الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغارة "جعيتا" لؤلؤة جبال لبنان

مغارة "جعيتا" لؤلؤة جبال لبنان
6 ابريل 2008 02:08
''مغارة جعيتا''··· لؤلؤة السياحة في لبنان، وتحفه طبيعية حبا الله سبحانه وتعالى بها هذا البلد الجميل، وجعل منها أعجوبة فريدة، لا يوجد لها مثيل على سطح الكرة الأرضيّة· وتعتبر ''مغارة جعيتا'' من أروع التحف الطبيعية في الشرق الأوسط ومن أجمل المغارات التي تعرف إليها الإنسان عبر العصور الحديثة والقديمة، وهي تتكون من طبقتين، الأولى مغارة سفلية يطلق عليها اسم ''البلورة المائية''، ويتدفق منها نهر جوفي يشكّل الجزء المغمور من منابع نهر الكلب، اكتشفها مصادفة الفرنسي طومسون عام 1836 وافتتحت أمام الجمهور عام ،1958 وتتم زيارتها بواسطة قوارب صغيرة وتمتد لمسافة 500 متر من أصل 6200 متر، وتغلق أمام الزائرين عند ارتفاع منسوب المياه في الشتاء لبضعة أيام فقط في السنة، أمّا المغارة العليا، والتي اكتشفها منقبون لبنانيون عبر المغارة المائية عام ،1958 فقد افتتحت عام 1969 بعد تجهيزها بممرات للمشاة تلائم طبيعة المغارة، وذلك لتأمّل التماثيل والمنحوتات الطبيعية الخلابة المكونة من رواسب كلسية هابطة وصاعدة على مسافة 750 متراً من أصل 2200 متر· ولإبراز جمال المغارة ولكي يستمتع المشاهد بعجائب الطبيعة من شلالات بلورية وتماثيل من الصواعد والهوابط والستائر الشفافة، وضعت إنارة مميزة تلائم بيئة المغارة الحساسة، وتضفي على المكان ألواناً جمالية فاتنة، تجعل من المشاهد الطبيعية لوحات مسكوبة بقالب عجائبي ليس من صنع الإنسان، وعملت الطبيعة على تكوينه ليصبح آية من الجمال الفاتن· ومن الغرابة أن تمتاز المغارة بدرجات حرارة ثابتة، حيث تحافظ الحرارة داخل المغارة على 16 درجة على مدار السنة في الطبقة السفلى، وعلى 22 درجة مئوية في الطبقة العليا طوال أيام السنة، مما يتيح للزائر التجول في جو دافئ طوال فصل الشتاء ويصبح هذا الجو منعشاً في فصل الصيف· إعادة الافتتاح وكانت مغارة جعيتا قد أقفلت أمام الزوّار والسيّاح لمدة 20 عاماً بسبب الحرب الأهلية، وأُعيد افتتاحها بتاريخ 16 يوليو عام ،1995 بعدما جُهزت بأحدث التقنيات، والإضاءة المتميزة بألوان تنعكس بأنوارها على المنحوتات الطبيعية فتزيدها جمالاً إلى جمال· ولفرادة المغارة، أكد د· نبيل حداد مدير الشركة المستثمرة لهذا المرفق السياحي المهم، أن هناك جهوداً جبارة بُذلت للمحافظة على بيئتها الطبيعية، لتبقى معْلَماً أمام الأجيال القادمة، مثالاً ومشهداً أميناً على التراث الطبيعي الجميل للبنان· ولفهم ألغاز مكوناتها، يُعرض في صالة خاصة عند مدخل المغارة، فيلم وثائقي بالصوت والصورة مدته 21 دقيقة بعدة لغات، يشرح كيفية تكوين المنحوتات العجيبة في جوف الجبل وتسمياتها وتاريخها· وتشكّل المغارة نقطة جذب مهمة للسيّاح الذين يقصدون لبنان للاستجمام والراحة من جميع أنحاء العالم نظراً لأهميتها البيئية والثقافية والجمالية· تبدأ زيارة المغارة برحلة في ''التلفريك''، حيث يستمتع الزائر بمشاهدة منظر طبيعي رائع فوق وادي نهر الكلب وسط جبال خضراء لتنتهي الرحلة أمام المغارة العليا، وإذا كان السائح يفضّل وسيلة انتقال أرضيّة، فإنّ القطار الجميل يكون بانتظاره ويجوب بين المغارتين· وتقع مغارة جعيتا على بعد 18 كلم إلى الشمال من بيروت ويحتضنها وادي نهر الكلب، وهي تختزن في حناياها أسرار الطبيعة العجيبة التي تجلّت فيها قدرة الخالق سبحانه وتعالى، في يد الطبيعة الخلابة في أحشاء الجبل، لتتكون منها أروع عجائب الطبيعة الحية في العالم بأسره· وخلال تجوال الزائر في مرفق المغارة، يستوقفه مشهد الحيوانات الداجنة على جانبي الطريق مثل: الأرانب، البط، الأوز، الطيور، الماعز، الدجاج، الطاووس، ليتعرف إليها عن قرب، إضافة إلى ذلك لا بدّ للسائح أن يتوقف ليتأمل منحوتة ''حارس الزمن''، وهي أكبر منحونة في الشرق الأوسط، عبارة عن قرية لبنانية مصغرة، وينهي رحلته بمشاهدة عرض سينمائي مثير، للسينما المصغرة ثلاثية الأبعاد، يحكي رحلة الزمن مع مغارة جعيتا·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©