الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراقير الحرفة تقليدية والأيادي آسيوية

القراقير الحرفة تقليدية والأيادي آسيوية
6 ابريل 2008 01:56
يعتبر الصيد ''بالقراقير'' أو ''الدوباية'' إحدى طرق الصيد المنتشرة في كل دول الخليج· وتتركز هذه الحرفة في المناطق التي يرتكز اقتصادها على صيد الأسماك· ويفضل الكثير من الصيادين استخدام هذه الطريقة السريعة في الصيد، وهي تتم غالبا في الأماكن الصخرية أو الطينية أو أماكن تواجد الشعاب المرجانية حيث يصعب استعمال الشباك، كما انها تحتفظ بالأسماك طازجة مقارنة بأدوات الصيد الأخرى· ولا تختلف نوعيات الأسماك التي يتم صيدها بـ ''القراقير'' من ناحية الصنف والفصيلة، إلا إنها تختلف من ناحية الحجم، عن القراقير وطريقة صنعها كانت لنا وقفة مع أبو راشد· علي عيسى احد صيادي السمك في الشارقة والمعروف ''أبو راشد''، قضى أكثر من (20 سنة) في البحر، يقول: ''لقد أوشكت هذه المهنة على الانقراض بعد ظهور الكثير من وسائل الصيد الحديثة، والصيد له فن وقواعد، فليس كل من ''هبَّ ودبَّ'' يعرف صناعة ''الدوباية''، التي تحتاج صناعتها الى الكثير من الخبرة والمهارة''· وحول الأجزاء التي يتكون منها ''القرقور'' يضيف أبو راشد: يتكون القرقور من ثلاثة أجزاء: الجسم الرئيسي يكون بشكل قبة، أما القاعدة فتكون على شكل دائري، بينما النفق أو الفم على شكل قمع، وعند جمع جميع الأجزاء الثلاثة بعد تقوية القاعدة يكون القرقور على شكل ''بيت الاسكيمو'' مع باب بيضاوي في الجزء السفلي منه وملاصق للقاعدة نوعا ما· وينقسم الصيد بالأقفاص الحديدية (القراقير) إلى عدة أنواع منها ''الدوابي'' وهي الأكبر، والدوابي نوعان: ''سيم'' رفيع و''سيم'' متين؛ بمعنى سمك الحديد المستخدم في صناعتها نوعان ''متين ورفيع''، الرفيع يستخدم في فصل الصيف، والمتين في فصل الشتاء· والقرقور عادة عبارة عن غرفة على شكل نصف دائرة، لها مدخل مخروطي الشكل ضيقا في طرفه الأخير· ويختلف من حيث الحجم بين كبير ومتوسط وصغير، وكلها تصنع يدويا من سلك معدني ذات مقاس (20/24)، مغطى بطبقة من الزنك تبلغ سماكتها من (1 2 إلى 0 ،8 مليميتر، وتقاس في منطقة الخليج ''بالباع''، ويستغرق العمل في القراقير عادة يومين، ويتكون من طبقتين لكل طبقة يوم، يوم للطول ويوم آخر للارتفاع حيث يقارب ارتفاع القراقير حوالي ''متر وربع''· أما مدخل القرقور فيكون على شكل مخروطي، ويوضع داخل القرقور شبك من حديد، مهمته منع السمك من الوصول إلى الطعم بعد دخولها· وغالبا ما يكون الطعم عبارة عن القباقب أو أسماك صغيرة أو وضع الحشائش في حال غياب الصياد· وعند إنزال القرقور إلى قاع البحر يوضع في أسفله ثقل معين لكي يقوم بتثبيته في القاع، بالإضافة إلى حبل متين لاستخدامه في رفع القرقور من البحر، ويزيد طول الحبل مرتين عن عمق المنطقة التي يتم فيها الصيد، كما يُربط حبل بطرف الحبل الأول ويعلق بعد (2ـ3) عوامة ويبلغ طولها ''2 متر''، كذلك يوضع حجر ثالث في وسط الحبل الذي به قرقور· وعن أسعار القراقير يؤكد أبو راشد ان ارتفاع أسعار الأسلاك المعدنية أدى إلى ارتفاع أسعار ''القراقير'' أيضاً، حيث يبلغ سعر الصغير منها (ارتفاعها عشرين دورا) من 50ـ70 درهم، بينما القراقير ذات الحجم الكبير فيتراوح سعر الواحد منها بين (150ـ 300)، درهم أما مدة صلاحية ''القراقير'' للصيد فتصل إلى قرابة السنتين، أبو راشد الذي يؤكد أن أفضل موسم للصيد بالقراقير يقع في الفترة بين ''مارس إلى سبتمبر'' لا يخفي قلقه على هذه المهنة التي عمل بها الأجداد وحافظوا عليها من الاندثار، لأن من يقومون عليها الآن من الجالية الآسيوية ولا يدركون قيمة هذا العمل والصنعة، ولا يملكون الخبرة لصناعتها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©