الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلمة تؤسس لمرحلة العولمة

12 ديسمبر 2007 23:28
يحمل مشروع (كلمة) للترجمة أملا كبيرا في إثراء الثقافة العربية بإضافة أحدث إنجازات الفكر والإبداع والعلم الإنساني إليها· وفي هذا التحقيق آراء أدلى بها عدد من المترجمين المصريين· يؤكد المترجم طلعت الشايب (يعمل في المركز القومي للترجمة في مصر) أن المشروع يمثل إضافة لكل المشروعات الثقافية المؤسسية المعنية بالترجمة إثراء مهما· وقال: بات من الواضح أن الترجمة من العربية وإلى العربية لا يمكن أن تكون مشروعا قطريا تقوم به مؤسسات في دولة واحدة، لذلك فهذا المشروع يعد فرصة تجعلنا نكرر أهمية التنسيق بين المشروعات العربية المختلفة لكي تحقق الهدف العام· ويرى المترجم بشير السباعي، أن أي مشروع يهدف إلى إثراء الثقافة العربية بإنجازات الثقافة العالمية يستحق بلا جدال الترحيب به ودعمه خصوصا إذا كان المراد هو تقديم كل ألوان الطيف المتقدمة في الفكر الإنساني والفكر والثقافة العالمية· ويقول المترجم د· قاسم عبده قاسم رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الزقازيق: نحن أحوج ما نكون إلى مثل هذه المشروعات لأنه لا يوجد نهضة لأمة من الأمم على مدى التاريخ إلا بترجمة أعمال الحضارات المتفوقة عليها، فالعرب نهضتهم بدأت بترجمة إنجازات الحضارات السابقة، وأوروبا اعتمدت على ترجمة إنجازات الحضارة العربية الإسلامية·· الآن يوجد فجوة بيننا وبين العالم المتقدم لأننا تخلفنا كثيرا عن مجالات الترجمة للتعرف على إنجازات العالم المتقدم· المترجم د· طلعت شاهين الذي نقل 24 كتابا عن الإسبانية، يتساءل هل تم الاتصال بالمترجمين الفاعلين في الساحة الثقافية ولهم إنجازات واضحة ودعوتهم للمشاركة في هذا المشروع الضخم، أم سيكون هناك تكرار لمشروعات عربية سابقة؟ وتقول د· كرمة سامي أستاذ الأدب الإنجليزي ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس: حان الوقت لكي تتجه رؤوس الأموال العربية نحو مجال الاستثمار الثقافي وخاصة عبر ترجمة النصوص، ولكن السؤال هو: أي نوع من الترجمة هو المطلوب الآن: ترجمة الأدب العالمي بمختلف لغاته إلى اللغة العربية؟ أم ترجمة أدبنا العربي إلى لغات مختلفة ليعرف العالم من نحن وما هي ثقافتنا؟ وتقول الشاعرة والمترجمة فاطمة ناعوت: نود في هذا الشأن أن نلمح إلى خطورة الترجمة الأدبية حين لا يقوم بها محترفو أدب، كيلا نحصّل تراكما كميًّا على حساب الكيف والقيمة· وأود أن أشير إلى ما يسمى ''التجربة اليابانية'' في مضمار الترجمة، حيث أبرمت اليابان اتفاقا مع كل دور النشر في العالم مفاده أن ''كل'' كتاب علميّ يصدر في أية دولة من دول العالم، تتم ترجمته رأسا إلى اليابانية، ليخرج للنور في نسختيه باللغة الأم واللغة اليابانية في ''نفس اللحظة''، حتى يقف علماء اليابان على آخر مستحدثات اللحظة العلمية في العالم بأسره! أين نحن من ذلك؟ ويقول الكاتب والمؤرخ د· خالد عزب مدير الإعلام والقائم بمركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية: اعتدنا نحن العرب أن نعتبر الثقافة مجرد ترف ولم نستطع إلى الآن استثمار تراثنا الثقافي بصورة تعظم من مكانة دولنا، وتؤدي دورا في تنمية اقتصادياتها، فانظر إلى ما تصدر كل من بريطانيا وفرنسا من مطبوعات وقيمة الكتاب في صادراتهما والعائد المميزة له على اقتصادياتهما، حتى أن المتحف البريطاني ألغى تذاكر الدخول نتيجة ارتفاع إيراداته من مبيعات الكتب والهدايا، وهذا دليل آخر على مدى إمكانيات أن يكون لمثل هذه المشاريع مردود اقتصادي قوي على اقتصاديات الدولة· أما الشاعر أحمد الشهاوي فيقول: باعتبار أن الكتاب العربي يعاني من مشكلات تعوق إنتاجه ووصوله إلى القارئ في مختلف البلدان العربية أطمح أن تسعى هذه الشركة / المشروع إلى أن تستفيد من الدراسات السابقة التي وصفت تلك المعوقات والمشكلات التي تحتوي الكتاب العربي وأحيلها إلى الدراسات والتوصيات الهامة واللافتة التي قدمتها لجنة الثقافة والإعلام بالمجالس القومية المتخصصة في مصر، وكذلك لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة ومن المؤكد أن هناك مئات الدراسات والتوصيات والبحوث التي أنجزتها هيئات ثقافية عربية خلال السنوات العشرين الأخيرة· ويقول الناقد د· مجدي توفيق أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة القاهرة: لابد أن نفرح حين يظهر مشروع جديد للنشر وتطوير صورة الكتاب العربي والوصول به إلى درجة نطمئن معها إلى صحة كل كتاب ونيله درجة كبيرة من العناية، فلقد أصبح أسهل شيء على أي محترف للنشر أن يدفع إلى السوق بكتاب له غلاف جيد وبه أخطاء فادحة· ويرى الكاتب الروائي د· السيد نجم بأنه بإعلان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن إقامة شركة الكتاب، بكل ما يتضمنه من مهام قابلة للتنفيذ، يشعر المثقف العربي أن هناك نقلة نوعية في ''إدارة'' الثقافة· ويقول الشاعر احمد فضل شبلول: منذ أن تأسست هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في عام 2006 وهي تفاجئنا دائما بالمشروعات والمسابقات الثقافية الكبيرة، وذلك إيمانا منها بأنها تستطيع أن تقود قاطرة الثقافة في المنطقة العربية، بل منطقة الشرق الأوسط بكاملها، وليس أدل على ذلك من إطلاق مسمى ''مهرجان الشرق الأوسط السينمائي'' على مهرجانها الأول بدلا من أن تسميه مهرجان أبوظبي السينمائي حيث المكان الذي ينطلق منه هذا المهرجان· ولاشك أنها تجربة جديدة ورائدة من الممكن للكتاب العربي أن يستفيد منها من خلال مشاركة أهل الخبرة أو بيت الخبرة وهو هنا معرض فرانكفورت الدولي للكتاب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©