الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كوبا تفتح ذراعيها للمستثمرين الأجانب

كوبا تفتح ذراعيها للمستثمرين الأجانب
9 ديسمبر 2007 23:35
يبدو أن رجال الأعمال الأميركيين باتت تحدوهم الآمال لأول مرة بمستقبل مشرق للاستثمارات في كوبا أثناء معرض التجارة الدولي الذي عقد في العاصمة هافانا مؤخراً بعد أن ظلت هذه الجزيرة الشيوعية ولعقود طويلة تحت أمرة وسيطرة رئيسها الذي أضحى يعاني من وطأة الشيخوخة والأمراض· إذ يقول أحدهم: لقد أصبح فيدل كاسترو في طريقه للرحيل في وقت قريب، وسوف يأتي رئيس ديمقراطي جديد إلى البيت الأبيض، لذا يمكننا أن نقول: وداعاً للعقوبات· وكما ورد في مجلة ''ايكونوميست'' مؤخراً فإن العدد القليل من المستثمرين الأجانب الذين أنفقوا سنوات عديدة في محاولة استدرار الأموال في كوبا ظلوا يعانون الأمرين من وقعهم بين مطرقة العقوبات التجارية الأميركية وسندان البيروقراطية الشيوعية والصفقات التفضيلية التي درجت السلطات على تقديمها لأقرب حلفائها مثل الصين وفنزويلا· لذا فإن أكثر المتفائلين مازالوا يتشككون في إمكانية أن تعود الأمور إلى مسارها الصحيح، إلا أن الآمال انتعشت مؤخراً بعد أن توازت أنباء عن صفقات ضخمة يجري طبخها على نار هادئة بحيث ستشكل مستقبلاً مختلفاً بالكامل بهذه الجزيرة الواعدة، فبعد فترة عامين من المفاوضات يبدو أن الخطط أضحت تمضي قدماً لمصلحة شركة موانئ دبي العالمية من أجل استثمار 250 مليون دولار بغرض تحويل ميناء مارييل المتعثر القديم على بعد مسافة قليلة إلى الغرب من هافانا إلى أحد أكبر المرافق الحديثة لشحن وتفريغ الحاويات، ولقد تم أصلاً الشروع في إعداد دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع· ولعل الاختيار قد وقع على مارييل لأنها أحد أقرب الموانئ في كوبا للولايات المتحدة الأميركية· ولطالما اشتهر هذا الميناء بكثافة حركة النقل بالقوارب في عام 1980 عندما تمكن أكثر من 125 الف شخص من المواطنين الكوبيين من عبور المحيط هرباً من الدولة الفقيرة التي يسيطر عليها الحزب الواحد بحثاً عن الرفاهية والجنة الموعودة في الولايات المتحدة الأميركية· وكما يقول أحد المحللين اللصيقين بالمشروع: إن هذه الصفقة لا تتعلق فقط بشحن البضائع إلى كوبا، وإنما بالدخول أيضاً إلى السوق الأميركي،، علماً بأن الموانئ الأميركية أصبحت تقترب من سعتها الكاملة، كما أن من المرجح أن لا تشهد توسعات كبيرة بسبب القيود البيئية السائدة· لذا فإن ميناء مارييل والتي بات من المتوقع أن تفتح أبوابها أمام الأعمال التجارية بحلول العام 2012 سوف يصبح في فترة ما بعد العقوبات أحد أكثر المحاور التجارية أهمية في العالم بعد أن يتم نقل البضائع من سفن الحاويات الكبيرة في الميناء إلى سفن أصغر حجماً توجهنا إلى عشرات الموانئ في الساحل الجنوبي للولايات المتحدة الأميركية· وعلى الرغم من أن موانئ دبي العالمية رفضت التعليق على الصفقة، إلا أن من المؤكد أن الشركة حريصة على اكتساب موطئ قدم لها لم يكن في الولايات المتحدة الأميركية في حقيقة الأمر، وإنما في أقرب نقطة من سواحلها بعد أن أجبرت في العام الماضي على التخلي عن خطط لإدارة ستة موانئ في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أعرب الكونجرس عن مخاوفه الأمنية· ولكن هل يعني قبول كوبا بمشروع مارييل أن الدولة أصبحت تخطط بجدية لليوم الذي يمكن أن تختفي فيه العقوبات الأميركية؟ إن هذا الأمر ما زال سابقاً لأوانه وخاصة في ظل رفض إدارة بوش التخلي عن القيود التجارية مع الحكومة الكوبية حتى تحت قيادة راؤول كاسترو الشقيق الأصغر للرئيس فيدل وخليفته المنتظر· ولا يوجد سوى مرشح واحد للرئاسة الأميركية (كريس دود الديمقراطي) طالب حتى الآن برفع كامل للعقوبات المفروضة على كوبا، وعلى الجانب الآخر فهنالك دلائل تشير إلى أن المسؤولين الكوبيين باتوا على قناعة بأن أيام العقوبات أصبحت معدودة· فالوزارات الكوبية التي تتعامل مع الاستثمارات الأجنبية والمعروفة اختصاراً باسم حةخض قد عمدت مؤخراً إلى وضع خارطة للمستثمرين الأجانب ترحب فيها بمناقصاتهم على سلسلة من المشاريع من بينها حدائق الألعاب ومارينا اليخوت الفخمة وملاعب الجولف وحتى بناء شركات الخطوط الجوية التي تتطلع معظمها للدخول بكثافة للأسواق الأميركية في المستقبل· وبلاشك فإن رفع العقوبات بصورة نهائية من شأنه أن يوفر أرباحاً ضخمة للمستثمرين الذين لديهم موجودات في كوبا، وسوف تتلقّى جذباً هائلاً من الشركات والمؤسسات الأميركية مثل فندق في العاصمة هافانا على سبيل المثال، ولكن الأمر برمته ربما يحتاج إلى قليل من الصبر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©