الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عامر بن شراحيل رجل للدين والدنيا

12 فبراير 2015 23:59
القاهرة (الاتحاد) هو عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمر الهمداني الشعبي، وضعه أصحاب السير ضمن رجال الطبقة الثانية من جيل التابعين، بينما صنفه صاحب كتاب «تهذيب التهذيب» في الطبقة الثالثة. ولد عامر بن شراحيل في السنة السادسة من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وترجع أصوله إلى «حمير»، وتنقل بين أكثر من مكان، حيث سافر إلى المدينة المنورة، ثم إلى خرسان، وعاش في الكوفة فترة طويلة. لازم عامر عدداً كبيراً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم على أيديهم، ونهل من علمهم، وقد ذكر أبو نعيم في «الحلية» أن عامر بن شراحيل الشعبي أدرك 500 من الصحابة وأشهر الذين تعلم على أيديهم، وأخذ عنهم هم عبدالله بن عمر، وحبر الأمة عبدالله بن عباس، كما نهل من علم السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتعلم الحساب من الحارث بن الأعور. حبه للعلم أحب عامر الشعبي العلم حبا جما، وولع به حتى أنه كان يسافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليحفظ كلمة تنفعه، ما ضيع سفره ولا وقته، وقد بلغ من علمه أنه كان يقول أقل شيء تعلَمته الشعر، ولو شئت لأنشدتكم منه شهرا دون أن أعيد شيئا مما أنشدته، وكان الإمام الزهري يقول العلماء أربعة، سعيد بن المسيب في المدينة، وعامر الشعبي في الكوفة، والحسن البصري في البصرة، ومكحول في الشام، وقد تمتع عامر بقوة الذاكرة، وكان يقول عن نفسه ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده عليَّ. ولما وصلت الخلافة إلى عبدالملك بن مروان كتب الخليفة إلى الحجاج عامله على العراق أن ابعث إليَّ رجلا يصلح للدين والدنيا، أتخذه نديما أو جليسا، فبعث إليه بالشعبي فجعله من خاصته، وأخذ يفزع إلى علمه في المعضلات. شهد بذكائه ملك الروم وشهد بذكاء عامر ملك الروم فقد وجهه عبدالملك بن مروان إلى ملك الروم في بعض أموره فاستكثر الشعبي فقال له أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال لا ولما أراد الرجوع إلى عبدالملك حمله رقعة لطيفة وقال له إذا رجعت إلى صاحبك وأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة، فلما صار الشعبي إلى عبدالملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده فلما خرج ذكر الرقعة فرجع فقال يا أمير المؤمنين إنه حملني إليك رقعة نسيتها حتى خرجت وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض فقرأها عبدالملك فأمر برده فقال: أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قال لا قال فيها عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا أفتدري لم كتب إلى بهذا؟ قال لا قال حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك فقال الشعبي لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني فبلغ ذلك ملك الروم فذكر عبدالملك فقال لله أبوه والله ما أردت إلا ذاك. واشتهر عامر بالتواضع الجم، حيث يروى أن شخصا خاطبه قائلا أجبني أيها الفقيه العالم، قال ويحك لا تقول بما ليس فينا، الفقيه من تورع عن محارم الله، والعالم من خشي الله، وأين نحن من ذلك، لسنا بفقهاء ولا علماء ولكنا قوم قد سمعنا حديثًا فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله والعالم من خاف الله. توفي الشعبي بالكوفة سنة خمس ومئة وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل توفي سنة 104 من الهجرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©