النيران تلتهم مستودعاً للأصباغ في ثالث حريق بدبي خلال 9 أيام

التهم حريق اندلع صباح أمس مستودعاً للأصباغ في منطقة القوز الصناعية الثالثة، أسفر عن إصابة عامل ورجل إطفاء تم نقلهما إلى مستشفى راشد للعلاج· وقد تمكنت فرق الدفاع المدني من إطفاء الحريق الذي اندلع الساعة الحادية عشرة والنصف من إخماد النيران خلال ساعتين· ووقع الحريق على مسافة بسيطة من حريق مستودع المفرقعات الذي اندلع الأسبوع الماضي في المنطقة الصناعية الثانية، والتهم 83 مستودعاً، كما أنه يأتي بعد يوم من حريق سوق نايف الذي التهم 184 محلاً· ونفى الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي الذي تواجد بموقع الحريق مشرفاً على عمليات الإطفاء أن تكون هناك علاقة أو رابط بين الحوادث الثلاثة· وقال: ''أرى أن إجراءات التفتيش على مثل هذه المنشآت تكاد تكون معدومة''، مضيفاً أن الإجراءات تنفذ عند الترخيص وبعد ذلك لا يكون هناك مراقبة· وطالب الفريق ضاحي المسؤولين في الدفاع المدني على مستوى الدولة أن يفعّلوا ما جاء في القرارات الوزارية وقوانين الدفاع المدني لما فيه السلامة العامة، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون هناك تفتيش مستمر على مثل هذه المستودعات· وشدد على أن أغلب من يعملون في هذه المستودعات لا توجد لديهم فكرة جيدة عن السلامة العامة، ولا يعرفون أن أي تعاط مع النيران في هذه الأماكن يمكن أن يسبب حريقا· وحول ملابسات الحريق، قال القائد العام لشرطة دبي إن أحد العمال قال إنه كان يقوم مع زميله الذي أصيب بالحريق بالتنظيف داخل المستودع وفجأة وجد النيران تشتعل به· ولفت إلى أنه إذا صحت رواية العامل فإنه سوف يتم سؤال المصاب لمعرفة حقيقة ما حدث· وأضاف خلفان أن إطفائيا أصيب أثناء كسر أحد الأقفال، ما أسفر عن ارتداد قطعة حديدية، وإصابته وتم نقله إلى مستشفى راشد· وأضاف أنه رغم اندلاع الحريق في النهار ووجود عمال وماء، إلا أنه تم السيطرة عليه بصورة كاملة وبسرعة· وكانت إدارة العمليات التابعة للدفاع المدني قد تلقت بلاغاً في الساعة الحادية عشرة و16 دقيقة من صباح أمس تفيد اندلاع حريق في مستودع للأصباغ بمنطقة القوز الصناعية بدبي، حيث تم توجيه فرق الدفاع المدني فورا للموقع، ووصلت خلال دقائق قليلة لقربها من الحريق، حيث باشرت على الفور عمليات مكافحة الحريق· وتم الاستعانة بثلاث فرق للإطفاء في مراكز الدفاع المدني في القوز والجميرا والسطوة· وقال العميد راشد ثاني المطروشي مدير عام إدارة الدفاع المدني إنه تم توزيع فرق العمل في موقع الحادث فور حضورهم مباشرة، حيث عملت الفرق بكفاءة عالية، حيث تم اشتراك 15 سيارة إطفاء من دبي ومنطقة جبل علي، بالإضافة إلى دعم القوات المسلحة للسيطرة على الحريق· وأشار إلى أن الحريق تم السيطرة عليه وإخماده في الساعة الواحدة والنصف، ومن ثم بدأت القوات في عمليات التبريد· وأوضح المطروشي أن قرب مركز دفاع مدني القوز من مكان الحريق ساهم في سرعة انتقال سيارات الإطفاء إلى الموقع والسيطرة عليه، موضحاً أن فرق الإطفاء استخدمت المياه والرغوة من أجل إخماد حريق مستودع تخزين الأصباغ، والذي يحتوي على مواد تصنف ضمن المواد سريعة الاشتعال· وقال مدير إدارة الدفاع المدني إنه من المنتظر الكشف عن أسباب اندلاع الحريق بعد الانتهاء من عمليات التبريد وقيام رجال المعمل الجنائي بالمعاينة للوقوف على مسببات الحادث· ومن جانبه، كشف العميد الركن محمد خلفان المهيري من القوات المسلحة أنه فور تلقي بلاغ بطلب الدعم لمكافحة الحريق، تحركت على الفور سيارات الإطفاء وصهاريج المياه للمشاركة في عملية إخماد الحريق· وقال المهيري، الذي يمثل القوات المسلحة في مركز إدارة الأزمات التابع لشرطة دبي، إن القوات المسلحة تشارك في كافة الأزمات والكوارث، وقدمت دعماً أمس الأول في حريق سوق نايف· وقال العقيد عبدالله الغيثي نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات إن فرق الإدارة العامة لأمن الهيئات انتقلت إلى موقع الحريق مباشرة، حيث وجدت المستودع الذي يحتوي على مواد قابلة للاشتعال مثل ''تنر'' والأصباغ، موضحاً أن أحد عمال المستودع أفاد بأن الحريق كان مفاجئاً· وأضاف الغيثي أن الفرق قامت بفرض طوق أمني حول موقع الحريق، ومنعت مرور السيارات والأشخاص لحمايتهم، وتحويل حركة السير إلى شوارع بديلة بعد إغلاق الشوارع المؤدية إلى الموقع، لافتاً إلى أنه سوف يتم تسليم الموقع عقب انتهاء عمليات الإطفاء والتبريد إلى الجهات المختصة لمعرفة أسباب الحريق· شهود عيان وقال ديفو أبار موظف بإحدى الشركات المجاورة، إنه في تمام الحادية عشرة وعشر دقائق فوجئ بصوت أشبه بالفرقعة ودخان يتصاعد، مضيفاً أنه لم تمر ثوانٍ حتى ارتفعت ألسنة النيران· وأوضح أبار أنه قام على الفور بإبلاغ غرفة العمليات عن اندلاع الحريق· ووصف أحد العاملين بالشركات المجاورة أن الحريق اندلع ''بلا مقدمات''، وأن الدخان الأسود القاتم أسدل على جميع الشركات المجاورة· ولفت إلى أن كل الموظفين والعمال هرعوا إلى الخارج لمراقبة الحريق وتخوفاً من امتداده· بلدية دبي: مخاوف من احتراق مواد ضارة دبي (الاتحاد) تجري إدارة البيئة في بلدية دبي تحقيقاتها للتعرف على حجم الضرر البيئي الناجم عن حريق مستودع الاصباغ بدبي بمنطقة القوز· وحسب راشد كركين رئيس شعبة التخطيط البيئي بالبلدية لـ الاتحاد: فإن التحقيقات جارية وسيتم الإعلان عنها خلال يومين، بعد التعرف على طبيعة المواد المخزنة في المستودع وما إذا كانت تحتوي على مواد خطرة· وقال إن التحقيقات المبدئية أوضحت أن المستودع يخزن مواد بناء وخاصة الأصباغ، ولكن المهم هو معرفة ما إذا كانت الأصباغ تتكون من مواد خطرة أو لا والتي يتم معرفتها من التقارير النهائية· وأضاف راشد: ''في حالة كانت هذه الأصباغ المادة الأساسية فيها الماء ''ووتر بيس''، فإنها لا تشكل خطورة على البيئة، ولا على صحة الإنسان، ولكن إذا تأكد أن الأصباغ من نوع ''سولفن'' فإن احتراقها يشكل خطرا ''كبيرا'' على الصحة العامة وعلى البيئة·'' وأكد أن الأصباغ من نوع سولفن عند احتراقها تؤدي إلى تلوث الهواء وبالتالي التأثير على صحة الإنسان · وعن نسبة التأثير· قال: ''لا أستطيع أن أجزم أو أحدد نسبة التأثيرات البيئية·'' وزاد ''توجد أيضا مواد أخرى تصنف ضمن مواد البناء منها البلاستيك من نوع ''بي في سي'' وهو يستخدم في صناعة الأنابيب وفي حالة احتراق هذه النوعية من المواد تسبب تلوثا في الهواء·'' وأضاف كركين: ''لا نعرف حاليا عدد المستودعات المحترقة، وقال: ''ستحدد التقارير الكميات وحجمها لأنه بناء علي حجم الكميات نستطيع أن نحكم علي حجم الأضرار المترتبة على الحريق''· وتطرق الى قضية دخول المواد الخطرة ومواد مهربة إلى الدولة من خلال منافذ الدولة، معتبرا أن المشكلة ليست في المخازن وإجراءات السلامة فيها بقدر ما هي في نوعية المواد التي تخزن فيها· وأكد أن بلدية دبي تلزم الشركات بالمعايير والشروط التي تتطابق مع الشروط البيئية· حضور عالي المستوى من القيادات الأمنية حضر إلى موقع الحريق أمس قيادات أمنية عالية المستوى في إمارة دبي للوقوف على أعمال إطفاء الحريق وبالإضافة إلى حضور قائد عام شرطة دبي، حضر إلى الموقع اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي، والذي شوهد وهو يتوغل في قلب الحريق ويشد من أزر رجال الإطفاء· كما حضر كل من اللواء عبدالرحمن رفيع مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع، واللواء جاسم بالرميثة مدير الإدارة العامة للعمليات، واللواء عبدالقدوس عبدالرزاق مدير إدارة الجودة، والعميد راشد ثاني المطروشي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني، والعميد عبدالجليل مهدي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية للأمن الوقائي، والعميد ركن محمد خلف المهيري قائد مجموعة الحرس الأميري في دبي، والعقيد خليل إبراهيم نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، والعقيد عبدالله الغيثي نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات· مسلسل الحرائق الكبيرة في دبي شهدت مدينة دبي خلال السنتين الماضيتين عددا من الحرائق الكبيرة، كانت آخرها الحرائق الثلاثة الأخيرة التي وقعت أمس الخميس في القوز الصناعية ،3 وحريق سوق نايف أول أمس، وحريق مستودع الألعاب النارية في القوز 3 الذي أتى على 83 محلا· وفي العام الماضي شب حريق في مستودع للكيماويات في منطقة جبل علي الحرة وتحتوي مواداً كيمائية سريعة الاشتعال· وشهدت الإمارة في مايو 2007 حريق كبيرا في مبنى تحت الإنشاء ضمن مشروع ''نخلة جميرا'' على ساحل إمارة دبي مما تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص· وكانت إمارة دبي قد شهدت خلال مارس 2007 حادثا مشابها عند اندلاع حريق في برج قيد الإنشاء· وفي شهر يناير 2007 اشتعلت النيران في الطوابق العليا لأحد الأبراج قيد الإنشاء أيضا، المملوكة لشركة ''نخيل'' الحكومية، مما أدى إلى مقتل أربعة عمال، وإصابة نحو 57 آخرين·