الموجة يحاول كشف تمويه الحقيقة

يجيب مجموعة من التلاميذ من خلال الفيلم الألماني ''الموجة'' والذي يعرض حاليا في ألمانيا، بالنفي القاطع على سؤال يطرحه معلمهم وهو: هل تستطيع ألمانيا العودة إلى نظام فاشي كالذي شهدته أثناء الحقبة النازية؟ ويتابع التلاميذ في ردهم على هذا السؤال الذي يطرح من خلال الفيلم'' أن دروس الماضي، لا تزال الثقافة الألمانية المعاصرة تدركها وتعمل على الاستفادة منها''·وفي الوقت الذي يواصل المدرس ''فنجر'' المحبوب لدى تلاميذه شرحه لمفهومي الديمقراطية والفاشية بالسؤال عن شروط هذا النظام؛ تتواصل أحداث الفيلم بنمو حركة جديدة داخل المدرسة تحت اسم ''الموجة''، يرفض أعضائها كل من عارض أفكارهم أو حتى لم يأبه بتلك التحية المضحكة التي اختارتها الأغلبية، بل والأدهى من ذلك، أنه لم يعد مرخص للآخرين الدخول إلى المدرسة إلا بارتداء قميص أبيض، لأنه اللباس الرسمي لحركة الموجة ·· وهكذا يصل المشاهد إلى الجواب عن السؤال المحوري أن الفاشية وديكتاتورية الأغلبية هي دائما حاضرة داخل المجتمعات، كا يؤكد ذلك الممثل الألماني ''يورجن فوجل''، الذي يقوم بدور المدرس فنجر، حيث يقول: أنا أعتقد أن الإنسان يستطيع القيام بأي شيء، فمن الممكن أن يصبح فاشيا، ولن تنفعه عندئذ تجربة الديمقراطية مهما كانت ضاربة في التاريخ، وتعبئة الأغلبية وتمويلها هي ظاهرة تدفع الناس إلى القيام بأشياء مروعة، وهذا حدث وسوف يحدث دائما، وعلينا أن ندرك ذلك جيدا''· وتعتمد فكرة الفيلم على تجربة واقعية شهدتها إحدى الجامعات الأميركية عند نهاية السبعينات ، وتمخضت عنها حركة فاشية خطيرة داخل الحرم الجامعي، ما دفع المسؤولين في ذلك الوقت إلى إيقاف هذه التجربة، إلا أن المخرج ''دنزل جانزل'' نجح ببراعة في ترجمة تفاصيلها حسب سياق التاريخ الألماني، ويقول المخرج في هذا الإطار: تقول جدتي أن لديها إحساسا جميلا عندما كانت ابنة طبيبة الأسنان المغرورة تلعب معها، فهي التي تنتمي إلى عائلة بسيطة، وهذا ما كان يثير غضبي، لأن الإحساس بالانتماء هو الذي أعمى أعين الناس، ولهذا قررت أن أخرج هذا الفيلم الذي يتحدث عن الاستبداد أو ما يمكن وصفه ''تمويه الحقيقة''·