الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا تغزو دول البلطيق بالعمالة الرخيصة

روسيا تغزو دول البلطيق بالعمالة الرخيصة
25 نوفمبر 2007 22:50
بعد أكثر من عقد على خروج روسيا وسحب قواتها من دول البلطيق، تتأهب لاتفيا لغزو روسي جديد، فقد تعرضت سياسة لاتفيا للهجرة - والمصممة لاستقبال عمال من دول مثل روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء - للتدقيق في الشهور الأخيرة بسبب تراجع معدلات البطالة مما أدى إلى نقص الأيدي العاملة في الدولة المطلة على بحر البلطيق· وحسب الأرقام الرسمية فإن روسيا وأوكرانيا ومولدوفا تتصدر قائمة الدول التي حصل عمالها على أكبر عدد من تصاريح العمل من السلطات اللاتفية، وارتفع عدد تصاريح العمل العام الماضي من 2400 تصريح إلى أكثر من 4000 في الشهور العشرة الأولى من العام الحالي، في حين أنه وبصورة غير رسمية نزح المئات إن لم يكن الآلاف من العمال عبر الحدود للمساعدة في تغطية الفجوة التي نجمت عن نزوح العديد من المواطنين نحو الغرب سعيا لحياة أفضل· وفي أعقاب توسعة الاتحاد الأوروبي عام 2004 نزح عشرات الآلاف من سكان دول البلطيق إلى بريطانيا وأيرلندا متأثرين بالقصص التي تحكي عن النهضة الاقتصادية في هذه البلدان، وبعد ثلاثة أعوام يستمتع المواطنون الذين مكثوا في بلدانهم بأقل معدل بطالة في دول البلطيق الثلاث منذ أن استعادت استقلالها في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي لكونها أكثر الاقتصاديات نموا من بين 27 دولة في الاتحاد الأوروبي· وطبقا لوكالة اليورو ستات المختصة بالإحصائيات في الإتحاد الأوروبي فإن معدل البطالة في لاتفيا تراجع باستمرار منذ عام 2004 ليصل إلى 8ر6 بالمئة في عام 2006 ومن المتوقع أن يتراجع عن ذلك هذا العام، وفي ليتوانيا المجاورة بلغ معدل البطالة 6ر5 بالمئة· وأدى نقص العمالة إلى زيادة الأجور ففي لاتفيا ارتفعت الأجور بنسبة 7ر33 بالمئة في الربع الثاني من العام 2007 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق ليصبح العمل في لاتفيا أكثر إغراء للمواطنين من دول الإتحاد السوفيتي السابق، وكانت لاتفيا قد أجلت تسهيل قيود الدخول إلى سوق العمل من خارج دول الاتحاد الأوروبي بسبب نية حكومة يمين الوسط تقديم استقالتها في الخامس من ديسمبر المقبل ونتيجة لأن العمالة القادمة من الجمهوريات السوفيتية السابقة تعيد إلى الأذهان الاحتلال السوفيتي للاتفيا والتي مازالت تعاني من دمج المواطنين الروس الذين كانوا يعيشون فيها· في حين أن أصحاب الأعمال يقولون إن الحكومة ستضطر عاجلا أم آجلا لمراجعة سياستها الخاصة بالهجرة، وقالت إيلين ايجل مديرة اتحاد المستخدمين في لاتفيا في مقابلة مع أكبر صحيفة في البلاد ''من الواضح أن الحكومــــة مازالـــت لا تفهـــم أنه من أجل تحقيـــق تنميــة اقتصاديـــة لا يلزمك فقط موارد الطاقة والاستثمارات ولكنك تحتاج أيضا لموارد بشرية''· ونزح نحو 800 ألف شخص معظمهم من المتحدثين بالروسية إلى لاتفيا أثناء الاحتلال السوفيتي بين عامي 1944 و1991 مما أدى إلى تراجع نسبة العرقية اللاتفية إلى 52 بالمئة عام 1989 بعد أن كانت 77 بالمئة قبل الحرب العالمية الثانية، ومنذ استقلال لاتفيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 أصبح تغيير قوانين اللغة والمواطنة للحفاظ على الهوية اللاتفية من الاندثار حجر الزاوية لفترة ما بعد الاحتلال السوفيتي، ويخشى البعض من أن يكون فتح الباب أمام العمالة من روسيا وأوكرانيا ومولدوفا خطوة للخلف في هذا المجال، والآن ومع ارتفاع الأجور والتوسع الاقتصادي أصبحت دول البلطيق جذابة أكثر فأكثر للعمالة القادمة من بلدان مثل روسيا وأوكرانيا·
المصدر: ريجا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©