المالكي: لا سلام في العراق دون تقدم اقتصادي

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووفد وزاري عراقي مرافق له في لندن الليلة قبل الماضية خلال مؤتمر نظموه لجذب المستثمرين الدوليين إلى العراق، أن بلادهم أصبحت مفتوحة الآن للتجارة والاستثمار• وربطوا نجاح مشروع المصالحة السياسية العراقية بالحاجة إلى استثمارات أجنبية واسعة النطاق من أجل توفير فرص العمل وتقديم خدمات وإعادة بناء البنية التحتية المنهارة • وقال المالكي لدى افتتاحه المؤتمر ''لا يمكننا المحافظة على السلام في العراق بدون تحقيق تقدم اقتصادي، فالأمن والتنمية الاقتصادية يجب أن يحظيا بنفس القدر من الاهتمام''، مؤكدا أن الوضع الأمني تحسن بشكل كبير عما كان عليه في فترة ما بعد غزو قوات التحالف الغربي قيادة الولايات المتحدة للبلاد• وأضاف ''العراق بلد ديمقراطي ومكان تحترم فيه الحريات وسيادة القانون''• وتعليقا على تجدد أحداث العنف في العراق، قال رئيس الوزراء العراقي للشؤون الاقتصادية برهم صالح خلال افتتاح المؤتمر ''إن العراقيين يرفضون التطرف والعنف ورغم حوادث العنف التي اندلعت فجأة، فإن العنف يعد في أدنى مستوى له منذ سقوط نظام صدام حسين''• وأضاف أن توفير فرص العمل والخدمات هو أفضل وسيلة لمواجهة التمرد''• وقال صالح ''إن العراقيين والأميركيين والبريطانيانيين يجب أن يشعروا بالفخر ازاء تحسن الوضع الأمني في البلاد، لكن قوى التطرف ستغتنم الفرصة اذا استمر الجمود في عملية المصالحة''• وأوضح ''علينا ان نتذكر أنه إذا لم نحل المسائل السياسية الأساسية في مجتمعاتنا، فهذه التحسنات الامنية لن تدوم• هذا آخر تحدٍ للعراق''• وأقر صالح إن السياسيين في بغداد يحتاجون الى ''بذل الكثير من الجهود بشأن مسائل المصالحة السياسية وتقاسم السلطة والتعديلات الدستورية وغيرها''• وقال ''إذا لم نفعل هذه الأمور في الوقت المناسب، فسنقدم للمتطرفين فرصة لاثارة الفوضى''• وتابع ''إن المسألة الرئيسية هي أن تشعر مختلف الفصائل العراقية بأنها مشمولة في العملية السياسية''• وقد أعلن الوفد العراقي خلال المؤتمر خطة لتوفير 500 فرصة استثمارية في 11 قطاعا منها النفط والبنية التحتية والخدمات المصرفية والمالية والسياحة• وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن وزارة النفط العراقية ستـــــــقدم فرصا استثمارية في حقول نفط جنوب العراق ، لاسيما الناصرية والعمارة• وقال رئيس ''الهيئة الوطنية للاستثمار'' في العراق سامي الأعرجي انه سيتم عرض 500 فرصة استثمارية قيمتها 500 مليار دولار• وركز في حديثه على حصة قطاع الإسكان في صفقة المشروعات المطروحة• وأضاف أن رجال أعمال عراقيين سيقدمون مبادرات وخطط للاستثمار في العراق بهدف إزالة مخاوف الشركات الأجنبية إزاء ذلك•ودعا وزير التجارة البريطاني اللوردبيتر ماندلسون في كلمة أمام المؤتمر إلى استغلال احتياطي العراق من النفط البالغ 115 مليار برميل لإعادة بناء البلاد• وشارك في المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان ''الاستثمار في العراق''، 520 موفداً من شركات عراقية وبريطانية ومتعددة الجنسيات عاملة في العراق أو مهتمة بالعمل هناك• في غضون ذلك، أعلنت الحكومة العراقية في بيان رسمي أن المالكي و رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وقعا في لندن أمس الأول اتفاقية شراكة بين بلديهما لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات بعد انتهاء مهمة القوات البريطانية القتالية في العراق، كما ناقشا وموقف بريطانيا في مراجعة القرارات الدولية الخاصة بالعراق• وذكر البيان أيضاً أن برهم صالح وماندلسون وقعا اتفاقية التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتقنية والمهنية و تشمل الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المصرفية والطاقة والبيئة والنفط والغاز والنقل والتعليم والتصنيع والاسكان والخدمات العامة ومعدات وأجهزة الدفاع والأمن وأي مجالات أخرى يحددها الطرفان• في سياق متصل، صرح المتحدث باسم لجيش العراقي في محافظة البصرة جنوبي العراق العقيد عباس التميمي بأن القوات البحرية العراقية تسلمت من القوات البريطانية ولأميركية أمس الأول ميناء خور العمية العراقي في رأس الخليج العربي المخصص لعمليات رسو وتحميل ناقلات النفط ليصبح تحت السيطرة الكاملة للقوات العراقية• وقال لوكالة أنباء ''أصوات العراق'' إن عملية تسلم هذا الميناء وهو أكثر الموانئ العراقية أهمية بوصفه المنفذ النفطي الأول، تعبر عن استقرار الوضع الأمني بعد عمليات ''صولة الفرسان'' العسكرية في البصرة ربيع العام الماضي وستمكن الجيش العراقي من السيطرة على جميع الموانئ