الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أنا أقرأ» يستثمر نجاحات «حكايات الحروف والأرقام»

«أنا أقرأ» يستثمر نجاحات «حكايات الحروف والأرقام»
21 مارس 2010 20:30
حظي أمر “تعليم” الصغار المهارة اللغوية اهتمام المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي، وتعددت نظريات التعليم والتعلم، وتسابق خبراء اللغة هنا وهناك نحو صياغة طرق تربوية فاعلة تتناسب والمراحل العمرية للطفل، واجتهدوا لتقديم طريقة حديثة تسهم في تهيئة وتعليم الأطفال القراءة والكتابة بطريقة محببة وشائقة ودقيقة تراعي خصائص نمو الأطفال وتتناسب مع احتياجاتهم وميولهم، وتتماشى مع تطور مهاراتهم في جميع مجالات نموهم وقدراتهم في مرحلة الطفولة المبكرة . ومن بين هذه الإسهامات المتميزة، بادرت دار المطر للطباعة والنشر والثقافة في العين، بدعم من صندوق خليفة، بطباعة وتوزيع مجموعة كتب تعليمية في سلسلة عنونت “بحكايات الحروف والأرقام” للمؤلفة هبة الله محمد، في جهد يمكن أن يكون منهجاً وطريقة مبتكرة وجديدة ومختصرة ومتطورة في تعليم الأطفال، حيث تجمع بين تعليم القراءة والكتابة وبين تثقيف الطفل وتنمية قدراته ومهاراته. تعرف المستشارة التربوية هبة الله محمد، برنامج حكايات الحروف بأنه طريقة حديثة في تهيئة وتعليم الأطفال القراءة والكتابة بطريقة محببة وشائقة ودقيقة تراعي خصائص نمو الأطفال وتتناسب مع احتياجاتهم وميولهم، وتتماشى مع تطور مهاراتهم في جميع مجالات نموهم وقدراتهم في مرحلة الطفولة المبكرة من “2 - 8 سنوات”. ويمكن تعريف المنهج بطريقة مختصرة بأنه انطلاقة حديثة ومتطورة في تعليم الأطفال حيث تجمع بين تعليم القراءة والكتابة وبين تثقيف الطفل وتنمية قدراته ومهاراته. أما أهمية استخدام طريقة القصة في تعليم الحروف العربية، توضح هبة الله :” إن هذه الطريقة لها أهمية تربوية عالية، فالطفل بطبيعته يحب القصة ويميل إليها ميلاً كبيراً واستخدامها في تعليم الحروف العربية في هذه المرحلة تجعله يستمتع بالتعلم، كما تجعله دائماً في حالة من التفكير والتخيل وتعلمه البحث والتفكير والاكتشاف والتحليل بدقة وتوسع آفاقه ومداركه من خلال ما يعرض في القصة من خبرات ومواقف حياتية مما يحول التعليم من حالة التجريد المنصب على الحروف فقط إلى التعلم ذي المعنى في ذهن الطفل، واستخدام هذه الطرق مهم وضروري في مرحلة رياض الأطفال لأنها مرحلة التأسيس سواء في اكتساب الخبرات أو مهارات التفكير العليا بصفة عامة وبصفة خاصة اكتساب المهارات والخبرات اللغوية التي تؤدى إلى النمو اللغوي لدى الأطفال”. وتضيف:”كما أن هذه الفترة تعتبر حجر الأساس في تكوين ملامح شخصية الطفل ولذلك فإن القصة تعتبر من المركبات الأساسية في حياة الطفل لأنها تعمل على إكساب الطفل المهارات وتنمي لديه القدرات اللغوية والعقلية والاجتماعية والنفسية والانفعالية. ومن الملاحظ أن الأطفال حينما يتعلمون القراءة والكتابة عن طريق القصة يصبحون في حالة سعادة دائمة، كما أنهم يكونون أكثر فاعلية واستجابة للمعلمة”. إثراء الحصيلة اللغوية أما عن دور القصة في إثراء الحصيلة اللغوية للطفل، فتشير هبة الله إلى أن القصة تسهم في إثراء معجم الطفل اللغوي، وذلك من خلال المفردات الواردة فيها، والتعبيرات التي ترد على ألسنة الشخصيات وتسهم القصة إسهاماً كبيراً في تنمية مداركه العقلية بصفة عامة من خلال ما تتيحه له من فرص التخيل والتفكير الواردة فيها، كما إنها تقدم له فرصاً أخرى للانتباه وتعوده على حسن الإنصات والاندماج في التعلم.ولا يخفى ميل الطفل إلى التكيف الاجتماعي حيث إنه حديث عهد بالحياة وفي حاجة إلى مهارات اجتماعية تساعده على هذا التكيف وتتيح له القصة بما فيها من أحداث وعلاقات بين الأشخاص، ونماذج من السلوك الرشيد لدى الشخصيات تعلم هذه المهارات الاجتماعية. كما أن القصة تعمل على تلبية احتياجات الأطفال للتعبير عن أنفسهم وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الذات ونحو الآخرين واكتساب عادات وأنماط سلوكية سوية. كما أنه من خلال بحث الطفل بنفسه عن الحرف في كلمات القصة تنمي لديه قوة الملاحظة والقدرة على الاكتشاف والإبداع. إلى جانب أن القصة تعمل على إسعاد الطفل فعند استماعه لها يصدر حركات وأصواتا تعبيرية ويفهم كلمات جديدة وكذلك تشبع لديه الكثير من حاجاته النفسية كما يكتسب الكثير من المهارات التي تساهم إسهاماً مباشراً في بناء شخصيته وذلك من خلال توحده مع النماذج والشخصيات التي تُعرض عليه كما أنه يكتسب العديد من الخبرات والقيم والاتجاهات والعادات والأنماط السلوكية المختلفة ويجد حلولاً لمشاكله اليومية. النمو العقلي وتؤكد هبة الله أن للقصة تأثيراتها في النمو العقلي للطفل، بدءاً من المستوى الحسي والحركي وانتهاء بالذكاء العام الذي يعتمد على نمو الجهاز العصبي وذلك من خلال ازدياد قدرة الطفل على التذكر والحفظ والانتباه والتخيل والتفكير ونمو الوظائف العقلية مثل الذكاء العام واللغة والإدراك والتفكير، التذوق، الابتكار، وتوسع الخيال والتخيل، فترى إذا طلبت من طفل أن يحكي قصة استمع إليها فسوف تجد خياله أحياناً جسد له أفكاراً تفوق حدود تصور كاتب القصة. كما أن كلمات القصة تحتوي على أهداف اجتماعية ونفسية تبرز للطفل القيم الحميدة فتشعره بالانتماء للأسرة كما تعمل القصة على تنمية الصفات الكريمة مثل حسن التعامل مع الآخرين والمحبة والاحترام وحسن التصرف كما تُسهم القصة بدور رئيسي في تنشئة الطفل وتكوين اتجاهات اجتماعية واكتساب العادات والتقاليد التي تتناسب مع بيئته وتدفعه إلى حب الخير ونبذ الشر”. هذا بالإضافة إلى دورها في النمو النفسي والانفعالي للطفل، وحيث يوجد حالياً فرع من فروع العلاج النفسي والسلوكي للأطفال تستخدم فيه القصة كأداة في علاج الاكتئاب والاضطرابات والمخاوف المرضية وغيرها من الأمراض النفسية والعصبية عند الطفل”. حكايات الحروف تقول هبة الله :” إن باستخدام منهج حكايات الحروف في تعليم القراءة والكتابة للأطفال نكون قد أصبنا عصفورين بحجر واحد وهو أننا قمنا بتنمية المهارات المختلفة لدى الطفل كما سبق أن أشرنا في السطور السابقة وفي نفس الوقت قمنا بتعليم الطفل القراءة والكتابة بطريقة شيقة وجذابة، وليس ذلك فقط بل إن عملية الربط بين القصة وتقديم الحرف حملت معها المزيد من الخبرات الرائعة والمفيدة التي تزيد من قيمة طريقة منهج حكايات الحروف في عرض الحروف العربية. لذا ننصح باستخدامها في تعليم الأطفال لما لها من نتائج تربوية عالية أثبتتها التجارب العملية من خلال تطبيقها على الأطفال”. الخطوات العشر عن خطوات استخدام القصة في تعليم الحروف العربية، تشير هبة الله إلى عشر خطوات، هي: الخطوة الأولى: قبل عرض الحرف تقوم المعلمة بجمع صور تمثل شخصيات القصة أو مجسمات لها كما يراعى أن تستعين قدر المستطاع بأشياء حقيقية محسوسة للطفل مثل خبز، ليمون، بيضة، وردة.... وهكذا. الخطوة الثانية: تُخبر المعلمة الأطفال بأننا سوف نتعلم اليوم حرفاً جديداً من حروف الهجاء وأريد منكم أن تشاهدوا معي كلمات القصة التي سوف أحكيها لكم لنبحث سوياًَ عن الحرف ربما يكون معهم. الخطوة الثالثة: تقوم المعلمة بسرد القصة على الأطفال باستخدام الشخصيات الأساسية للقصة التي بها الحرف المراد تعليمه للأطفال وتراعي المعلمة أن تدُخل الطفل في جو يسمح له بالاندماج مع أحداث القصة وتجذب انتباهه، وذلك من خلال عرض القصة بطرق منظمة ومدروسة ويراعى التدريب عليها قبل تنفيذها أمام الأطفال، وكذلك يراعى التنوع في طريقة العرض مثل استخدام مسرح العرائس بأنواعه المختلفة. الخطوة الرابعة: توجه المعلمة أطفالها للنظر إلى الصور والكلمات ثم تقوم بإعادة سرد القصة مختصرة وتطلب منهم ترديد الكلمات معها. وهذه الخطوة ضرورية للتأكد من استيعاب الأطفال لأحداث القصة وتهيئتهم للأسئلة والمناقشة. الخطوة الخامسة: وفي نهاية القصة يتخافت صوت المعلمة ثم ترفعه تدريجياً وتبدأ الأسلة.... توجه الأسئلة للأطفال بترتيب أحداث القصة كما بالأسئلة الواردة في الكتاب وتقدم لهم الصورة مقرونة بالكلمة حتى تثبت في ذهن الطفل فمثلاً توجه السؤال للأطفال) من الذي سمع صوته الأرنب؟ (تقبل المعلمة إجابة الطفل ثم تعيد صياغة الإجابة قائلة) سمع صوت أسد (وتقوم بكتابة كلمة أسد ثم تخرج المعلمة بطاقة لصورة أسد. كما توضح المعلمة خلال النطق صوت الحرف. وهكذا. الخطوة السادسة: تضع المعلمة أمام الأطفال البطاقات مع الصور والكلمات وتترك للأطفال فرصة لينظروا ويتأملوا ثم يذكروا الحرف المشترك. الخطوة السابعة: وهي خطوة مهمة جداً يجب على كل معلمة أن تراعي كل طفل كتابة الحرف بشكل دقيق وصحيح فيلتزم بالسطر ويسير في الاتجاه السليم عند كتابة الحرف والالتزام بنقطة البداية والنهاية. الخطوة الثامنة: تُعرف المعلمة الأطفال على مواضيع الحرف أول ووسط وآخر الكلمة من خلال إعادة سرد القصة واستخراج الحرف من وسط الكلمات الموجودة بالقصة، وذلك عن طريق البطاقات التوضيحية المقرونة بالصور والكلمات. الخطوة التاسعة: إقامة حوار مفتوح حول شخصية قصة الحرف الرئيسية وهي مثلاً الأرنب في قصة حرف الألف الهدف منها أني ميز الطفل كلمة أرنب وإثراء معلومات الطفل وتزويده بالمعلومات المفيدة. الخطوة العاشرة: تنفيذ الأنشطة المختلفة على كل حرف أنشطة فنية حركية موسيقية تمثيلية علمية، والانتقال بين الأركان المختلفة..... إلخ. توصيات للاهتمام باللغة العربية يؤكد الدكتور حمدان بن مطر، رئيس مجلس إدارة دار المطر للطباعة والنشر والثقافة، في العين، أن الدار تولي اهتماماً كبيراً باللغة العربية ترجمة لتوجه استراتيجية الدولة وحكومة أبوظبي إزاء اللغة الأم والحفاظ عليها كعنوان للهوية الوطنية، وقال:”بعد النجاح الملموس من تجربة” حكايات الحروف والأرقام”، نحن بصدد طرح برنامج تعليمي للأطفال من سن خمس سنوات إلى عشر سنوات تحت اسم برنامج “أنا أقرأ”، وهو برنامج فريد من نوعه، من حيث طريقة عرضه لمهارات اللغة العربية بشكل متقن فهو يشتمل على خطة تدريجية محددة بمراحل. والبرنامج يهدف إلى تأسيس الأطفال قي تعلم مهارات اللغة العربية بطريقة تشعرهم بالكفاءة والقدرة على الإنجاز مدة البرنامج عشرة أسابيع يحتوي البرنامج على تسعة تقويمات لقياس مدي اجتياز الطفل كل مرحلة كما يشتمل على تقويم نصف البرنامج وتقويم نهائي الذي من خلال يتم تحديد مستوى الطفل ومدى اجتيازه كامل البرنامج. ويشارك في ذلك مؤلفة سلسلة”حكايات الحروف” هبة الله محمد، ونخبة من الأساتذة المتخصصين من جامعة الإمارات، ومنطقة العين التعليمية”. مراحل تعليم كتابة الحرف ? مرحلة الشف : وذلك بأن يكون مكتوباً باللون الرمادي الخفيف مع وجود نموذج للحرف يقوم الطفل بشفه أو المرور فوقه بالقلم أو تلوين الحرف. ? مرحلة التنقيط: وفيها يستخدم التدريب الوارد في الكتاب البدء من أول نقطة باللون الأصفر والانتهاء إلى آخر نقطة باللون الأحمر أما النقاط التي بالمنتصف تكون باللون الأخضر، والعلاقة واضحة بينها وبين ألوان إشارات المرور الأصفر (استعد) وضع القلم، الأخضر (سر)، الأحمر (قف) وهذه الطريقة تضفي نوعاً من البهجة والمرح عند الأطفال. ? مرحلة النقل من نموذج: يكون نموذج الحرف مكتوباً والطفل يقوم بنقله. ? مرحلة الكتابة من الذاكرة (الإملاء) حيث تطلب المعلمة من الطفل كتابة الحرف بدون أية مساعدة بمجرد سماع صوته. الأهداف يسعى برنامج حكايات الحروف إلى تحقيق الأهداف التالية: ? توفير خبرات للطفل تساعده على النمو السليم من جميع الجوانب (البدني - العقلي المعرفي- اللغوي - الاجتماعي –الانفعالي). ? تحفيز الأطفال على التعلم من خلال استخدام أسلوب التعلم النشط الذي يشرك الطفل اشتراكاً فعالاً ومباشراً في عملية التعلم مما يحثه ويثير فضوله ويجعله أكثر تركيزا وانتباها وإقبالا على التعلم. ? تدريب الطفل على الإصغاء (الاستماع) الجيد. ? تدريب الطفل على النطق الواضح السليم. ? تنمية مفردات الطفل اللغوية وإصلاح تراكيب الجمل. ? تنمية المهارات الخاصة بعملية القراءة والكتابة، وإثراء المحصول اللغوي للطفل عن طريق المحادثة والحوار. ? تدريب الطفل على سرد الأحداث في تسلسل سليم من خلال سرد القصص. ? تدريب الطفل على التعبير الشفهي حول فكرة معينة. ? تدريب الطفل على التعبير عما في نفسه من مشاعر وأفكار وتخيلات . بناء شخصية الطفل ومفهومه عن ذاته. ? تدريب الطفل على المشاركة في أفكار وأقوال الآخرين. ? تنمية قدرة الطفل على الحوار والمناقشة وإبداء الرأي. ? تدريب الطفل على الاهتمام بمعرفة معاني الكلمات الجديدة. ? إتاحة فرص التعلم الذاتي من خلال الملاحظة والمقارنة والتجريب والاستنتاج. ? إبراز قدرات الأطفال الابتكارية من خلال قياس مدى تذوقهم لأسلوب القصص الأدبي واللغوي. ? تهيئة وتعليم الطفل للقراءة والكتابة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©