عن الوطن

الوطن هو ذاكرة الجمال التي تسكن قلبك وعقلك وروحك، رموش عيونك وعيونك·· هو المكان الذي تتنفس فيه الهواء وتنتعش رئتك به، يصفى دمك وتنشد فيه المحبة·· وطنك، حيث لا تنام مظلوماً أو مقموعاً أو مهمشاً·· وطنك، حيث هامتك عالية ورأسك مرفوعة، تسير به ويسير بك نحو الآفاق الرحبة وتحقيق أحلامك وطموحاتك·· الوطن في خصلات شعر الحبيبة، في همسها بكلمات الحب·· الوطن في اشراقة الشمس ورائحة الصباح الزاكية، في نسيم الليل، في ضوء القمر ولمعان النجوم·· في نشيد الطفولة وتحية العلم· تأخذك الأيام ولا يسقط من قلبك الحب إليه، وتأخذك الأسفار ويبقى الشوق للقياه متأججاً في الصدر والروح والخيال·· تغيب الحروف، ولا يغيب اسمه من حبر القلم ونطق اللسان· الوطن، تأتي أناشيده من الأزمان، من حكايات الجدات، من الأساطير، من بطولات الأجداد، من سيرة البحر والسفر والغوص، من صراع الموج والرياح، من صدر السفينة الشامخ في المدى·· من سيرة الصحراء، من الترحال ومواجهة الصعاب، من سفينة الصحراء وعزم الرجال· من كل ذلك يأتي الوطن برجاله ونسائه، بترابه ورمله، بمائه وفضائه الشاسع، بظلامه ونهاره، بصباحاته ولياليه، يسكن فينا ونسكن فيه· هذا هو الوطن الذي نحب، وطننا الناصع كالألماس والنقي كحليب الأم·· الوطن الذي نسقيه ماء عيوننا، دمنا، نفديه الروح والقلب، حتى يبقى شامخاً وعزيزاً بناسه، حتى آخر الزمان، وطننا نحمل من أجله في قلوبنا راية المؤسس والباني، نحمل في ذاكرتنا اسما، خط بحروف من ذهب في سيرة هذا الوطن، اسم زايد بن سلطان آل نهيان، حيث لم شمل الوطن من كل أطرافه وأعلن وحدة سنرفع شعلتها ونتفانى كي تكبر الشعلة ويرفرف العلم فوق السحاب· 36 عاماً أصبح عمر اتحاد اماراتنا، وها هي البلاد زاهية في الحياة، تتقدم نحو تكريس العشق في قلوبنا، نحو الفضاء الشاسع، حيث تقطف المجد وتقدم سيرة جديدة للجيل الذي سيواصل السير على درب المؤسس، نحو الرفعة للشعب وللوطن، حيث بالمخلصين والصادقين والشرفاء من أبناء وبنات هذا الوطن تتحقق الإنجازات ونستمر في الحياة الكريمة والسير نحو الرفعة والمجد والعلو لإنسان هذه البلاد، هكذا علمنا المؤسس، والد كل الشعب، بأن الإنسان هو محور كل التنمية وهو من يصنع مجده ومجد البلاد· *** كلما انكسرت النظرة رفعها الحب كي تحدق في عين المحبوب كلما خُذل الحلم أخذنا الصدق من أجلك يا وطن كي نحلم من جديد نسامر الليل والحروف وننقش اسمك في الروح