الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استفزازات فيروسية!

استفزازات فيروسية!
4 مايو 2009 00:22
في زمن إنفلونزا الخنازير والطيور وفيروسات سارس وايبولا والالتهابات الكبدية، يجب على كل من يبحث عن النجاة ويأمل في السلامة أن يراجع حالته المزاجية، ويسعى إلى ترويض مشاعره وتخفيف توتره، فقد أظهرت أبحاث علمية جداً أن الحالة الانفعالية، تؤثر على قدرة الجسم على مقاومة كل أشكال الأحياء المجهرية، وأن أصحاب الشخصية المتوترة القلقة سهلة الاستثارة والانفعال، أكثر عرضة للأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية، مقارنة بأصحاب الشخصية الباردة الهادئة غير المبالية. هذه الحقيقة غير السارة بالنسبة للمتوترين القلقين دائماً، وأنا منهم، هي محصلة دراسة طريفة حول علاقة نمط الشخصية بالصحة العضوية، انتهت إلى أن الاستسلام للانفعالات العصبية والتوترات النفسية، لا يقل خطورة على الصحة عن أمراض سوء التغذية وسوء السلوك. فقد أكد فريق من الباحثين في جامعة بيتسبره الأميركية، أن نوعية ونمط الشخصية التي تميز إنساناً عن آخر، تلعب دوراً مهماً وحاسماً في تحديد مدى القدرة على مقاومة الأمراض، عن طريق التأثير على قدرات وفاعلية جهاز المناعة الذي يتولى حماية الجسم من الكائنات المجهرية.. وقالوا، في مقال نشر بدورية طبية أميركية مؤخرا، إن نوعية الشخصية ومواصفاتها وخصالها تؤثر على قدرة جهاز المناعة على مواجهة المرض، أي أن الأشخاص ذوي المعدلات العالية من التنبه العصبي لا يتمتعون بجهاز مناعة قوي بما فيه الكفاية. خلال الدراسة تم حقن ثمانين متطوعاً بلقاح للوقاية من التهاب كبدي فيروسي، بعد تحديد طبيعة شخصياتهم ودرجة تنبههم العصبي. وتبين للعلماء أن من لديهم درجات عالية من التنبه العصبي، أي من يميلون إلى التقلبات المزاجية الشديدة، وإلى التعصب، ومن تسهل استثارتهم وتعريضهم للضغط والاضطراب النفسي والإجهاد العصبي، تكون استجاباتهم للقاحات الواقية من الأمراض المعدية، والتي تعتمد في تأثيرها على تحفيز المناعة الطبيعية للجسم عن طريق فيروسات ضعيفة أو أجسام مناعية مضادة لفيروس ما، أقل بكثير من استجابات أصحاب الدم البارد وهدوء الأعصاب المستفز. هل تنجح فيروسات الانفلونزا بأنواعها في تعديل الاستجابات العصبية للبشر .. هل يجعلهم الخوف من فتك الفيروسات «الخنازيرية» أكثر هدوء وقناعة ورضا وصبرا وقبولا للآخر؟.. لا أعتقد. صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©