الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين ··· هل حان وقت تراجع التنجيم السياسي؟

بوتين ··· هل حان وقت تراجع التنجيم السياسي؟
11 ديسمبر 2007 00:15
يوم الجمعة تكهنت بعض وسائل الإعلام الروسية بأن يصبح الرئيس الروسي ''فلاديمير بوتين'' أول رئيس لدولة اتحادية جديدة تضم روسيا وبيلاروسيا؛ والدليل أن ''بوتين'' سيلتقي هذا الأسبوع مع الرئيس البيلاروسي ''ألكسندر لوكاشينكو''، ويمكن أن يكون موضوع اندماج البلدين، الذي طالما نوقش ولم يتحقق، جزءا من المباحثات· وهو ما رد عليه الكرملين بالقول: ''إنها تكهنات خيالية''· الواقع أن التخمين بشأن مخططات الرئيس الروسي لعبة طويلة ومرهقة في موسكو، غير أن بعضا من التنجيم السياسي أخذ في التراجع لأنه يتعين على ''بوتين'' الذي يلزم الصمت أن يكشف عن أوراقه، ذلك أن برنامج انتخابات الثاني من مارس الرئاسية ينص على ضرورة أن يعلن المرشحون عن أنفسهم قبل الثامن عشر من ديسمبر، والمرشحون المعينون من قبل حزب سياسي مسجل قبل الثالث والعشرين من ديسمبر· وبالتالي، فإن دعم ''بوتين'' لمرشح معين هذا الشهر -وهو الذي لا يستطيع الترشح لولاية رئاسية ثالثة بمقتضى الدستور- سيكشف عن نواياه بخصوص المستقبل، إلا أنه لن يكشف بالكامل عن خطوته المقبلة نظرا لأنه وضع عدة سيناريوهات، بعضها لن يتضح حتى بعد انتخاب خلفه، كما يقول بعض المحللين، فحالة عدم اليقين غدت واحدة من الوسائل السياسية الرئيسية للرئيس· وحسب بعض المحللين، فإن هدف ''بوتين'' النهائي ليس ضمان استمرار سياساته فحسب، وإنما اختيار خلف يحفظ السلم بين فصائل الكرملين المتوترة بشكل متزايد· وفي هـــذا الإطـــار، يقـــــــول ''مـــــارك أورنـــــــــــــوف'' -رئيـــس مؤسسة ''إيكسبيرتيز فاونديشن'' وهو معهد بحثي في موسكو-: إن الانتخابات التي فاز فيها حزب ''روسيا المتحدة'' بأغلبية ساحقة، ''كانت مهمة جدا بالنسبة له من أجل السيطرة على رجال الكرملين الذين بدأوا يتشاجرون''، مضيفا: ''إن اختياره سيحدد هيكل السلطة والعلاقات داخل الكرملين حيث لا يوجد توافق بخصوص المستقبل''· وحسب المحللين، فإن ''بوتين''، ومن خلال إثباته للدعم الشعبي الذي يحظى به، يتفادى أن يوصف بالرئيس الضعيف سياسيا، ويستطيع استعمال قوته المستمرة في إخماد المعارك الداخلية التي تظهر· فقد أثارت قضيتان إجراميتان حديثتان المخاوف من أن تعطي مغادرة ''بوتين'' للسلطة، انطلاقةَ حروبٍ داخلية تزعزع الاستقرار بين الأجهزة الأمنية التي تسيطر على النخبة· وتكشف إحدى هاتين القضيتين -اللتين بدأتـــا مــــع اعتقــــال الجنرال ''ألكسنـــدر بولبوف'' -مسؤول في ''مركز محاربة المخدرات الفدرالي''-، في أكتوبر من قبل عملاء جهاز ''إف· إس· بي·'' -الذي خلف جهاز ''الكي· جي· بي·''- النقاب عن الصراعات التي تغذيها المصالح التجارية· وقد كتب ''فيكتور تشيركيسوف'' -رئيس بولبوف في العمل-، في رسالة فريدة إلى صحيفة ''كوميرسانت'' يقول: ''إن حرب الكل ضد الكل'' ستؤدي إلى تفكك تام للشركة''، مضيفا ''إن البناء الاجتماعي برمته سيتداعى ويسقط''· وقد قُرئت الرسالة على نطاق واسع في موسكو على أنها هجوم على مجموعة في الكرملين تضم ''نيكولاي باتروشيف'' -رئيس ''إف· إس· بي·''- و''إيغور سيشين'' -احد أقرب مستشاري بوتين ورئيس شركة ''روزنيفت'' النفطية القوية-؛ ومما يذكر في هذا السياق أن ''بوتين''، الذي يصفه المحللون هنا أحيانا برئيس مجلس شركة الكرملين، كان يقوم بكبح هذه الصراعات الداخلية في معظم الأوقات· فردا على رسالة ''تشيركيسوف''، وجه الرئيس تعنيفا واضحا قال فيه: إنه عندما يزعم أحد بأن هناك ''حربا بين الأجهزة الأمنية''، ''عليه أولا وقبل كل شيء أن يكون ذا سجل نظيف''· ولكنه في اليوم التالي، قام بتعيين ''تشيركيسوف'' رئيسا للجنة جديدة لمحاربة المخدرات، كما زار مقر ''إف· إس· بي·'' في أعقاب توقيف ''بولبوف'' في ما بدا جولة ديبلوماسية مكوكية؛ وفي هذا الإطار، يقول ''سيرجي دورينكو'' -مقدم برنامج على محطة ''إيكو موسكفي'' الإذاعية المستقلة-: ''قبل عامين ربما، كان بوتين يرغب في المغادرة فعلا، ولكنه اليوم لا يستطيع الذهاب''، مضيفا: ''يمكــن أن ينهار كل شيء''· وقد أكد ''بوتين'' مرارا أنه سيحترم الدستـــور، الذي يمنعــه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة؛ ولكنه قــال أيضا إنه ينوي الحفاظ على ما سماها ''السلطــة الأخلاقيــة'' فـي روسيــا، وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ''دميتري بيسكوف'' -الذي كان يتحدث إلى الصحافيين بعد الانتخابات البرلمانيـة الاسبوع الماضـــي-: ''ممـــا لا شــك فيــــه أن دوره سيكون في غاية الأهمية، والأكيد أن خبرته الكبيرة وتجربته الغنية ومواهبه السياسية ستكون مطلوبــة جـــدا''· ثم أضـــاف: إن بوتيـــن ''لن يقوض قدرات الرئيس المقبــل لفدراليــــة روسيـــا''· غير أن الآلية التي سيختارها ''بوتين'' للحفاظ على نفوذه مازالت غامضة· فحاليا، يتم تداول اسمين على الأقل كرئيس مقبل لروسيا، وهما رئيس الوزراء الحالي ''فيكتور زوبكوف'' ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق ''سيرجي إيفانوف''، غير أن ''بوتين''، ومثلما أظهر أكثر من مرة، قادر على مفاجأة الجميع في اللحظة الأخيرة· بالمقابل، يرى بعض المراقبين أن بوتين راحل عن السلطة بالفعل، وأنه بصدد تلميع صورته كشخصية أبوية قوية، مدعومة من قبل أغلبية برلمانية، لحماية خلفه، الذي سيقوم بحمايته بدوره· بيتر فين- موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©