السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمم المتحدة.. استغاثة من المجاعة

15 مارس 2017 01:00
دعت الأمم المتحدة إلى توحيد الجهود بين دولها الأعضاء لمواجهة «أكبر أزمة إنسانية» يشهدها العالم منذ أكثر من 70 عاماً. وقال «ستيفن أوبراين»، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة بالمنظمة، يوم الجمعة إن أكثر من 20 مليون شخص في اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا يواجهون خطر المجاعة والموت جوعاً، وحث الدول الأعضاء على تقديم مزيد من المساعدات المالية، مشيراً إلى الحاجة إلى تقديم 4.4 مليار دولار بحلول شهر يوليو للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة. وقال «أوبراين» - أثناء تقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة عن الوضع في البلدان المتأثرة بالصراعات - «إننا نقف عند نقطة حرجة من التاريخ، فنحن مع بداية العام الجديد نواجه أكبر أزمة إنسانية منذ إنشاء الأمم المتحدة». وأضاف: «إن الجهود العالمية الجماعية والمنسقة» هي في غاية الأهمية لإنقاذ المحتاجين، وفي ظل الصراعات الجارية في المنطقة، هناك 12 مليون شخص في اليمن و7.5 مليون في جنوب السودان و6.2 مليون في الصومال و10.7 مليون في نيجيريا يحتاجون إلى مساعدات فورية، ومعظمهم يواجهون حالة من انعدام الأمن الغذائي وخطر الموت جوعاً. وقال مناشداً رئيس وأعضاء مجلس الأمن: «إن الأطفال غير مكتملي النمو ولا يذهبون إلى المدرسة، ومن دون مساعدة، كثير من الناس سيموتون من الجوع كما هو متوقع، سيتم فقدان سبل العيش وسيتم فقدان المكاسب السياسية التي تحققت على مدى السنوات القليلة الماضية». واستطرد: «سيكون هناك الكثير من النازحين الذين سيواصلون التنقل بحثاً عن البقاء، الأمر الذي يخلق مزيداً من عدم الاستقرار أكثر من أي وقت مضى في مناطق بأكملها». وعلى الرغم من التعهدات بتقديم المساعدة، فإن المنظمة لم تتلق حتى الآن سوى 6 في المائة فقط من الأموال التي وعدت الدول بتقديمها. وفي حين تعهدت 14 جهة مانحة بتقديم مبلغ 672 مليون دولار لنيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد، بما في ذلك 458 مليون دولار للعمل الإنساني، إلا أن هذه المبالغ لا تزال أقل بكثير من المبالغ التي تحتاج إليها المنطقة بقيمة 1.5 مليار دولار، وفقاً لما ذكره المسؤول الدولي. وناشد «أوبراين» الجهات المانحة لتقديم التبرعات، مشيراً إلى الوضع المزري في هذه البلدان. وعلى وجه الدقة بحسب ما قال، نحن بحاجة إلى 4.4 مليار دولار بحلول شهر يوليو من هذا العام، وهذه هي التكلفة المفصلة وليس رقماً قابلاً للتفاوض. ومن جانبه، قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مناشدات مماثلة الشهر الماضي، قائلاً إن الأمم المتحدة لم تحصل سوى على 90 مليون دولار حتى الآن في عام 2017. واقترح «أوبراين» قيام المجتمع الدولي بثلاثة إجراءات إضافية لمنع انتشار المجاعة على نطاق واسع. وهذه الإجراءات تتلخص في استعادة سبل الحصول بطرق عادية على الطعام في هذه الدول، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بطريقة آمنة ودون وجود عوائق، علاوة إلى التوصل إلى حل سياسي لإنهاء القتال الذي شرد الملايين وأدى في أحيان كثيرة إلى حرمان السكان من الطعام. وأوضح أن جميع البلدان الأربعة مشتركة في أمر واحد: الصراع. وهذا يعني أننا - وأنتم – لدينا الإمكانية لمنع ذلك، ومنع مزيد من البؤس والمعاناة. وجدير بالذكر أن مكتب الشؤون الإنسانية ليس أول من أشار إلى هذه الأزمة الإنسانية، ففي 21 فبراير أعلن صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) أن ما يقرب من 1.4 مليون طفل أفريقي يواجهون «خطراً وشيكاً» من الموت بسبب المجاعة في هذه الدول الأربع. وقال المدير التنفيذي لليونيسيف أنطوني ليك إن «الوقت ينفد بالنسبة لأكثر من مليون طفل». وحسب «أوبراين»، فإن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني تستجيب لهذا الوضع. ويقول (لدينا استراتيجية منسقة وأولويات في كل بلد. ولدينا القيادة الصحيحة وفرق شجاعة ومتفانية على الأرض. إننا نعمل جنباً إلى جنب مع شركاء التنمية لتحقيق الإدماج المطلوب لإنقاذ الأرواح مع دعم التنمية المستدامة طويلة الأجل. ونحن بحاجة لزيادة نطاق هذا الجهد). واختتم قائلاً: «الوضع بالنسبة للناس في كل دولة من الدول الأربع بات ملحاً، ومن دون وجود استجابة قوية من جانب المجتمع الدولي، فإن الوضع سيزداد سوءاً. إن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد لتوسيع نطاق المساعدات، بيد أننا بحاجة إلى الوصول الآمن والأموال لبذل المزيد من الجهد. من الممكن تفادي هذه الأزمة، والحيلولة دون حدوث مثل هذه المجاعات، ومنع الكوارث الإنسانية التي تلوح في الأفق). *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©