اللوغاريتمات أرهقت الطلاب ·· والامتحان تضمن أفكاراً من الفيزياء !

عاش طلاب القسم الأدبي بالصف الثاني عشر أمس لحظات من السعادة مع امتحان التاريخ الذي جاء بسيطا ومباشرا وفي مستوى الطالب المتوسط، وذلك بعد بداية صعبة لامتحانات الفصل الدراسي الأول أول أمس مع امتحاني علم النفس والاقتصاد، وفي بداية ''غير متوقعة'' لامتحانات القسم العلمي، شهدت لجان امتحانية حالات إغماء وصراخ لطلاب وطالبات مع امتحان مادة الرياضيات الذي جاء - وفقا لآراء الطلاب ومعلمي المادة وأولياء الأمور- معقدا· وأجمع طلاب القسم العلمي على صعوبة الامتحان الذي جاء في 13 ورقة امتحانية وخمسة أسئلة، مؤكدين في الوقت ذاته أن الامتحان تضمن أفكارا من مادة ''الفيزياء''، وأخرى من منهاج قديم يعود إلى عام 2001 وليس من واقع المنهاج توفير نماذج امتحانية أو دليل تقويم· في مدرسة دبي للتعليم الثانوي التي تصل الكثافة الطلابية بها إلى 550 طالبا، إضافة إلى 88من طلاب المنازل الذين يؤدون الامتحانات بها، عاش طلاب القسم العلمي 3 ساعات متواصلة من التركيز الشديد مع مادة الرياضيات محاولين فك لوغريتمات الأسئلة، وهو ما حدث في مدرسة الوحيدة للتعليم الثانوي التي رصدت لجان المتابعة بها تحفظات كثيرة على محتوى الامتحان، وأكد الطالب عبدالعزيز عبدالله على صعوبة الامتحان، حيث يهدف في المقام الأول إلى اكتشاف الطالب المتفوق دون النظر إلى مستوى الطلاب العاديين· ولم يختلف الوضع كثيرا في كل من مدرسة الشعراوي للتعليم الثانوي، ومدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي، حيث شكا طلاب القسم العلمي بالمدرستين من أن الأسئلة كانت غير مباشرة· واتفق الطالبان أحمد المرزوقي وهشام هاشم على أن امتحان التاريخ جاء من الكتاب المدرسي بما يتناسب مع مهارات وإمكانيات الطالب المتوسط· وفي مدرسة ماريا القبطية للتعليم الثانوي'' بنات'' أجمعت الطالبات على صعوبة الامتحان، مؤكدات أنه تضمن تفاصيل من المنهاج القديم للمادة، وتعجبت الطالبات من عدم وجود نماذج أسئلة ودليل للمادة، منتقدات طرح الوزارة للكتاب المدرسي فقط بدون أية وسائل مساعدة، وأوضحت خولة محمد معلمة رياضيات أن الامتحان تضمن بالفعل أفكارا كانت موجودة في المنهاج القديم، وثمة تعليمات واضحة صدرت من التوجيه التربوي بالتعامل فقط مع المنهج الجديد للمادة، لافتة إلى الطلاب ضحايا فصل دراسي قصير زمنيا· من جانبها، قللت وزارة التربية والتعليم من شكاوى الطلاب حول صعوبة الامتحان، مشيرة إلى أن أسئلته من الكتاب المدرسي ولا توجد به أخطاء علمية، كما أن كافة التعبيرات والألفاظ المستخدمة موجودة بالنص في الكتاب· وشدد أحمد أبو يوسف موجه أول الرياضيات وعضو فريق تصميم وإعداد الورقة الامتحانية على أن الامتحان يراعي الفروق الفردية بين الطلاب· ولفت أبو يوسف إلى أن 10 % من الأسئلة كانت لقياس الفروق الفردية بين الطلاب، معلنا عن أن ''التربية'' تسعى خلال السنوات المقبلة لرفع تلك النسبة لتصل إلى 50 % من محتوى الامتحان· ولفت إلى أن الرياضيات لم تعد بمعزل عن غيرها من العلوم، وهذا ما أكد عليه الكتاب المدرسي الذي وردت به تمارين ذات علاقة بالكيمياء والفيزياء· وأوضــح أن الوزارة عندما قـــررت عدم طرح نماذج أسئلة مع المنهاج الجديد، كانت تهدف إلى القضاء على ثقافة الحفظ في مادة علمية تعتمد على الفهم·