الإمارات تضيق الخناق على المدخنين

تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الشهر الحالي تقريراً لمنظمة الصحة العالمية حول استراتيجية الدولة لمكافحة التبغ ومدى التزامها بتطبيق مبادئ الاتفاقية الإطارية للمكافحة التي انضمت الدولة إلى عضويتها ضمن 150 دولة· ويدخل دولة الإمارات العربية المتحدة التي تبذل جهوداً حثيثة لتضييق الخناق على المدخنين ومنعه في المناطق العامة والمغلقة في إطار استراتيجية المكافحة 16 مليون كيلو جرام من التبغ سنوياً لأغراض الاستهلاك المحلي وإعادة التصدير بحسب تقديرات الهيئة الاتحادية للجمارك تقدر قيمتها بـ 800 مليون درهم· فيما يصل حجم إنفاق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على التبغ سنويا إلى 830 مليون دولار سنوياً (3,04 مليار درهم)· وقالت الدكتورة وداد الميدور مديرة إدارة الرعاية الصحية الأولية في دبي رئيس فريق مكافحة التبغ في وزارة الصحة ''إن التقرير الذي ستقدمه الدولة لمنظمة الصحة العالمية يتضمن مساعي الدولة لمكافحة التبغ وبرامج التوعية'' والخطوات التي تقوم بها وزارة الصحة والمؤسسات المجتمعية والجهات الرسمية لمكافحة التبغ والحد من مبيعاته خصوصاً للأطفال القصر ومدى التزام الدولة ببنود الاتفاقية الإطارية للمكافحة والتي تتضمن 38 بنداً· وتسارعت وتيرة خطوات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية بحسب الميدور لمكافحة التبغ ومحاصرة المدخنين، واتخذت إجراءات لمنع التدخين في المناطق العامة والمؤسسات والدوائر الحكومية· وصدرت خلال اليومين الماضيين قرارات في العين والشارقة بمنع التدخين في المناطق العامة المغلقة· وتبدأ مدينة العين تطبيق قرار حظر التدخين في المناطق المغلقة في منتصف أبريل الحالي فيما تبدأ بلدية الشارقة تطبيق القرار على المناطق العامة المغلقة بعد شهرين· ويذكر أن إمارة الشارقة تعتبر الإمارة الوحيدة على مستوى الدولة التي منعت تدخين الشيشة في المقاهي منذ سنوات· وكانت أبوظبي ودبي قد منعتا التدخين في إطار حملات المكافحة في المؤسسات الحكومية والرسمية والمطارات والمولات التجارية· ورغم الحملات المستمرة لمكافحة التدخين والتوعية بأضراره إلا أن نسب التدخين تتزايد في أوساط الشباب والمراهقين والفتيات في الإمارة بحسب الدكتورة مريم المطروشي مديرة الإدارة المركزية للصحة المدرسية مديرة مكافحة الأمراض في وزارة الصحة· وقالت المطروشي ''إن نسب التدخين بين الطلاب والمراهقين تتزايد بشكل ملفت وأشارت إلى أن المسوحات التي أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في عام 2002 وعام 2005 برهنت على زيادة التدخين بين المراهقين والشباب خصوصاً طلبة المدارس· وأشار مسح 2002 إلى أن 14,3 من الطلبة الذكور مدخنون و2,9 % من الطالبات يتعاطين السجائر وأكثر من 25 % من الطلبة غير المدخنين جربوا التدخين· فيما اظهر مسح 2005 الذي شمل 16 ألفاً و447 شاباً ومراهقاً في الدولة أن نسبة التدخين ارتفعت بين الطلبة الى 34,4 % ووصلت لدى الطالبات 14,4 % فيما بلغت النسبة العامة للذكـــــور 34,4 % ولــدى الإناث 24,9 %· واعتبرت المطروشي هذه النسب مؤشراً ودافعاً لبذل المزيد من الجهود لمكافحة آفة التدخين التي تقتل على مستوى العالم حوالي خمسة ملايين نسمة بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية ويتوقع أن ترتفع في عام 2020 إلى 10 ملايين نسمة· وأشارت وداد الميدور رئيس قسم المكافحة في وزارة الصحة إلى خطوات الوزارة في مجال المكافحة ومساعدة المدخنين على الإقلاع وقالت ''توجد في كل من أبوظبي ودبي الشارقة ورأس الخيمة عيادات لمساعدة المدخنين على الإقلاع ويتردد على هذه العيادات أكثر من 700 مدخن بالإضافة الى عيادات في أبوظبي وسيتم خلال الشهر الحالي افتتاح عيادتين في كل من عجمان والفجيرة· ويسبب التدخين العديد من الأمراض القاتلة مثل سرطان الرئة والحنجرة والالتهاب الشعبي المزمن والجيوب الأنفية وأمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الفم والفك واللثة وتحتوي السيجارة الواحدة على مواد سامة تتراوح بين أربعة إلى ستة آلاف مادة·