السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشروعات الطاقة المتجددة تسيل لعاب المستثمرين

مشروعات الطاقة المتجددة تسيل لعاب المستثمرين
7 ديسمبر 2007 00:25
يعتبر الاستثمار في المشاريع الهادفة للدفاع عن البيئة، من أهم التحولات التي تشهدها أسواق المال العالمية· وأصبحت المصطلحات الجديدة المتعلقة بهذا المحرك الاستثماري الفعال تملأ الصحف المتخصصة· ومن بين هذه المصطلحات ''الصناديق البيئية'' التي تتيح لمشغليها خيارات متنوعة للنمو وحصد العوائد والأرباح؛ وتوصف بأنها استثمارات متخصصة بالتركيز على مقاومة ومكافحة كافة العوامل التي تساهم في ظاهرة التغير المناخي· وتساءل تقرير نشرته صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'': ما الذي يمكنك أن تفعله كمستثمر في تحقيق الأرباح العالية من خلال التصدي لظاهرة التغير المناخي؟· ويجيب عن ذلك بالإشارة إلى أن أصحاب القرار السياسي وعامة الناس أصبحوا يمارسون الآن الضغوط على الشركات بكافة أنواعها لاتخاذ الإجراءات الصارمة التي تضمن لها ممارسة نشاطاتها بأساليب نظيفة لا تسيء إلى البيئة· وهذا التحول النوعي المهم في وظائف الشركات يشبه ذلك الذي حدث عندما دقت ساعة العولمة الاقتصادية عقب ابتداع الانترنت وتطور وسائل الاتصالات، وحيث وجدت الشركات العالمية الكبرى نفسها مجبرة على التكيّف مع الوضع الجديد حتى لا تفقد مواقعها في الأسواق· وتتحدث إيما هاوارد بويد رئيسة قسم الاستثمار والحوكمة في شركة ''جوبيتير آسيت مانجمنت'' التي يوجد مقرها في لندن، عن عدة عوامل مهمة تلعب دورها في حدوث هذا التحول؛ من أهمها الاهتمام المتزايد بوضع الأطر التشريعية والقانونية الصارمة لحماية البيئة في كل دول العالم· وحيثما يذهب المرء في هذا العالم فإنه سيلاحظ تزايد التركيز على وضع السياسات المتعلقة بنظافة البيئة وأمن الطاقة· ويكمن العامل الثاني في أن الشركات العالمية الكبرى أصبحت تلتزم بمبادرات تطوعية لوضع سياسات بيئية ترمي إلى الحد من التلوث البيئي، وغالباً ما تعمد لدعمها بصناديق خاصة للإنفاق على تنفيذها· ويرتبط العامل الثالث بموقف الرأي العام وحيث أصبح المستهلك أكثر اهتماماً بإجراء نوع من الربط بين قراره في شراء سلعة ما وبين درجة تأثير هذا القرار على البيئة· وطالما أن هذه العوامل أصبحت حقائق قائمة في الأسواق بالفعل، وسوف تتعزّز أكثر وأكثر بمرور الوقت، فإن هذا يؤكد أن على كل شركة مهما كان نوع تخصصها أو إنتاجها، أن تضع المسألة البيئية على رأس قائمة اهتماماتها· وهناك طرق عديدة لتحقيق هذا الهدف، من أهمها البحث عن أنظف الطرق لصنع المنتجات وتقديم الخدمات، والحرص الدائم على الالتزام بشعار ''الصداقة مع البيئة''· ويشير التقرير إلى أن الصناديق البيئية يمكن أن تعد نقطة انطلاق تفتح الأبواب أمام الكثير من الخيارات الاستثمارية التي تتجدد في الأسواق كل يوم· وهناك أيضاً صناديق التغير المناخي climate-change funds التي تهتم بالمشاريع الهادفة إلى تخفيض معدلات إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو؛ و''صـــناديق تنظيـــــــف البيئة'' clean-environment funds التي تهتم بمشاريع مكافحة التلوث بشكل عام· ونقرأ أيضاً أسماء أخرى تندرج في نفس الإطار مثل صناديق الرياح، وصناديق المياه، والصناديق الشمسية ·· والعديد من الأسماء ذات الصلة التي تضمها القائمة· وحول الخيارات الاستثمارية التي تتيحها هذه الصناديق يقول الدكتور ثييمو لانج مدير البرامج الاستثمارية في شركة ''سام لإدارة الأصول المستدامة'' في زيوريخ: ''يمكن للمدير الإداري أن يستفيد من المرونة الفائقة التي تتيحها له صناديق البيئة في مجالات الاستثمار المالي· ولن يكون مجبراً على توظيف أمواله في مشروع بيئي محدد، بل يمكنه أن يوظفها في مجموعة من المشاريع ذات العوائد الربحية في نفس الوقت''· ويفضل الدكتور لانج التذكير بأن الاستثمار في مشاريع توليد الطاقة من مصادرها المستدامة كالطاقة الشمسية والرياح وحركة التيارات البحرية، هي الآن من أفضل الخيارات لأنها تنطوي على عوائد كبيرة وطلب متزايد· ويضيف لهذه الملاحظات المهمة قوله: ''لا شك أن حاجة مجتمعاتنا إلى الطاقة سوف تزداد بشكل مضطرد في المستقبل· وإن لمن المؤكد أن هذا التطور سوف يستمر على أبعد مدى''· وتخلص بولجار من تقريرها إلى أن الاهتمام بالاستثمارات البيئية أصبح بالغ القوة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة؛ وهو يسجل الآن نمواً هائلاً في آسيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©