السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الإمبراطور».. الوجهان المختلفان!

«الإمبراطور».. الوجهان المختلفان!
3 مارس 2018 22:28
وليد فاروق (دبي) أثار التراجع الواضح لنتائج الوصل خلال الدور الثاني لدوري الخليج العربي، الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، بعدما كان «الإمبراطور» من أبرز المنافسين بقوة على الصدارة في النصف الأول من البطولة، ورشحه الكثيرون للظفر باللقب هذا الموسم، وفجأة ومن دون مقدمات هبط الأداء، مصحوباً بتراجع النتائج، بداية من الدور الثاني، وبالتالي تراجع الفريق إلى المركز الثالث حالياً، بل أصبح على شفا الهبوط إلى الرابع بعد خسارته الأخيرة أمام النصر 1-2، ضمن «الجولة 18»، ليتساوى الفريقان في رصيد «32 نقطة». وللتأكيد على أن ما حدث للوصل هذا الموسم يمثل وجهين لفريقين مختلفين، وخلال الدور الأول نجح «الفهود» في الفوز بـ 7 مباريات، والتعادل 4 مرات، ولم يذق طعم الخسارة في 11 مباراة، وجمع 25 نقطة من 33 نقطة ممكنة بنسبة 75 %، لكن في الدور الثاني وبعد مرور 7 مباريات فقط حتى الآن، خسر «الأصفر» 4 مباريات ولم يفز سوى في مباراتين وتعادل في واحدة، ليحصد 7 نقاط من أصل 21 نقطة ممكنة، ليجمع حتى الآن 33 % فقط من نقاط هذا الدور. ولأن «أهل مكة أدرى بشعابها» حرصنا على استطلاع رأي عدد من نجوم الوصل السابقين، بوصفهم الأكثر قرباً من النادي وظروفه، ولديهم تصور كامل وواضح عن الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الغريب، والمثير أن الآراء جاءت متباينة ولكل منها وجاهته والدوافع التي يستند إليها. في البداية، اعتبر فهد عبد الرحمن نجم الوصل السابق أن «عقلية» اللاعبين هي السبب الأساسي في التراجع، سواء على صعيد النتائج أو المستوى الفني، مشيراً إلى أن معظم اللاعبين المواطنين لا يملكون ثقافة الفوز والاستمرارية فيه، حيث يتوقف طموحهم عند مجرد الفوز في مباراة كبيرة، أو التغلب على فريق بعينه، إلا أن دافع الحفاظ على نغمة الانتصارات طوال الموسم غير موجودة، في ظل شعور معظم اللاعبين بالاطمئنان إلى حصولهم على «رواتبهم» نهاية كل شهر. وكشف نجم الوصل ومنتخبنا الوطني السابق، عن أن غياب اللوائح المنظمة والمحفزة الداخلية تعد من الأسباب الرئيسية لهبوط مستوى العديد من الفرق المحلية، موضحاً أنه طالما الفوز أو الخسارة لن يؤثرا على المقابل المادي الذي يحصل عليه اللاعب، فلن يكون لديه دافع لمواصلة الانتصارات، والوصول إلى المركز الأول، مؤكداً أن غياب مكافأة الفوز في اللوائح، علاوة على عقوبات الخسائر أيضاً، يعد عاملاً مؤثراً جداً في هذا التراجع. ورفض عبد الرحمن تحميل الجهاز الفني أو إدارة النادي مسؤولية هذا التراجع، موضحاً أن المدرب مسؤوليته وضع الخطط الفنية واختيار اللاعبين الأنسب لتنفيذ خططه وقيادتهم في التدريبات وتجهيزهم للمباريات بالشكل الأمثل، ويأتي بعد ذلك دور اللاعبين في تنفيذ كل ذلك داخل أرضية الملعب، وإذا حدث إخفاق فإنه يكون مسؤوليتهم لأنهم أنفسهم من كانوا يؤدون بشكل متميز في الدور الأول. وأشار إلى أن اتهام إدارة النادي بعدم تدعيم دفاعات الفريق بلاعبين مواطنين متميزين مردود عليه، بأن عدد اللاعبين الأكفاء، الذين يمكن أن يكونوا موضع اختيار، قليل في «دورينا»، ومن المؤكد أن متطلباتهم المالية تفوق قدرات الوصل وسقف الرواتب المفترض ألا يتخطاه أي لاعب، وبالتالي اتهام الإدارة بأنها لم تقم بواجبها غير صحيح وغير واقعي. وعلى العكس من ذلك انتقد سعيد عبدالله، لاعب الوصل وعضو مجلس إدارة النادي السابق، إصرار إدارة النادي الحالية إغفال جوانب تدعيم دفاع الفريق للموسم الثاني على التوالي، مقابل التعاقد مع أجانب دون المستوى ولا يحتاجهم الفريق، ممثلين في البرازيلي سيرجنهو في منتصف الموسم الماضي، والأسترالي كاسيرس الذي جلس على دكة البدلاء في بعض المباريات، أو تم استبداله في البعض الآخر، وهو ما يؤكد أن الاختيارات غير صحيحة. وأوضح عبدالله أن إدارة الوصل وللأسف تبدو غير قادرة على استيعاب كل الملاحظات التي وردت إليها بخصوص الشأن الدفاعي، وليس من المعقول إبقاء لاعب أجنبي محسوب على قائمة الفريق الأول على دكة البدلاء، إلا في حال عدم اقتناع الجهاز الفني وحتى الإدارة بما يقدمه من أداء. ورأى سعيد أن تراجع أداء بعض اللاعبين خلال مباريات معينة أمر مفهوم، ومعتاد وهو يحدث لكل اللاعبين، أسوة بما مر به الحارس سلطان المنذري، مضيفاً أن الوصل قوة هجومية كاسحة، وهو قادر على التسجيل في كل المباريات، ولكن عدد الأهداف التي تلج شباك الفريق في كل مباريات خلال الجولات الأخيرة، تؤكد على مشكلة الفريق الدفاعية، وهو ما جعله يتراجع على مستوى المنافسة، بعدما كان في بؤرة المنافسة الدور الأول للدوري. وعلى صعيد «الرأي المحايد»، يرى خليل غانم المحلل الفني، والنجم المونديالي السابق، أن الوصل يملك كل المقومات كفريق قادر على المنافسة سواء على صعيد اللاعبين المتميزين، أو الجهاز الفني المتمكن، أو الجماهير المحبة والداعمة لناديها، وكذلك المساندة الإدارية الواعية، مشيراً إلى اعتقاده أن تراجع أداء الفريق فنياً وعلى صعيد النتائج مرجعه افتقاده سياسة «النفس الطويل». وأوضح غانم أن تراجع الوصل كان من الأمور المحيرة في «دورينا» خلال الدور الثاني، خاصة بعد المستوى الرائع الذي قدمه طوال الدور الأول، وهو ما وضعه في قلب المنافسة، متسلحاً بأجانب هم الأفضل محلياً، ولاعبين مواطنين شباب على أعلى مستوى، قبل أن تختفي عناصر التميز هذه في الدور الثاني، وما يمكن أن يفسر هذا هو افتقاد سياسة النفس الطويل، التي تعنى افتقاد الخبرة وغياب التركيز في بعض المباريات وعدم ثقة بعض اللاعبين بأنفسهم. كما رفض نجمنا المونديالي السابق السير في اتجاه أن سبب التراجع عدم تدعيم صفوف الفريق خاصة خطوطه الدفاعية، مستنداً إلى عنصرين، أولهما أن نفس هؤلاء اللاعبين والمدافعين من تحملوا المسؤولية في الدور الأول، وكانوا محل إشادة من الجميع، والعنصر الثاني، «شح» المدافعين المتميزين المتواجدين في دورينا بصفة عامة، في الوقت الذي يملك فيه الفريق قوة هجومية هائلة قادرة على التسجيل في أي وقت، بما يعد عنصر تفوق للوصل، وتهديداً لمنافسيه، وبالتالي فإن كل المؤشرات توحي بأن افتقاد الفريق سياسة النفس الطويل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©