الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إلهام منصور: النقاد لا يواكبون نتاج المرأة الإبداعي

إلهام منصور: النقاد لا يواكبون نتاج المرأة الإبداعي
7 ديسمبر 2007 23:30
الدكتورة إلهام سامي منصور، روائية وأستاذة الفلسفة بالجامعة اللبنانية، لها عدة روايات وسير ذاتية ودراسات في الفكر العربي وتراجم، شاركت مؤخراً في ملتقى سرديات الكاتبة العربية بالجزائر ولفتت الانتباه بمحاضرتها عن تجربتها الرواية في ''القول النسوي'' وبمداخلاتها العديدة أثناء النقاشات· ''الاتحاد'' التقتها على هامش الملتقى وحاورتها حول تجربة الرواية النسوية في الوطن العربي؛ دوافع الكتابة وكيفية تعامل النقاد مع الظاهرة، وتحدي التابوهات، ومسائل أخرى في ثنايا هذا الحوار· عجز الناقد ü ظهر في السنوات الأخيرة عددٌ كبير من الروايات النسوية، هل هي الحاجةُ إلى الكتابة واثبات الذات أم بدافع الظهور، أم رغبة في التمرد على الرجل؟ üü الثلاثة معاً؛ هي رغبة في الكتابة ورغبة في إثبات الذات، ولكنها ليست موجهة ضد الرجل بقدر ما هي موجهة لاكتشاف الذات ومعرفتها، وهناك كتابات جاءت بدافع حب الظهور ولا أنكر ذلك؛ دافعها الأول الدعاية والظهور لا أكثر، ولكن هناك كتابات جيدة وعلى مستوى راق يدل على محاولة إثبات الذات· ü وهل واكبتها حركةٌ نقدية موضوعية؟ üü أظن أن الناقد أصبح عاجزا عن مواكبة الحالة السردية القائمة الآن، لأنه لا يزال يعيش على أفكارٍ سابقة ولا يلحق بمتغيرات الفرد الحالي، هذا ينطبق على روايات الجنسين معا، ولكني أتحدث أكثر عن الرواية النسوية أو ''الإنسوية'' كما أسميها، وقد اشتققتها من كلمة إنسان وهذا مصطلح أعتمد عليه في كتبي ونصوصي الروائية؛ إذ أني في كتبي حاولت أن أجد التوافق والتوازي بين الاثنين، بحيث تكون حقوقهما متساوية، وبالتالي فإن التشديد على الاختلاف لدى''الإنسة'' يدل بالضرورة على أن هذا الكائن ''الإنسوي'' مختلفٌ عن الرجل، وبالتالي يجب أن يكون إلى جانبه، لا يلغيه ولا يحل محله· من الناحية اللغوية هو مشتق من لفظ إنسان، وهو لفظ مثنى يدل على الجنسين معا، واللغة العربية هي الوحيدة التي تضم هذا المصطلح، مما يدل على المساواة بين الجنسين وعدم التفريق بينهما، وهي ميزة لغوية مهمة جدا· أما كلمة امرأة فهي تذكير بالمرء، والمرءُ هو النكرة غير معروف الهوية، ولهذا السبب فضلت استعمال كلمة''إنسة'' بدل امرأةٍ نكرة تبقى عرضة للاضطهاد والغبن· تحدي التابوهات ü قلت إن الحركة النقدية لم تواكب هذا الزخم الكبير من الروايات النسوية العربية، هل تعتقدين أن الأمر متعمَّد؟ üü لا، ولكن النقاد ليس لديهم الأدوات التي يستطيعون بها مواكبة ما يحدث في الساحة، الناقد هو دائماً تابعٌ للأدب، تكثر النصوصُ الأدبية ثم يستخرج النقد أدواته منها، وما حدث أن النقد لا يزال يحتفظ بأدوات العصور الفائتة ويحاول أن يسقطها على النصوص الأدبية الجديدة، وهذا لا يؤدي إلى نتائج جيدة لأن النصوص الحديثة متغيرة عن النصوص القديمة، وبالتالي يجب أن تكون لها أدواتُها الخاصة بالنقد، وعلى الناقد أن يلحق بهذه النصوص ويستخرج أدواته منها؛ أي يبتدع أدواتٍ جديدة لمتابعة النصوص الجديدة· ü يقول بعض النقاد إن تحدي بعض الكاتبات للتابوهات هو تغطية على عجزهن عن الإبداع، ما مدى وجاهة هذا الطرح؟ üü يمكن أن يكون هذا صحيحاً لدى بعض الكاتبات اللواتي ليس لديهن خلفياتٌ ثقافية ثقيلة، ولكن كثيرا من الكاتبات يهتكن هذه التابوهات كنوع من عملية التحرر وإثبات الذات وإظهار مكامن الخطأ، وليس للظهور· سير ذاتية ü أليس من الطبيعي أن ينصبَّ النقدُ على الكِتابات المُبتذلة؟ üü طبعاً هذا ما يجب أن يكون، هناك كتاباتٌ حول الجنس مبتذلة ورخيصة جدا وتجارية وموجهة للاستهلاك، لكن بالمقابل هناك مقاربة لموضوع الجنس بشكل راقٍ وعلمي وجمالي· ü لديكم أربع سير ذاتية كاملة، ما سرّ التركيز على هذا الجانب؟ üü الكاتب أو الإنسان هو مثل كتلة الصوف التي تحتوي ألواناً عديدة وأنا في كل سيرة أحاول أن أسحب خيطاً منها يحتوي لوناً معيَّناً وأتكلم عنه، وحتى الآن تراكم لديّ أربعة مؤلفات سير- ذاتية وكل سيرة مختلفة عن الأخرى لأنها تتناول جانباً معيناً· ü من خلال مطالعتك لسير ذاتيةٍ نسوية، هل لاحظت أن درجة الجرأة فيها كانت عالية؟ üü هناك كتبٌ جريئة، وكتبٌ أخرى تتوارى فيها الكاتبة وراء شعارات وموضوعات وكلمات تجمِّل صورتها· أنا أقول إنني في سيري وضعتُ نفسي في غرفة من زجاج، ولكنه زجاجٌ مصفح لا يخترقه الرصاص· ü ظهرت في العشريتين الأخيرتين أكثر من 150 رواية نسوية عربية، ماذا أضافت للأدب العربي برأيك؟ üü بنظري، أفسحت هذه الروايات المجالَ للمرأة لأن تكون وأعطتها حيِّزا من الوجود وهذا شيءٌ إيجابيٌ جدا، وأتصور أن هذا سيتوسع أكثر في المستقبل ليستقطب المزيدَ من النساء·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©