دعونا نتخيل أن الموظفين في مكان عمل ما يجلسون مبتسمين، رغم ضغوط العمل ورغم حدة طباع بعض المراجعين، ورغم الراتب المتدني، إلا أن كلا منهم يجلس خلف مكتبه مبتسما دون تصنع، تخيلوا معي ما لذلك من أثر في نفسية كل موظف وكل مراجع، وكيف سيضفي ذلك المنظر من مشاعر الارتياح العام، وكيف سيخفف جذرياً من ضغوط الحياة ومشاكل العمل·
إلا أن الواقع الحالي بالنسبة للموظفين، يؤكد وجود وجوم وشحوب على وجه كل موظف، تستفزّه أي نسمة هواء، يضع نسخا من استقالته في كل مكان لاستخدامها عند الضرورة، يتفنن في اختيار الكلمات والجمل التي تعبر عن الضجر أو طفح الكيل، يتناسى أن من هم أمامه من المراجعين أو الموظفين زملاؤه؛ لديهم من الهموم ما يكفيهم، ويجب ألا يكون سببا في زيادة الهم عليهم·· بل اجعل ابتسامتك سببا في مواساة الآخر·
أما الواقع الحالي عند الإدارات، فهو إثبات الوجود من خلال الموظفين، وفرض نوع من الهيمنة عليهم وذلك بعدم الابتسام في وجوههم، ومحاولة شغل أوقاتهم بما هو مفيد وغير مفيد، حتى يظهر لهم المدير بهيئة صاحب السلطة العليا التي لا يمكن أن تبتسم لك طالما انك موظف تحت إدارتها!
لا تكن سببا في أن يُكِنّ لك الموظفون الضغينة وتكون إطلالتك عليهم سببا في تعاستهم، أو غيابك عنهم سببا في سعادتهم، وحاول أن تعاملهم كأنهم زملاؤك وأصدقاؤك مهللا وجهك بابتسامة جميلة كل يوم·
محمد عطية
عدد اليوم
