أكثر من مجرد كلمة

أعتقد أن الإجازات الشتوية هذا العام كانت أكثر من مثيلاتها في الأعوام السابقة، فقد تداخلت إجازات العيد الوطني مع عيد الأضحى مع العام الجديد، ولا نزال في انتظار رأس السنة الهجرية مع منتصف السنة، وجاءت هذه الإجازات في موسم الشتاء الذي ننعم فيه بأفضل أحوال الطقس في منطقة الخليج· وهذه الإجازات الطويلة -والتي أحسنت الأجهزة الرسمية المختلفة الاحتفال بها- أوجدت فرصة كبيرة لتنشيط السياحة الداخلية في الإمارات، والبينية في الخليج والمنطقة العربية، وبدأت الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال تنتبه إلى معنى كلمة ''السياحة والرحلات السياحية'' وترتيبها وتنظيمها بشكل يفوق ما كان يحدث في الماضي· أصبحت كلمة السياحة الآن في حياة المواطن الخليجي أكثر من كلمة، ولم تعد تلك الكلمة البعيدة عن قاموس الحياة اليومية، والتي ربما كانت تعني في الماضي ذلك الشخص الأوروبي الذي يضع قبعة على رأسة ويسير بجوار المتاحف والآثار· أصبحت السياحة كلمة مؤثرة على اقتصادنا ونشاطنا وتواصلنا مع العالم، أصبحت الإمارات على خريطة السياحة العالمية بقوة، وأصبح السائح الإماراتي سائحاً محترفاً وليس هاوياً وأصبحنا نستقبل سياحاً حقيقيين في بلادنا، ونذهب كسياح حقيقيين إلى البلاد الأخرى· وبلا أدنى شك أن الإمارات كان لها السبق في إدخال صناعة السياحة إلى منطقة الخليج، تلك المنطقة التي كانت مصدرة للسياحة فقط في فترة ما، واستطاعت الإمارات أن تقود المنطقة بأكملها إلى ذلك العالم الجديد الذي أصبح الآن يعني المستقبل بالنسبة للمنطقة· وهذه الريادة تحتم علينا أن نكون سباقين دائماً، وأن نخطو خطوات جديدة نحو مستقبل سياحي مشرق لهذه المنطقة الواعدة، لذلك يجب أن نبدأ في ترسيخ كلمة السياحة بشكل أكبر في المجتمع، وأن تكون بالنسبة لنا أكثر من مجرد كلمة·· تكون ثقافة مجتمع، وعلماً ودراسة· لهذا أعتقد أنه آن الأوان لأن تكون السياحة في مناهجنا الدراسية، والآن نعلم الأجيال الجديدة كيف يتعاملون مع السياحة، وكيف يستفيدون منها ويفيدون فيها·· كيف يتواصلون مع العالم، سواء جاء إليهم في صورة سائح أو ذهبوا هم إليه في نفس الصورة · وعلى الإمارات أن تكون سباقة في المنطقة بالكامل في هذه الخطوة، وأن تبدأ ولو بكتاب صغير يتطور مع الوقت ويدخل مناهجنا بقوة، والمسألة ليست صعبة··خاصة إذا بدأت في الإمارات التي عودتنا أن تتجاوز كل الصعوبات· وحياكم الله·· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية