الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في مركز تعليم الكبار «البطين».. أمهات وربات بيوت في فصول العلم

في مركز تعليم الكبار «البطين».. أمهات وربات بيوت في فصول العلم
4 مايو 2009 00:20
أمهات وربات بيوت وجدن الحل في أن يعدن إلى الدراسة في «مركز تعليم الكبار» فرع البطين وهو تابع لمؤسسة التنمية الأسرية. فما قصة هذا المركز؟.. وما خطته في استقبال فتيات ونساء فاتهم قطار التعليم؟.. وما سر الإقبال عليه من دارسات جرهن الحنين إلى منبر التعليم في هذه السن الكبيرة؟ إنها قصص وحكايات انطلقت من داخل هذا المركز وتخطت أسواره لتعلن عن تجارب حقيقية لدارسات انتصرن على السنين وعدن إلى فصول العلم.. التفاصيل في السطور التالية.. بداية تقول الأستاذة فاطمة السويدي، مدرسة مادة التاريخ في المركز، إن «مركز تعليم الكبار» يتيح الفرصة للمحرومات من التعليم، والشابات اللواتي ابتعدن عن الدراسة، والراغبات في استكمال تعليمهن. وتضيف السويدي إن دخول المركز غير مشروط بالنسبة للعمر، والبعض يعتقد أن المركز يهتم فقط بتعليم الحرف والأشغال اليدوية، رغم أنه يؤدي دوره التعليمي في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ملتزما بمناهج وزارة التربية. ويوجد إقبال متزايد على التسجيل. وفي عام 2009 فزنا بالمشروع الأول، «التعليم الذاتي» وقدره 100 ألف درهم، وكذلك مشروع «بيئتي تفوقي» 10 آلاف درهم ويعود إلى المركز ليوفر بيئة جاذبة للدارسات. وتضيف السويدي: نحن نعمل مع الدارسات لخلق البيئة التعليمية الجاذبة، وكذلك عندنا مدرسات تم ترشيحهن لجائزة الشيخ خليفة التربوية. الكاتب الماهر وتحدثت مواهب محسن بلال مدرسة ومنسقة اللغة الإنجليزية، قائلة: إننا نعمل على مشاريع مختلفة لرفع مستوى اللغة الإنجليزية، كما بدأنا مشروع «الكاتب الماهر» في 2008، وفي هذا العام كان مشروع رفع مستوى القراءة من الألف إلى الياء Reading A-Z مع التنسيق مع مدربات التعليم العالي دورة CEPA، كذلك اشتغل قسم اللغة الإنجليزية على منحة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للمواصلات، والتعليم الذاتي وفاز بها المركز. وتضيف مواهب أننا نجد بعض الصعوبات بالتلقي والتواصل، بسبب الفجوة البعيدة بين الراغبات في الدراسة وفرصتهن بالتعليم في وقته المناسب، ولكننا دائما نجد الحلول ونصل إلى الهدف الذي نسعى إليه. وحدثتنا فاطمة جمعة التي تواصل دراستها في الصف الثاني التكميلي عن علم الفلك وأهم الأجهزة مثل جهاز «الأسطرلاب» وهو يستعمل في معرفة الأجرام وأوقات الصلاة، موضحة أن أهم المراصد كانت في بغداد وقد استخدموا «المزولة الشمسية» في معرفة الأوقات. ابن فرناس وبن ماجد وحول علم الفضاء والطيران تتحدث الدارسة ديقة سعيد وهي تشرح عن عباس بن فرناس الذي غطى جسمه بالريش وحاول الطيران، وتضيف بأن عباس هو أول من صنع الزجاج من الرمل، وتعلق: أنا بدأت القراءة من الصفر، وكان لدي خوف شديد، ولكن المعلمات في المؤسسة أبعدن هذا الخوف والقلق عني، وبدأت فورا بالحفظ والاستماع، واليوم أنا في الثاني التكميلي، وتؤكد ديقة: إنني سوف أكمل دراستي إن شاء الله وسوف أتعلم اللغة الإنجليزية لأن التعليم ليس له عمر. وعن علم الملاحة تشرح الدارسة ميساء أن أحمد بن ماجد هو الذي ابتكر البوصلة أي الأبرة المغناطيسة وكذلك سوف تكمل تعليمها في المركز ومنه تريد أن تنتقل إلى الجامعة. ومن بين الدارسات المتفوقات نعمة محمد التي تقول: جئت المركز منذ ثلاث سنوات ودخلت مبتدئة، واليوم أصبحت في الثاني التكميلي لأنني استطعت تحصيل صفين في كل عام. وقد حدثتنا عن علماء الطب من ابن النفيس إلى الرازي وابن سينا، وتجاربهم على الحيوانات، وكذلك اختراع خيوط الجراحة. ابن بطوطة وسيبويه أما في المجال الأدبي فتقول فطوم السيد: أنا أقرأ باستمرار وأحب الثقافة وهدفي أن أكون مدرسة أدب عربي، الخطة عندي إلى الجامعة، وبعد أن بدأت بالدراسة في هذا المركز الذي وفر لي فرصة استكمال تعليمي، سأظل أهتم باللغة العربية لأنها تمثل هويتنا، وكذلك أحب أن أقرأ عن الرحالة العرب ويعجبني ابن بطوطة لأنه صبور، وقد ترك لنا المعرفة عن الشعوب المختلفة في البلدان التي سافر إليها، وتقول مريم: أنا بدأت الدراسة في الخمسين، إن العمر لا يجب أن يكون عقبة أمام العلم والتقدم، إن شاء الله سوف أكمل. وبعد أن انتهيت من أداء رسالتي كأم عدت إلى الدراسة، واليوم زوجي وأولادي فرحون بي. التقينا منى سالم وهي بعمر 29 سنة وجاءت إلى المركز لتستكمل تعليمها، بعد أن انقطعت لفترة طويلة عن الدراسة من المرحلة الإعدادية، وتقول: هنا في المركز المعاملة حسنة والمدرسات يتعاملن مع الدارسات بطريقة سهلة ومباشرة. وتحدثت عن علمائنا باللغة وقد أطلقت عليهم اسم «علماء الحروف العربية» مثل، سيبويه وهو عمر بن عثمان بن قنبر، وسيبويه كلمة فارسية تعني رائحة التفاح، وهو اسم للتدليل كانت أمه تناديه به في صغره، وقد اشتهر في براعته في النحو والعربية وله مؤلف واحد فقط «الكتاب»، وجاء الاسم بعد وفاته لأنه لم يمتد به العمر حتى يصدر الكتاب. وتضيف منى لتشرح عن أبي الأسود الدؤلي، وهو أول من وضع علم النحو وشكل المصحف، مولود قبل الهجرة توفي 69 هـ وهو من البصرة، وبأنه أول من وضع النقاط على الحروف العربية، مشيرة أن ميولها علمية ولكنها تحب الشعر وتأمل أن تكون مدرسة وتساعد أولادها ويفخروا بها وكذلك تكون قدوة لهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©