واشنطن تنفي اعتزامها إقامة قواعد دائمة في العراق

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أمس ان الولايات المتحدة لا تملك مشروعا لاقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق، وذلك بعيد إعلان مسؤول أميركي كبير ان هذه القواعد ستكون جزءا من المواضيع التي سيتم التفاوض عليها مع بغداد· وقالت المتحدثة للصحافيين ''لا نسعى الى إقامة قواعد دائمة في العراق''· وكان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون العراق وافغانستان الجنرال دوغلاس لوت أعلن الاثنين الماضي ان إقامة هذه القواعد ستكون احد البنود المدرجة في المفاوضات بين الحكومتين الأميركية والعراقية العام المقبل· الى ذلك أكد جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية أن زعماء العراق يحتاجون الى الاستفادة من المكاسب الأمنية من خلال إحراز مزيد من التقدم السياسي وخاصة بإصدار قوانين أساسية لتعزيز المصالحة الوطنية، جاء ذلك في مؤتمر صحفي بأربيل بعد وصوله أمس الأول الى إقليم كردستان في مستهل زيارة للعراق تستغرق 3 أيام حيث أكد أنه ''يلمس تحسنا'' في الأوضاع الأمنية في البلاد، وأضاف المسؤول الأميركي ''اتمنى حصول تقارب سياسي في الوقت ذاته تماشياً مع التحسن الأمني الذي تشهده البلاد''، وتابع ''هناك أيضا تحرك مواز، يشمل المصالحة الوطنية وقانون النفط وقانون الأقاليم''، وقال نيجروبونتي ''كانت محادثاتنا ومناقشاتنا جيدة وتفصيلية، نحن متفائلون جدا بحدوث تقارب سياسي تماشيا مع التحسن الأمني''، وتابع ''نعتقد أن التقدم الذي تحقق بالنسبة للقضايا السياسية مهم جدا''، وتأتي زيارة المسؤول الأميركي في أعقاب الاتفاق على وثيقة ''الشراكة الاستراتيجية'' بين الولايات المتحدة والعراق التي وقعها الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي الاثنين الماضي، ووقع بوش والمالكي خطة غير ملزمة للعلاقات الأميركية العراقية تمهيدا لإجراء محادثات رسمية العام المقبل حول مسائل عدة بينها وجود طويل الأمد للقوات الأميركية في العراق، من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ انه لا يوجد حديث حول قواعد أميركية عسكرية في العراق ، وأن الاتفاقية التي وقعها المالكي والرئيس بوش هي لتحديد وجود القوات الأميركية، وأشار الدباغ في مؤتمر صحفي الى أن العام 2008 سيشهد تنظيم العلاقة مع القوات المتواجدة في العراق لأنه العام الذي تنتهي فيهه مهمة القوات متعددة الجنسيات، وأوضح أن مباحثات نيجروبونتي مع المسؤولين العراقيين ستتناول الأوضاع الحالية والفرص المتاحة لاستتباب الأمن ، فضلا عن ملف تمديد بقاء القوات متعددة الجنسيات في العراق، وآفاق العلاقة بين البلدين، وكانت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في العراق ميرنبي نانتنجو ذكرت أن نيجربونتي بدأ ظهر أمس الأول زيارة لم يعلن عنها للعراق، بالأنبار حيث تفقد القوات الأميركية في المحافظة، والتقى بالمسؤولين المحليين وعدد من شيوخ العشائر في المحافظة، وأوضحت أن المسؤول الأميركي سيتجول في بعض المحافظات وسيجتمع بالقيادات العراقية فيها ومن ثم سيجتمع بالمسؤوليين العراقيين في بغداد، وأشارت إلى أن نجروبونتي سيبحث ''إعلان النوايا'' الذي كشف عنه مؤخرا مضيفة بأنه سيناقش أيضا مسألة تمديد ولاية القوات المتعددة الجنسيات في العراق، ومن ثم تبدأ المفاوضات التي تحدد شكل العلاقة الأميركية - العراقية المستقبلية، الى ذلك، شن زعيم صحوة العراق الشيخ أحمد أبو ريشة، هجوما عنيفا على أعضاء الحزب الإسلامي بزعامة طارق الهاشمي في الأنبار متهما إياهم بالفساد، وقال أبو ريشة في تجمع عشائري إن عشائر الأنبار ربما تدخلت لتلعب دور الوسيط بين الأميركيين والمسلحين ولكن بشكل سري، وأكد أن علاقة ''مجلس الصحوة'' بمجلس محافظة الأنبار ما زالت متوترة بسبب تورط غالبية أعضاء المجلس بقضايا فساد مالي ولدينا الوثائق والأدلة التي تثبت تورطهم· ولفت الى أن 35 عضوا من أصل 40 هم أعضاء المجلس من الحزب الإسلامي وهؤلاء تلاعبوا بمخصصات المحافظة وموازنتها وأموال إعادة الإعمار ومنحوها لـ10 شركات من دول الجوار بشكل دوري، وزاد أن ملايين الدولارات التي منحتها الحكومة والإدارة الأميركية للأنبار وجدت طريقها الى أرصدة هؤلاء الأعضاء وحساباتهم·