لافروف: طهران تهدر فرص الحوار

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أن “سلوك التحدي” الذي تنتهجه طهران بشأن أزمة برنامجها النووي، من شأنه تفويت فرصة التحاور بينها وبين المجتمع الدولي حول الملف المثير للجدل محذراً من حزمة عقوبات رابعة. في حين قالت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون “اعتمدنا الوسائل الدبلوماسية واعتبرنا أنها الخطوة الجيدة التي يتعين القيام بها. لكننا بلغنا في الوقت الراهن مرحلة نطالب فيها بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال”. وأعلن لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأميركية، عقب مباحثات أجرتها في موسكو أمس مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، “طهران تهدر فرصة إرساء حوار سليم ومفيد مع المجتمع الدولي على قاعدة الاقتراحات التي تم طرحها” بشأن برنامجها النووي. وكرر الوزير الروسي تأكيده أن موسكو لم تعد ترفض مبدأ فرض عقوبات على إيران التي يتهمها الغرب بالسعي إلى تطوير سلاح نووي. وأضاف لافروف “كما قال الرئيس ميدفيديف، العقوبات نادراً ما تكون مفيدة، ولكن قد نصل إلى وضع يتبين فيه أن لا مفر منها. ولا نستبعد حصول حال كهذه مع إيران” مشدداً على أن “العقوبات ينبغي أن تكون ذكية.. من دون تأثير إنساني سلبي على السكان”، في ما يشير إلى تأكيد معارضة موسكو لعقوبات مشددة تريد واشنطن فرضها على طهران. وبدت تصريحات الوزير الروسي تعبر عن الإحباط بسبب عدم تهدئة إيران للمخاوف بشأن برنامجها النووي. لكنها لم تصل إلى درجة تأييد العقوبات المشددة التي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده ستتابعها، وقال لافروف إن الأنشطة النووية الإيرانية لا تمثل أي تهديد حالي. وأوضح “التقارير التي ينشرها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل دوري، تحوي تقييمات محددة جداً ولا تعطي سبباً لأي نوع من القلق”. ولكنه أضاف “لكن ذلك لا يعني أننا راضون عن التصرفات الإيرانية...ما نراه هو أنهم يدعون فرصة إقامة حوار طبيعي ومنهجي ومتبادل النفع مع المجتمع الدولي تضيع”. من جانبها، أكدت هيلاري بقولها “نعمل في شكل حثيث في مجلس الأمن للتوصل إلى قرار يعبر عن الاستياء من الموقف الإيراني..والاتفاق على منظومة من العقوبات الذكية، كما أسماها الرئيس ميدفيديف، آملين بتغيير سلوك المسؤولين الإيرانيين”. وتبنى مجلس الأمن حتى الآن 5 قرارات منها 3 مرفقة بعقوبات، لمطالبة إيران بوقف أنشطتها النووية الحساسة، لا سيما تخصيب اليورانيوم. لكن إيران تجاهلتها كلها مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي. واقترب الموقف الروسي حول فرض عقوبات على إيران من موقف البلدان الغربية في الأشهر الأخيرة. لكن واشنطن وموسكو اختلفتا أمس الأول، حول موضوع محطة بوشهر النووية التي تبنيها روسيا في إيران على خلفية إعلان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أنها ستبدأ العمل هذا الصيف، لكن الوزيرة الأميركية اعتبرت أن الموضوع “سابق لأوانه”. تسوية كل المشاكل الأساسية بشأن معاهدة لخفض الأسلحة النووية موسكو (أ ف ب، رويترز) - أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، تسوية المشاكل الأساسية المرتبطة باتفاق جديد يحل محل معاهدة “ستارت 1” الروسية الأميركية لخفض الأسلحة النووية. وصرحت هيلاري عقب لقائها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بقولها “إننا متفائلون بالتقدم نحو معاهدة ستارت الجديدة. لقد أعلن مفاوضونا أنهم توصلوا إلى حل كل المشاكل الأساسية”. وأضافت “ما زال هناك بعض القضايا التقنية، لكننا على وشك توقيع اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وروسيا”. وانتهت مهلة سريان معاهدة نزع الأسلحة “ستارت 1” المبرمة عام 1991 بين الدولتين، في الخامس من ديسمبر 2009. ويتفاوض الوفدان الروسي والأميركي منذ أشهر عدة في جنيف من أجل التوصل إلى معاهدة جديدة تحل محلها. وتعلن موسكو وواشنطن منذ بداية السنة أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق، ولكن لم يتم بعد تحديد أي موعد لتوقيع الاتفاق الجديد. وكانت الوزيرة الأميركية أعلنت أمس الأول، ان من المنتظر ان يوقع الجانبان على اتفاق لخفض الأسلحة النووية “قريباً”، لكنها أقرت بأن المفاوضين لم ينتهوا بعد من عملهم بشأن معاهدة جديدة.