الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الازدهار يعود إلى التجارة بين روسيا وأوروبا الشرقية

الازدهار يعود إلى التجارة بين روسيا وأوروبا الشرقية
5 ابريل 2008 23:53
عادت التجارة إلى الازدهار مجدداً بين روسيا والدول التي كانت تدور في فلكها في الماضي بسبب النمو الهائل في اقتصادات المنطقة وفي انفاق المستهلك على حد سواء· وكانت اقتصادات المنطقة في الفترة الشيوعية السابقة مرتبطة إلى حد بعيد بما يعرف بحلف الكوميكون التجاري قبل أن تتفكك هذه العلاقات وتتداعى بالكامل بعيد انهيار الستار الحديدي في عام ·1989 وتبيع الشركات في أوروبا الشرقية ليس فقط السيارات ذات الأسعار المعقولة، وانما أيضاً المعدات والأواني المنزلية والأطعمة بالاضافة إلى سائر المنتجات والماكينات والمعدات الزراعية· أما في الاتجاه المعاكس فإن الصورة تبدو مختلفة حيث تصدر روسيا إلى دول أوروبا الشرقية الغاز والنفط بفضل النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده هذه الدول، والذي أدى إلى طلب متزايد على الطاقة من أجل تشغيل الأجهزة المنزلية والسيارات الجديدة· على أن هذا التفاوت في نوعية السلع يعكس بوضوح فشل الشركات الروسية في تنويع صادراتها حيث إنها مازالت تعتمد بكثافة على منتجات وسلع تتعلق بالطاقة· وتكشف في نفس الوقت أن أوروبا الشرقية قد رسخت اعتمادها الكامل على روسيا في احتياجاتها للطاقة، وذلك على الرغم من أن بعض الدول مثل بولندا ودول البلطيق ظلت تحاول تقليل هذا الاعتماد لأسباب سياسية وامنية، خاصة بعد أن عمدت روسيا إلى ايقاف صادراتها للغاز إلى أوكرانيا في أواخر العام 2005 ثم إلى روسيا البيضاء في الشتاء اللاحق بسبب نزاع على الأسعار· إلا أن هذه الدول فشلت في تحقيق هذا الهدف بسبب قلة البدائل المتاحة وفقاً لما ذكرته وزارة الاقتصاد البولندية، ولكن الجانبين مازالا يحققان المكاسب والفوائد فيما يبدو، إذ يقول فاسيلي استروف خبير الاقتصاد الاقليمي في معهد فيينا للدراسات الاقتصادية الدولية ليس هناك نوع من التناقض أو الاختلاف في العلاقة ما بين روسيا وأوروبا الشرقية، ففي الوقت الذي ضعفت فيه العلاقات السياسية إلا أن التجارة أصبحت تشهد المزيد من التحسن والازدهار· وأحد أصدق الأمثلة على ذلك شركة سكودا التشيكية التي اشترتها واعادت تصميمها شركة فولكسفاجن الألمانية في حقبة التسعينيات والتي كان من النادر رؤية سياراتها في الشوارع الروسية حتى قبل انهيار الأنظمة الشيوعية أو بعد عقد لاحق عندما دخلت روسيا في أزمة اقتصادية· واستغرق الأمر حتى العام 2005 إلى أن تم تصدير 7500 من سيارات سكودا الجديدة المعاد تصميمها إلى روسيا، وسرعان ما أصبحت هذه السيارة عنوانا للنجاح في روسيا لتتجاوز أعداد السيارات المصدرة 28,500 سيارة في خلال فترة أول أحد عشر شهراً من العام الماضي· إلى ذلك فإن اجمالي صادرات أوروبا الشرقية إلى روسيا ازدادت إلى أكثر من مستوى 10 مليارات يورو في العام الماضي مقارنة بمبلغ 2,3 مليار يورو فقط في عام 2002 وفقاً لاحصائيات مركز البحوث المالية والاقتصادية في موسكو· ويكتسب هذا الازدهار التجاري أهمية خاصة للمنطقة، خاصة إذا علمنا أن روسيا عندما فرضت حظراً على منتجات اللحوم البولندية في السابق، فإن منتجي اللحوم البولنديين تكبدوا خسائر تصل قيمتها 350 مليون يورو في كل عام أي ما يمثل ثلث الاجمالي السنوي لصادرات اللحوم البولندية· وبعد أن تم رفع الحظر مؤخراً أصبحت حكومة يمين الوسط الجديدة في وارسو تأمل حقيقة في تحسين العلاقات التجارية والسياسية مع روسيا بعد أن تدهورت هذه العلاقات على أيدي زعماء حكومة المحافظين الوطنيين السابقة· بيد أن الشركات الروسية مثل جازبروم ولوك أويل استمرت تحقق المكاسب من النمو الاقتصادي في أوروبا الشرقية عاماً بعد عام، إذ إن اندفاع المواطنين في أوروبا الشرقية مؤخراً في شراء السيارات والسلع الاليكترونية الجديدة أخذ يرفع من استهلاك الطاقة إلى مستويات جديدة غير مسبوقة في نفس الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©