الحوار حول أهمية القصر من النواحي التاريخية والاجتماعية والسياسية حيث إنه لم يقتصر دوره على أنه بناء للسكن أو الضيافة بل كان أيضا مكانا يلتقي فيه الحاكم مع أعيان المجتمع لحل المشاكل وتدارس المخاطر الخارجية. كما أنه كان أيضا محط أنظار القوى الكبرى المتواجدة في المنطقة ورمزا يمثل هيبة الإمارة وعزتها في المحيط الخليجي المجاور. وبعنوان «ضيوف قصر الحصن عبر التاريخ» يقام يوم 24 فبراير حوار يلقي الضوء على جانب من آراء ومشاهدات بعض المسؤولين والرحالة الأجانب الذين زاروا أبوظبي ونزلوا ضيوفا في قصر الحصن أمثال مايلز وكوكس وزويمر وبورخارت وغيرهم خلال فترة حكم الشيخ زايد الأول التي استمرت لمدة 54 عاما. كما سيقام حوار بعنوان «الأهمية الثقافية الاجتماعية لقصر الحصن في الحاضر والمستقبل»، وذلك يوم 25 فبراير يناقش مدى أهمية قصر الحصن من الناحيتين التاريخية والثقافية باعتباره الصرح الأقدم في تاريخ أبوظبي وأداة أسهمت في ترسيخ القيم الأصيلة وتوثيق أواصر العلاقات والروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع. وبعنوان «مراحل بناء وتطوير قصر الحصن» سيقام حوار آخر يوم 26 فبراير يناقش المشاركون فيه المراحل المتعددة التي مر بها قصر الحصن منذ فترة حكم الشيخ ذياب بن عيسى الذي بنى البرج الأول ثم الشيخ شخبوط بن ذياب الذي بنى المربعة المجاورة ثم مرحلة التوسعة الكبيرة على يد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وبعنوان «قصر الحصن نواة لبناء العاصمة أبوظبي» يقام يوم 28 فبراير حوار يتناول المشاركون فيه أهمية قصر الحصن باعتباره رمزا ماديا للتطور الحاصل في أبوظبي وصرحا يجسد مسيرة التطورات التي طرأت على المجتمع الإماراتي في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط وما بعدها. كما يمكن للزوار المشاركة في ورش عمل الترميم التي يشرف عليها مختصون وخبراء في مجال الترميم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وستكون ورش العمل فرصة مميزة للمحترفين والأكاديميين لمناقشة الجوانب الفلسفية والنظرية في أعمال التجديد وانعكاسها على قصر الحصن. وستركز ورش العمل لهذا العام على مسألة الأصالة وتوافقها مع قصر الحصن من عدة نواح، المبنى المدني والمباني التاريخية المختلفة والهندسة المعمارية وعناصر الزخرفة والإنشاء والمواد وأساليب البناء. وتقدم ورش العمل فرصة نادرة للزوار لمتابعة ومناقشة تقدم أعمال الترميم في مبنى قصر الحصن وترحب بالجميع لحضورها رغم أن العدد محدود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©