باريس ولندن وبرلين وروما مستعدة للاعتراف باستقلال كوسوفو

وجهت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا أمس رسالة إلى الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي تدعوها فيها الى تحمل مسؤولياتها حول كوسوفو بعد فشل المفاوضات بين الصرب والكوسوفيين، وأعلنت في الوقت نفسه استعدادها بوضوح للإعتراف باستقلال لامفر منه للإقليم· بينما لوحت الولايات المتحدة ضمنياً بدعم الإستقلال، وأصرت روسيا على موقفها الرافض والمهدد بساتخدام حق النقض ''الفيتو'' ضد مثل هذه الخطوة· وأعلن وزراء خارجية الدول الأربع ان مواصلة المفاوضات التي تنتهي رسميا غدا الاثنين ستكون بدون فائدة وحتى يمكن ان ''تؤدي الى تصلب'' مواقف الصرب والانفصاليين في كوسوفو· ودعوا الشركاء الاخرين في الاتحاد الاوروبي الى ''القيام بدور رئيسي لانهاء العملية حول وضع اقليم كوسوفو الصربي''· وطلبوا منهم ايضا ان ''يكونوا مستعدين وبالتعاون مع الامين العام للامم المتحدة الى ارسال قوة كبيرة من الشرطة وبعثة من القضاء الى الاقليم وتقديم مساهمة كبيرة للمكتب الدولي الذي سيحل محل مهمة الامم المتحدة في كوسوفو''· وأبدت الدول الاربع استعدادها للاعتراف بإعلان استقلال كوسوفو خلال الاشهر المقبلة، رغم تحفظ اسبانيا واليونان وسلوفاكيا وقبرص· واعترفت في رسالتها بان استقلال كوسوفو ''سوف يفرض بوضوح مشاكل على صربيا''· وقريبا من هذا الموقف ألمحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى دعم الإستقلال بشكل ضمني عندما صرحت قائلة ''بما أن الدبلوماسيين فشلوا في التوصل إلى حل عبر التفاوض بين الجانبين، فقد حان الوقت للانتقال إلى الخطوة التالية''· وحذرت من أن ''تجاهل حقيقة الموقف لن يحقق الاستقرار في منطقة البلقان وأيضا تأجيل القرارات التي يجب اتخاذها مهما كانت صعبة''· بينما جدد نظيرها الروسي سيرجي لافروف موقف بلاده المعارض لأي حل لا يتمتع بتأييد مجلس الأمن الدولي· جاء ذلك بعدما خلص وسطاء ''الترويكا'' المعنية بالإقليم (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) في تقرير سلموه الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان 4 اشهر من المفاوضات لم تسمح بالتوصل الى اتفاق حول وضع كوسوفو النهائي بين الصرب وألبان الاقليم· وقال التقرير''بعد 120 يوما من المفاوضات المكثفة، عجز الطرفان عن التوصل الى اتفاق حول وضع كوسوفو وذلك أمر مؤسف نظرا الى ان اتفاقاً تفاوضياً هو لمصلحة الطرفين''· وأضاف ''لم يشأ أي طرف التراجع بشأن مسألة السيادة الرئيسية وكانت جلسات المفاوضات طويلة وشاقة في غالب الاحيان مع خلفية إرث من عدم الثقة المتبادل واحقاد تاريخية بعد نزاعات العقد الماضي''· من جهة أخرى اشتبك صرب غاضبون من الدعم الغربي لاستقلال الإقليم مع جنود لحلف شمال الأطلسي ''الناتو'' خلال اجتماع مع مراقب الأمم المتحدة وقائد قوات الحلف· وذكرت محطة التلفزيون العامة في كوسوفو شجاراً بالأيدي بين سكان من جيب جوراجديفاتش الذي تسكنه أغلبية صربية وجنود الحلف· وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة يواخيم رويكر إنه سيقدم شكوى للمنظمة الدولية، مضيفا ''هذا غير مقبول، انه تهديد بتأثير فعلي إلى حد كبير من بلجراد''، وغادر القرية في حراسة الشرطة·