السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نشاط تدوير الخردة يتراجع مع تباطؤ الاقتصاد العالمي

نشاط تدوير الخردة يتراجع مع تباطؤ الاقتصاد العالمي
1 مايو 2009 22:23
لم يدرك اللصوص الذين أقدموا على اقتلاع المقاعد والأسوار المعدنية المحيطة بميدان كرة القدم في مدرسة كينوود بولاية ماريلاند الأميركية العام الماضي، قبل أن يعمدوا الى بيعها في شكل خردة، أنهم يعملون لحساب المقاولين في ساوباولو وشنغهاي. فالارتفاع الهائل الذي شهدته أسعار المعادن طوال الفترة من عام 2003 وحتى النصف الأول من عام 2008 كنتيجة لازدهار أعمال البناء والتشييد في الأسواق الناشئة وبخاصة في دول البرازيل وروسيا والهند والصين أدى لنمو نشاط سرقة المعادن في مقاطعة بالتيمور بولاية ماريلاند منذ عام 2005. ولكن وبمجرد تباطؤ الاقتصادات وانخفاض الطلب العالمي على المعادن سرعان ما تراجعت أيضاً أسعار المعادن، وهي أنباء سارة بالطبع لجموع المشاهدين للألعاب الرياضية في المدرسة العليا إلا أنها أنباء سيئة بكل المقاييس لصناعة السكراب. ولقد ظلت هذه المقاطعة الأميركية تمثل القلب النابض لتجارة الخردة وصناعة إعادة تدوير المعادن حيث تسهم بنسبة 60 في المائة من إجمالي إنتاج المعادن في الدولة. فلقد حبت الطبيعة بالتيمور بالعديد من المسارات المائية المحيطة ووفرة السكك الحديدية ما جعلها منطقة مثالية لتصدير السكراب الى المناطق الداخلية أو الى ما وراء البحار وأن تصبح في ذات الوقت محوراً تقليدياً للعديد من الصناعات الأخرى. ولكن التدهور الصناعي الذي حاق بأميركا لم يوفر فيما يبدو مقاطعة بالتيمور، فالساحة الصناعية التي تعرف باسم «سباروز بوينت» على أطراف مدينة بالتيمور والتي تشرف على خليج تشيزبيك ظلت تستضيف مصنع الفولاذ الأكبر من نوعه في العالم بحيث يمتد على مسافة أربعة أميال كاملة. ولقد ظل هذا المصنع ينتج ويصنع جميع أنواع الفولاذ الخاصة بالسفن والمدافع والذخيرة والجسور بما في ذلك تمثال جورج واشنطن في نيويورك والبوابة الذهبية في سان فرانسيسكو. وفي عام 1957 كان هناك 59 ألف شخص يعملون في هذا المصنع قبل أن يتبقى منهم 1500 عامل فقط في عام 2005، بل إن الجهة المالكة للمصنع قد تغيرت أربع مرات منذ عام 2001 قبل أن تعود ملكيته الحالية الى شركة سيفرستال الروسية العملاقة في صناعة الحديد والفولاذ. واليوم فإن المستودعات الضخمة نصف الفارغة ظلت تحيط بساحة تيرابين لإعادة التدوير، وهي عبارة عن ساحة صناعية تحتل مساحة قدرها سبعة إفدنة ونصف الفدان الى الشمال من منطقة «سباروز يونيت». وبالنسبة للقادم لأول مرة الى المنطقة فإن الساحة تبدو وكأنها تعج بالحركة والنشاط حيث تعمل الماكينات العملاقة بانتظام على قطع أعمدة الحديد الصلب، بينما تتكدس الرافعات الدوارة من كل نوع وهي تحمل أجزاء السيارات وملفات أسلاك النحاس. ولكن أحجام العمل في ساحة تيرابين قد تراجعت بنسبة 60 في المئة منذ منتصف عام 2008 في نسق يحاكي ما حدث في جميع أنحاء الصناعة. إذ يقول بروس سافيج في معهد صناعات إعادة تدوير الخردة في بالتيمور «إن الصناعة قد هوت فيما يبدو من على جرف صخري شاهق» ابتداء من شهر سبتمبر الماضي، ففي منتصف عام 2008 كان النحاس يباع بسعر 4 دولارات للرطل الواحد قبل أن يتراجع بحلول نهاية العام الى مستوى 1.40 دولار للرطل. أما الألمنيوم فقد انخفضت أسعاره أيضاً من مستوى 1.50 دولار للرطل في منتصف العام الماضي الى مجرد 66 سنتاً للرطل حالياً، وكنتيجة طبيعية لانخفاض الطلب محلياً وعالمياً على حد سواء فإن استمرار التراجع بالوتيرة الحالية بات من المقدر أن يقلل صادرات الولايات المتحدة الأميركية من الخردة بمقدار النصف أو أكثر من ذلك بعد أن بلغت قيمتها 21.7 مليار دولار في عام 2007. عن مجلة «الايكونوميست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©