الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

راشد عبدالله: حكمة زايد ·· سر نجاح اتحاد الإمارات

راشد عبدالله: حكمة زايد ·· سر نجاح اتحاد الإمارات
28 نوفمبر 2007 02:46
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرة بعنوان:'' السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بين نهج الماضي ورؤية المستقبل''، ألقاها معالي راشد عبدالله النعيمي ، وزير الخارجية السابق لدولة الإمارات· بدأ النعيمي محاضرته عن تاريخ الإمارات بتفكير القوات البريطانية بالخروج من الخليج، وكيف أن بريطانيا كانت تقوم بالحماية ولم تؤسس لقيام دولة أو إدارة تصلح لتولى إدارة الدولة وإنما فاجأت سكان المنطقة بقرارها بإجلاء قواتها من المنطقة ولكن قيادات هذه المنطقة وشعبها التفت مع بعضها وعملت وفكرت ودبرت حتى اهتدت الى أن الطريق الوحيد لقيامها والحفاظ على أمنها واستقرارها يكمن في وحدتهم · وبدأ العمل من ذلك الوقت، رغم عدم وجود أي مقومات لقيام دولة ليس فقط في عدم وجود إدارة وإنما في عدم وجود حماية وعدم وجود اقتصاد وعدم وجود تعليم أو طرق أومدارس و علاج ، لا يوجد شيء في هذه المنطقة ولكن والحمد لله وبتضافر جهود الحكام وأبناء الشعب الواحد بدأ التفكير في قيام دولة الاتحاد ، وواكب ذلك أيضا موضوع مهم وهو اتحاد قطر والبحرين مع الإمارات السبع خصوصا وأن هناك العديد من المصالح المشتركة والاتفاقيات وأمور أخرى عديدة تجمع بينها فقد كان هناك نوع من الاتحاد المصرفي بين دبي وقطر وأبوظبي والبحرين وهناك عملة واحدة في ذلك الوقت ، بينما لاتزال دول التعاون حتى الآن تدرس توحيد العملة الخليجية المشتركة، حيث كانت العملة في ذلك الوقت موحدة وساعد ذلك في التفكير في إقامة دولة موحدة وبدأ العمل والاجتماعات والتحضير وتأسيس الاتحاد التساعي ولكن وبسبب المحاصصة ومن الذي سيحكم الاتحاد قبل أن يقوم الاتحاد فهل هو الذي يملك أرضا أكبر أو الذي يملك شعبا أكثر أو الذي يملك امكانات اقتصادية وتجارية أكثر وبالتالي كان هناك خلاف حول من هو الذي سيقود الاتحاد وما هي المكتسبات في المقابل التي ستعود على بقية الدول الأعضاء في الاتحاد التساعي ولذلك لم يوفق المسعى لهذا الاتحاد في ذلك الوقت وأعلنت البحرين استقلالها وأعلنت قطر استقلالها وبرز هنا مرة أخرى دور الشيخ زايد كقائد مؤمن بالوحدة وبالاتحاد وكقائد لم يتأثر بعدم تأسيس هذا الاتحاد وإنما قال: لقد رأوا هم مصلحة في الاستقلال ونحن معهم في هذا، ولكن يجب علينا أن نستمر في اتحادنا تاركين الباب مفتوحا لهم ليعودا إليه في يوم من الأيام وحتى في اجتماعات دبي حين الناس ينتظرون إعلان الاتحاد وكان هناك نقاشات وحوارات وكان هناك كثير من المتشائمين والمختلفين الذين يقولون: إن الاجتماع طال أكثر من اللازم وان هناك خلافات وان الاتحاد لن يعلن وأصر الشيخ زايد على النجاح وقال : لن نخرج حتى نتفق وإذا كان هناك أي رأي فإننا مستعدون لسماعه وفعلا تم الاتفاق وأعلن الاتحاد من ست إمارات فقد تأخرت رأس الخيمة وانضمت فيما بعد ، ليولد اتحاد الإمارات العربية المتـحدة في الثــــاني من ديسمبر عام 1972 · هنا حينما نتكلم عن السياسة الخارجية وعن العمل السياسي تبرز حكمة وحنكة الشيخ زايد '' طيب الله ثراه '' سوف نحقق كل ما نريد بالتعاون وبالتراضي وبالصبر وبالحكمة، إذن هذه القيم وهذه المبادئ هي التي حققت للاتحاد نموه وتثبيت قواعده والتعاون مع جيراننا وأصدقائنا في وقت زادت فيه مشاكلنا الإقليمية· في بعض السنين كان العمل لدعم الاتحاد والأموال التي كانت تصرف لدعم الاتحاد وتمكينه اكبر من ميزانية الاتحاد نفسها هذا ربما يكون شيئا غريبا فكيف تتعدى مصروفات دعم الاتحاد ميزانية الاتحاد واقصد بدعم الاتحاد توفير وربط المصالح بحيث تكون للاتحاد مصالح مشتركة مع الآخرين توفر للاتحاد دعما من هذه الأطراف ذات المصالح المشتركة· وظهرت فكرة مجلس التعاون والجهود التي قامت بها الإمارات من أجل إنشاء هذا المجلس واضحة· وعقب المحاضرة دار نقاش طرح الحضور خلاله الإسئلة على المحاضر ومنها فكرة انشاء مجلس التعاون ورد النعيمي مؤكداً أن مبادئ الوحدة والاتحاد موجودة على ارض الخليج لكن الذي طرح الفكرة هو الشيخ زايد ''رحمه الله '' في عام 1969 ووفق رؤية سموه زرعت فكرة الوحدة في قلوب الآخرين وكانت تشمل حسب رؤية الشيخ زايد كل الدول العربية والإسلامية لأنه رجل وحدوي وكان ذلك بشكل عام ، وقد انتهز الشيخ جابر الأحمد الفرصة في أحد الاجتماعات وطرح فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي· وردا على سؤال حول تضارب المصلحة المحلية على حساب الشأن الاتحادي قال معاليه: إن أي نمو او تطور تشهده أي امارة انما هو لصالح الاتحاد ولشعب الامارات ولا يوجد أي ازدواجية او تضارب في المصالح وهي ظاهرة صحية والاتحاد بخير وثمرها سيعود على الاتحاد قريبا · وردا على سؤال حول الاتهامات التى توجهها بعض المنظمات الدولية للامارات قال:'' اذا كان هناك من اتهامات للدولة من قبل بعض المنظمات او الجهات الاخرى فهي مغرضة وتحركها مصالح ضد الامارات ، فالامارات تبوأت مكانة متميزة في المجتمع الدولي خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري واصبحت مثلا يحتذى به ليس في المنطقة بل في العالم اجمع وعلينا ان لا ننتبه تجاه التشويش الحاصل من بعض تلك المنظمات بهدف اشغالنا عن العمل التنموي السريع الذي نشهده ولا يخلو أي مجتمع من العيوب ولكن لدينا قوانين ونظما تضبط المجتمع وافراده'' مؤكدا أن الامارات لا تريد شهادة حسن سلوك من أحد· أمن الخليج الاستقرار والتوازن وحفظ الأمن للجميع كانت وراء إنشاء مجلس التعاون الخليجي وعلى هذا الأساس بدأت مسألة اللقاءات مع الإيرانيين منذ عهد الشاه وكان اللقاء في مسقط على مستوى الوزراء وكانت مطالب إيران في ذلك الوقت الهيمنة والسيطرة على دول الخليج وبالتأكيد لم يوافق أي احد على هذه المطالب ولم يحقق الاجتماع أي نجاح وبعدها عقد مؤتمر في قطر وتم بحث المواضيع نفسها ولكن مطالب إيران كانت اقل بشأن أمن الخليج· ، الى أن قامت الثورة الإسلامية الإيرانية وكنت احد الأشخاص الذين قمت بعشرات الزيارات الى إيران وكانت العلاقات بين مد وجزر حتى حصل حوار مع وزير الخارجية الإيراني الذي أبدى تفهما لمفهوم أمن الخليج الذي يختلف عندنا عنه عند الطرف الإيراني بل أن مجلس الأمن الدولي لم يتوصل الى فهم موحد لأمن الخليج وبقى الحال على ما هو عليه الى الآن ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©