الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باتون أكبر المستفيدين من انسحاب هوندا

1 مايو 2009 00:29
في الخامس من ديسمبر 2008 وجه الياباني تاكيو فوكوي, رئيس هوندا, رسالة اعتذار لسائق الفريق المشارك في بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا-1 البريطاني جنسون باتون, على خلفية القرار الصعب الذي اتخذته الشركة بالانسحاب من عالم الفئة الاولى نتيجة الازمة الاقتصادية المالية وعدم قدرتها على ضخ مبلغ 500 مليون دولار اميركي اللازمة سنويا للمشاركة في المنافسات. في تلك الفترة, واجه باتون خطر الغياب عن بطولة العالم 2009 مع العلم انه فكر في الاعتزال قبل سنوات نتيجة فشل الحظيرة اليابانية في تأمين سيارة قادرة على المنافسة جديا على اللقب العالمي بشقيه, الخاص بالسائقين والخاص بالصانعين. لم يكن باتون وحده مستاء ازاء خطوة هوندا، بل ان البريطاني بيرني ايكليستون, مالك الحقوق التجارية في بطولة العالم, شن هجوما انتقاديا بحق الحظيرة اليابانية واعتبر ان الانسحاب لا يعد خسارة كبيرة لفورمولا -1, مضيفا: «انظروا فقط اين انهوا البطولة اي في المركز التاسع. انفقوا الملايين وكانوا مثالا سيئا للفرق الاخرى». وكان المصنع الياباني شق طريقه في الفئة الاولى منذ ستينيات القرن الماضي, وسطر نجاحا لافتا في الثمانينيات والتسعينيات كمزود بالمحركات, بيد انه رغم انفاقه 147 مليون جنيه استرليني في 2008 فقد بقي في ظل الفرق الاخرى مثل فيراري وماكلارين مرسيدس وبي ام دبليو ساوبر. وعلق ايكليستون: «في فورمولا -1 تأتي الفرق وتذهب. وهذه ليست نهاية العالم, اذ ان فيراري وحدها تواجدت هنا منذ البداية وحتى اليوم». وفي السادس من مارس الماضي, اعلنت هوندا انها باعت فريق فورمولا-1 التابع لها الى مديره السابق المهندس البريطاني روس براون الذي كان انضم الى الحظيرة اليابانية عام 2007 بعد ان عمل مع فيراري وبينيتون وجاجوار واروز. تلك الخطوة اعادت بعض الامل الى باتون الذي ضمن على الاقل الظهور في بطولة 2009 بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من رمي خوذته جانبا, وهو ظهر واثقا عندما قال ان فريقه الجديد «براون جي بي» قد يكون متفوقا على منافسيه في بعض الجوانب رغم اعلانه المتأخر لقرار المشاركة في سلسلة 2009 كوريث لهوندا. واضاف باتون بعدما قاد السيارة الجديدة «بي. جي. بي. 001» في جولة تجارب برشلونة على حلبة كاتالونيا الاسبانية في مارس ان الفريق قد يحصد ثمار العمل الذي قامت به هوندا العام الماضي قبل انسحابها. وكان الفريق الياباني قرر التركيز مبكرا على بناء سيارة جديدة افضل لعام 2009 بعد موسم مخيب للآمال في 2008 وما هي الا ايام حتى تحول «كابوس هوندا» الى ما يشبه الحلم بالنسبة الى باتون عندما سطر فريق «براون جي بي» الذي تزوده مرسيدس بالمحركات, بداية نارية في بطولة العالم باحتلاله المركز الاول في جائزة استراليا الكبرى, المرحلة الافتتاحية في ملبورن, متقدما على زميله البرازيلي المخضرم روبنز باريكيللو. وصعد باتون (29 عاما) في سباقه الـــ154 الى الدرجة الاولى من منصة التتويج للمرة الثانية في مسيرته منذ عام 2006 عندما فاز مع هوندا بلقب جائزة المجر الكبرى. واستحق السائق الانجليزي التتويج في حلبة «البرت بارك» مع العلم انه انتزع المركز الاول على خط الانطلاق ايضا وسيطر على السباق ابتداء من اللفة الاولى. وبات «براون جي بي» اول فريق مبتدئ يحرز المركزين الاول والثاني في السباق الافتتاحي للموسم منذ عام 1954 عندما فاز الارجنتيني خوان مانويل فانجيو بسباق جائزة فرنسا الكبرى مع حظيرة مرسيدس، تلاه زميله الالماني كارل كلينج في المركز الثاني. ورغم ان كثيرين شككوا في قدرة «براون جي بي» على الاستمرار في تحقيق الانتصارات, فإن باتون مجد البداية «الخيالية» التي حققها فريقه في البطولة. «انها نهاية خيالية للسباق الاول في بداية مشوارنا معا, وامل ان نواصل بهذه الطريقة. اعلم تماما اننا سنقاتل كل ثانية من اجل ان نبقي هذه السيارة منافسة قوية», واضاف: «يجب ان نبقي هذه السيارة في المقدمة رغم الامكانيات المادية المحدودة. قام الفريق بأكمله بجهد جبار وعليه ان يواصل عمله. شكرا كثيرا للفريق, وماليزيا ... نحن قادمون», في اشارة منه الى السباق الثاني. ولم تمض سوى ايام حتى اعاد باتون الكرة على حلبة سيبانج في كوالالمبور عندما انطلق من المركز الاول واحرز لقب بطل سباق لم يكتمل بعد ان اوقف بسبب الامطار الغزيرة التي هطلت وحولت المضمار الى برك مياه, غير ان السائق البريطاني احتفظ بصدارة الترتيب العام في وقت كشف فيه براون ان فريق هوندا «محبط» لانسحابه من عالم الفئة الاولى. وقال براون (54 عاما) الذي اشترى حظيرة هوندا بعد انسحابها بمبلغ رمزي بلغ جنيها استرلينيا واحدا: «انا متأكد انهم محبطون جراء انسحابهم. لقد وصلتني اخبار عدة من مدراء هوندا عن احباطهم بعد رؤية الفريق يتقدم الى الامام, لكن ما فعلوه كان ضروريا لتجارتهم». من جهته, تعجب ايكليستون من عدم ملاحظة الصانع الياباني ان سيارته الجديدة ستنافس على الفوز قبل الانسحاب, وهو ما رفض التعليق عليه المتحدث باسم الفريق الياباني. وسعى باتون الى احراز فوزه الثالث على التوالي في الصين غير انه حل ثالثا تاركا المركز الاول للالماني سيباستيان فيتيل, سائق ريد بول - رينو, والمركز الثاني لزميل الاخير الاسترالي مارك ويبر. وقبل جائزة البحرين الكبرى, الجولة الرابعة من البطولة, رشح باتون فريقي ريد بول ورينو لتشكيل اكبر خطر عليه وعلى فريقه على حلبة صخير, غير انه ما لبث ان محا الشكوك التي رسمها في مخيلته, فسيطر على السباق محققا انتصاره الثالث في اربعة سباقات معززا موقعه في صدارة الترتيب برصيد 31 نقطة متقدما على باريكيللو بفارق 12 نقطة وعلى فيتيل بفارق 13 نقطة. ولا شك في ان السائق البريطاني استفاد, شأنه شأن عدد اخر من السائقين, من اكبر حملة تغيير في قواعد البطولة منذ عقود مع تعديل كامل في نظام الشكل الانسيابي والعودة الى استخدام اطارات ملساء بالاضافة الى ادخال نظام استعادة الطاقة الحركية, غير ان ذلك لا يحد من حقه في الموقع الريادي الحالي. كما لا يمكن اغفال قرار الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» بخصوص «نواشر» السيارات التي تستخدمها فرق براون وتويوتا وويليامس والذي اعتبرها مطابقة للمواصفات التي تنص عليها لوائح فورمولا-1, ما اضطر باقي الفرق الى البدء في العمل على تطوير سياراتها على الفوز وهو الامر الذي قد يستغرق اسابيع عدة. والناشر هو الجزء المسؤول عن ديناميكية الهواء في السيارة, وقد تركز الخلاف على النواشر الخلفية التي تقع في الاطار المعدني للمركبة بين الاطارات الخلفية والجناح الخلفي والتي تعمل على تبديد الهواء القادم من الاسفل, الامر الذي يؤدي الى تحسين السرعة وادائها. وتردد ان هذه النواشر تساعد السيارة على انهاء لفة المضمار الواحدة بفارق نصف ثانية كاملة اسرع مقارنة بالسيارات التي لا تستخدمها. وكان باريكيللو اعتبر ان براون لم تكن لديه النية في شراء فريق فورمولا -1, وقال: «لا اعتقد انه فكر يوما ان يكون مالكا للفريق. كانت الفكرة دائما ان يتم بيع الفريق الى احد المتمولين. شراء الفريق كان حلا لمشكلة». الازمة الاقتصادية المالية اعتبرت مفاجأة للجميع, انسحاب هوندا من البطولة, شراء براون للفريق, تصدر باتون الترتيب العام للسائقين, لم تكن في حساب احد, ويبدو جنسون مصرا على استغلال الظرف. وقال: «لا انكر انني افكر في اللقب العالمي, ولكن خلال عام 2006 اعتقدنا ان لدينا سيارة سريعة الا اننا ومنذ السباق الاول, انهزمنا من قبل فيراري و(الاسباني) فرناندو الونسو. عليك ان تعيش حياتك يوما بيوم. لدي تسع سنوات من الخبرة في فورمولا-1 والفرصة تلوح امامي من جديد. كنت مستعدا لتحقيق نتائج جيدة منذ سنوات, ولكن لاكون صريحا مع نفسي, سأعترف بان السنوات الثلاث الاولى في الفئة الاولى كانت سيئة. لم اكن مستعدا خصوصا انني دخلت فورمولا -1 قادما من فورمولا فورد وفورمولا 3 بسرعة. كنت صغيرا ولم اكن قد استوعبت ماذا تعني سيارة السباق حقا عام 2004 فقط, شعرت بأنني جاهز لخوض غمار بطولة العالم». يوم اتخذت هوندا القرار الصعب, وجه رئيسها فوكوي كلمة الى باتون جاء فيها: «من المخجل ان نضطر للانسحاب من بطولة العالم, واشعر بأسف واسى حيال باتون. لم يكن امامنا اي خيار اخر». يبدو هذا الكلام اليوم مجرد ذكرى رائعة بالنسبة الى باتون لان رحيل هوندا فتح اما السائق البريطاني فرصة البروز مجددا واعتلاء صدارة ترتيب بطولة العالم والتفكير جديا بانتزاع اللقب. وظهرت رغبة باتون كبيرة في تدوين اسمه ضمن سجلات ابطال فورمولا-1 الى حد اكد فيه: «انا مستعد لاي قرار يرتبط بتخفيض راتبي الى النصف مقابل قيادة احدى سيارتي براون جي بي. عندما كنا صغارا نقود سيارات الكارت, لم نحلم بان نصبح اغنياء بل بان نصبح ابطالا للعالم. من الرائع الحصول عل المزيد من المال, ولكن اذا خيرت بين سيارة سريعة ومال اقل, وبين سيارة غير قادرة على المنافسة ومال اكثر, فانني بلا شك سأختار السيارة الاسرع, واي سائق يخالفني الرأي, لا يستحق التواجد في عالم فورمولا -1»
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©