سيرج لوموان: الأعمال الإبداعية تجمع التواصل الإنساني

ألقيت في المجمع الثقافي بأبوظبي مساء أمس محاضرة قدمها الدكتور سيرج لوموان رئيس متحف أورسي - باريس وأستاذ جامعة السوربون بحضور سعادة السفير الفرنسي في الدولة ورئيس جامعة السوربون - أبوظبي وحشد كبير من المتخصصين والإعلاميين والفنانين التشكيليين والمهتمين بهذا الحقل، وذلك على هامش معرض ''آرت باريس'' الذي انطلق مساء امس في قصر الإمارات بأبوظبي· وأشار لوموان في بداية المحاضرة إلى عنوانها ''الفن المعاصر في القرن العشرين''، ثم تحدث عن أهمية المشاريع الفنية التي تقام في أبوظبي والبرنامج الواسع المخصص للمتاحف فيها والتي توقع لها لوموان أن تخلق حواراً موضوعياً وإبــــداعياً بين الحضارات· كما تحدث لوموان عبر تساؤلات مهمة عن طبيعة اعتبار الفن المعاصر معاصراً وعن التحولات التي حصلت في الغرب وبخاصة في أوروبا وأميركا ومدى تأثير التيارات المدرسية التي استحدثت في هذا العصر في تطوير الفن التشكيلي، كل ذلك كان بمصاحبة عرض ''نماذج'' من الأعمال التشكيلية لأكبر الرسامين والنحاتين في العالم·· مما جعله في بداية المحاضرة يستعرض تاريخ التشابهات والاختلافات في مختلف عصور الابداع الفني النحتي والتشكيلي معاً· كما عرض عملاً تجريدياً للفنان ''سيمون هانداي'' أنجز عام ·1973 وقارن بين لوحتي ''ماتيس'' و''هانداي'' إذ أوجد في لوحة الأخير تشابهاً من حيث عدم استعمال الريشة واللمسات المؤثرة التي لعبت الصدفة في تشكلها· وهنا يؤكد لومان نتيجة مهمة وهي أن الأعمال الابداعية الراقية هي التي يجمع بينها التواصل الإنساني· وعرض أعمالاً لموراليه الذي تأثر بالفن الإسلامي في غرناطة (الأندلس)، حيث رسم 40 ألف مربع في لوحة تجمع لونين الأحمر والأزرق ''عرضت على الشاشة''، معللاً هذا التناسق الموجود فيها بعامل الصدفة وغياب التنسيق البدائي ''الذي هو صفة الفن القديم''·· وتساءل لومان ما الذي حصل في القرن العشرين؟ فأجاب بأن التشابه أكثر من نقاط الاختلاف، حيث عرض لوحتين لـ ''فيرنيتو'' ولـ ''سونيا دونيه'' 1914 فوجد التكثيف والانعكاس الضوئي والتخطيط المنظم للألوان والأشكال فيهما· كما عرض لـ ''مونيه'' ولـ ''شافان'' ولـ ''توكال'' ثم تحدث عن الانطباعية في القرن ''''19 التي قل الاهتمام بها في القرن 20 ،وغرض لـ ''مونيه'' ولـ ''رولوار'' في لوحته ''الأرجوحة'' ثم عرض لـ ''سيزار'' و''فان كوخ'' ثم تحدث عن الفن المعاصر في القرن العشرين مستشهداً بأعمال ''ماتيس'' ·