السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إقبال على اقتناء الكؤوس الكلاسيكية المبتكرة

إقبال على اقتناء الكؤوس الكلاسيكية المبتكرة
7 ديسمبر 2007 00:40
هل يصحّ القول بأن لذّة الشراب تكمن في شكل الوعاء الذي يوضع فيه؟· لا بد أن الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا هذه السلسلة من الكؤوس قبل بضع مئات السنين كانوا يؤمنون بهذا الطرح؛ أو أنهم كانوا مجرّد لاعبين جدد يبحثون عن طرق مبتكرة لاقتناص الشيء اليسير من أموال الألوف من أصحاب الملايين والملوك والأمراء الذين عاشوا في ذلك الزمان· ومن المؤكد أنهم كانوا يجهلون تماماً أن هذه التحف التي أبدعوها ستتحول في يومنا هذا إلى كنوز يباع كل منها ببضعة ألوف الدولارات· وقد تفوز هذه المجموعات الرائعة من الكؤوس النادرة ذات التصميم الراقي والتي تتنافس على بيعها عدة محال متخصصة ببيع التحف والمشغولات الفضّية في لندن، باهتمام هواة اقتناء النوادر والأشياء الثمينة؛ وهي قادرة على إضافة نقاط ثمينة إلى مستوى أناقة قاعات وغرف الاستقبال الوثيرة· وعادة ما تكون هذه الكؤوس على شكل مجموعة متكاملة (طقم) تتألف من ست أو ثماني قطع يتراوح سعر الواحد منها بين خمسة آلاف إلى 10 آلاف دولار· وقد لا يبدو هذا السعر مرتفعاً عندما يعلم مقتنيها أنها كانت تزيّن طاولات ملوك وأمراء كبار في الأوقات السالفة· وهي تتميز بأنها ليست وليدة خطوط الإنتاج التي تقذف بها من دون حساب، بل إنها منحوتة نحتاً بأيادٍ كان لها باع طويل في فن التشكيل اليدوي للفضّة· والآن ·· أصبحت هذه التحف النادرة تفوز باهتمام عدد كبير من أصحاب الملايين الجدد الذين أفرزتهم حالة الوفرة والرخاء والثراء التي يشهدها العالم منذ حين· ومن هؤلاء، الإنجليزي روبرت جودوين مدير التسويق في شركة للاستثمارات التكنولوجية يوجد مقرها في لندن والذي أراد إرضاء زوجته بلفتة ذات تكلفة باهظة فاقتنى لها أربعة كؤوس فضية من مشغولات أواسط القرن التاسع عشر يفوق ثمنها 30 ألف دولار· وقال جودوين وهو يتغزّل بمقتنياته الجديدة: (إنها لسعادة كبرى أن يمتلك المرء مثل هذه التحف؛ وبالرغم من أنني لا أعتبر نفسي واحداً من المتمرسين بهواية جمع التحف ونوادر الأشياء، إلا أنني أشعر بمتعة امتلاك هذه الكؤوس الرائعة ولا أشك في أنني سأقتني المزيد منها)· وتتوفر الآن في محال بيع التحف اللندنية مجموعات من الكؤوس النادرة التي يعود بعضها إلى البدايات الأولى للقرن الثامن عشر إلا أنها لا زالت تحتفظ بأشكالها ونقوشها الجميلة وتصاميمها الهندسية البارعة· وتقول كاترينا بورز التي نشرت تقريراً كاملاً حول هذه الكؤوس الرائعة في الملحق الأسبوعي لصحيفة (فاينانشيال تايمز) إن من يكتب له أن يرتشف من أحدها الماء أو أي شراب آخر فسوف يشعر بالسعادة الحقيقية لامتلاكها· وربما كانت الأهمية الكبرى لهذه المجموعات من الكؤوس هي التي تكمن في معانيها ومدلولاتها التاريخية والتشكيلية· فهي تقدم الكثير من القراءات التحليلية عن المراتب العالية التي بلغتها أذواق الحرفيين والتشكيليين في أزمنة تميزت بتفجّر الأحاسيس الراقية والخيالات الخصبة؛ تلك الأزمنة التي تميزت بظهور مبدعين كبار في مختلف ضروب الفنون من أمثال ميكائيل أنجلو في فن النحت والتصوير، وجوجان ورينوار وغيرهما في فن التشكيل بالزيت، وبيتهوفن وموزارت وغيرهما في الموسيقى· --------------
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©