الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة المالية و إنفلونزا الخنازيز... أوجه الشبه

الأزمة المالية و إنفلونزا الخنازيز... أوجه الشبه
2 مايو 2009 00:51
في البداية، كانت هناك الأصول السامة• واليوم هناك نوع جديد من فيروس الإنفلوانزا، وهو ما يجعل الدرس المستخلص بالنسبة لكثير من الدول كالتالي: إن الحدود في عالم اليوم المتداخل والمترابط لا تقدم إلا إحساساً زائفاً بالأمن أمام أنواع العدوى الجديدة• في الخريف الماضي، كانت بعض البلدان، ولا سيما في العالم الأقل تقدماً، تعتقد أن اقتصاداتها منفصلة ومعزولة عن اقتصاد الولايات المتحدة، وأنها ستفلت بالتالي من تأثيرات الأزمة المالية التي ألمت بأميركا، ولكنها كانت مخطئة في الغالب• واليوم تواجه السلطات عبر العالم مسألة ما إن كان ينبغي أن تفرض قيوداً على السفر أو تغلق الحدود في محاولة لحماية نفسها من فيروس ''إتش 1 إن ،''1 المعروف أيضاً بإنفلونزا الخنازير• غير أنه نظراً لانتشار السفر الجوي المعاصر، ومسار انتشار الفيروس، فإن فرض القيود لن يجدي نفعاً، كما يقول خبراء في الولايات المتحدة• وفي هذا السياق، قالت وزيرة الأمن الداخلي ''جانيت نابوليتانو'' يوم الثلاثاء في بث على الإنترنت ساهمت في إنتاجه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية ''إنه لا فائدة ترجى من إغلاق الحدود!''• فحسب عدد من المسؤولين، ينبغي استمرار الحركة بين الدول لجملة من الأسباب من بينها حقيقة أن العناصر التي تُستعمل للمساعدة على محاربة الإنفلونزا تأتي من بلدان مختلفة عبر العالم• كما أن فيروس ''إتش 1 إن ،''1 وعلى غرار الركود الذي يضرب العالم حالياً، يعد مشكلة عالمية، وبالتالي، فإن محاربته تقتضي جهوداً دولية• وفي هذا السياق، قالت ''مارجريت تشان''، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء: ''هذه مناسبة للتضامن العالمي بينما نبحث عن ردود وحلول تفيد كل البلدان، وكل الإنسانية''• بيد أن التشابه بين الأزمة المالية وأزمة ''إتش 1 إن ''1 الحالية غير دقيق من بعض النواحي؛ ذلك أن الانهيار أدى إلى أزمة جد عميقة إلى درجة أن إجمالي الإنتاج العالمي من المتوقع أن يعرف تقلصاً هذا العام، في حين أن فيروس الإنفلونزا وباء محتمل، وليس وباءً فعلياً• غير أنه في الحالتين معاً، يطرح تزايد اعتماد البلدان بعضها على بعض خلال السنين الأخيرة تحديات جديدة• فإذا كان تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود قد أدى إلى ترابط وتداخل البنوك والمؤسسات المالية الأخرى عبر العالم بشكل كبير، فإن تدفق المسافرين عبر الحدود بحثاً عن الوظائف أو من أجل السياحة فيه شيء من التأثير نفسه بالنسبة للصحة العامة• وإضافة إلى ذلك، فإن الوسائل المالية الجديدة أصبحت جد معقدة إلى درجة أن حتى الخبراء لم يتمكنوا من فهم كيف يمكن لتعاملاتهم أن تدمر الاقتصادات الوطنية• وبالمثل، لم يسبق للعلماء أن رأوا شيئاً يشبه الخصائص الجينية لفيروس ''إتش 1 إن ،''1 وحتى الآن، لم يتمكنوا من تطوير لقاح فعال ضده• يدرك العالم أن الركود يتطلب رداً دولياً، وإن كانت الدول لا تتفق جميعها على ما ينبغي القيام به، فعلى سبيل المثال، ضغطت الولايات المتحدة، خلال اجتماع مجموعة العشرين الأخير الذي عقد في لندن وضم زعماء العالم الصناعي، في اتجاه مزيد من الإنفاق من أجل تنشيط الاقتصاد، في حين دعا الزعماء الأوروبيون إلى مزيد من القيود على النظام المالي تلافياً لتكرار أزمة مماثلة في المستقبل• وبالمثل، تدرك بلدان كثيرة أن الوقاية من وباء ممكن أو السيطرة عليه تتطلب تضافر جهود الجميع• والواقع أنه من بعض النواحي يمكن القول إن العالم أكثر استعداداً للتعاطي مع عدوى فيروسية أكثر من استعداده لأزمة مالية، وذلك على اعتبار أن الانتشار شبه الوبائي لـ''سارس'' في 2003 دفع الكثير من البلدان إلى وضع مخططات طوارئ تقوم اليوم بإخراجها من الرفوف ونفض الغبار عنها• وتقول ماثرين بليس، نائبة مدير برنامج الأميركتين في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن: ''إن المجتمع الدولي قلق جداً بشأن إمكانية تحول الفيروس إلى وباء''• واعتباراً من يوم الخميس، رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى التحذير من الاستنفار إلى ثاني أعلى مستوى - المرحلة الخامسة - وهو ما يعني أن المنظمة العالمية تعتقد أن انتشاراً وبائياً للمرض في العالم بات وشيكاً• أما في حال رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الاستنفار إلى المرحلة السادسة، فذاك سيعني أنها ترى أن وباءً عالمياً قد بدأ• وفي تلك الحال، سيقوم خبراء المنظمة، من بين أمور أخرى، بنصح البلدان بما إن كان ينبغي إغلاق المدراس وأماكن العمل وغيرها من أماكن التجمعات البشرية• والواقع أن عدد حالات الإصابة بفيروس ''إتش 1 إن ''1 حتى الآن صغير نسبيًا إذ لم تسجل في العالم، حتى لحظة كتابة هذه السطور، سوى 250 حالة، وإن كانت الأغلبية الساحقة من الإصابات توجد في الولايات المتحدة والمكسيك• هذا وقد أعلنت تسعة بلدان أخرى عن حالات إصابة مؤكدة، مثل كندا وإسبانيا وألمانيا ونيوزيلاندا• وفي هذه الأثناء، تحاول بعض الدول إغلاق حدودها، حيث حظرت الإكوادور وكوبا والأرجنتين السفر من وإلى المكسيك، في حين تدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى كثيرة مواطنيها إلى عدم السفر إلى المكسيك إذا كان غير ضروري• وفي جلسة استماع يوم الخميس بمجلس الشيوخ، سأل المشرعون الوزيرة نابوليانو عن أسباب عدم قيام الولايات المتحدة بإغلاق حدودها مع المكسيك، فكان جوابها أن الفيروس قد دخل الولايات المتحدة، وأنه قد فات الأوان بالتالي حتى يكون لمثل هذه الخطوة أي تأثير فعلي، مضيفة أن الجهود مركزة الآن على الحد من انتشاره، حيث قالت: ''إن (موضوع) الحدود يصرف الانتباه عن الموضوع الرئيسي!'' بي بيتر جراير - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©