الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة العيب

12 فبراير 2015 20:45
«صاحبة الحذاء» .. ربما تتساءل في نفسك ماذا يقصد بذلك؟ وتتزاحم عليك الأفكار ! نعم يا سيدي، حينما أقول صاحبة الحذاء فأنا جعلت إشارة لسيدة بحذائها! ، فحينما تأتي فتاة وتنشر صورة حذائها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجعل من حذائها قيمة لجمالها ! فهنا لا بد من وقفة. يا سادة نحن نحيا في أزمة اللاوعي الثقافي التي تنتشر بيننا.. تستحي من نشر صورة وجهها ولكنها لا تستحي من نشر صورة حذائها .. جعلت الحياء من الناس أعظم من رب الناس .. جعلت من نفسها دمية تنتقل في سماء الإنستجرام يراها المتردية والنطيحة وما أكل السبع !! ثم تظن هكذا أنها جعلت لنفسها قيمة في المجتمع ! أي قيمة يا سيدتي وأن جعلتي دلالة لك الحذاء والظفر!! إن ثقافة العيب في عقول الفتيات طغت على ثقافة الحلال والحرام !، نحن نريدك أماً صالحة وقدوة لأبنائك في المستقبل .. جميل منك أن تنقل كل مفيد للناس عبر الإنستجرام وتشاركهم جمال ما ترى ! ولكن سدد وقارب ! للأسف وسائل التواصل الاجتماعي لم تجعل لأحد ستراً !، وليس لها من اسمها نصيب فهي ليست وسائل تواصل على الأغلب بل تفكك!، حتى الهواتف الذكية لها من اسمها نصيب ! فعلاً إنها ذكية زادتنا تفرقاً وبعداً وتهميشاً !! فالعزاء والتبريك والعتاب واللقاء على الهاتف !! التقت أصواتنا وتفرقت أجسادنا ! لست ضد التكنولوجيا ! ولكني أعلم أننا من يسيء استخدامها ! لهذا لا أحتاج فتاة تصور حذاءها ولكني احتاج من تصور لي جمال ما ترى لأشاركها بروعة ما رأت !، وأحتاج شابا لأرى فكره وعقله عبر هذه الوسائل، لا نظارته وساعته وجلسة السهر والأنس !! نحن في ضباب فكري وتخبط ثقافي لا يسعفنا منه إلا الله ثم توعية هذا الجيل لما ينتظرهم من مستقبل الله أعلم ماذا يخبئ لنا !! لهذا يا معشر الفتيات: قيمتك مستقبلاً بأخبار ماضيكِ، وأيها الشاب: مهما لعبت فحتماً ستواجه شقاء الدنيا !! فلم يسلم من شقاء الدنيا أول إنسان كان فيها وهو آدم عليه السلام «فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى» فكيف بمن بعده !!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©